المراة العراقية هل أنصفتها الديمقراطية



ستار عباس
2011 / 3 / 9

الديمقراطية انصفت المرأة العراقية ومنحتها فرصة الوصول الى موقع القرار عن طريق الكوتا,ولكن المراة التي وصلت الى السلطة لم تنصف بنات جنسها ,لذلك نجد المراة في هذا العام وجدت ضالتها في التعبير وغيرت مسارها راغبة في تعديل الدستور والغاء الكوتا التي اصبحت أداة سياسية ضيقة انتقائية محصورة على فئات سياسية ودينية تتحكم فيهن ايدولوجيات تلك الاحزاب والكتل واليوم تحتفل المراة العراقيةبعيدها العالمي في الثامن من شباط من كل عام, ولكن بطريقتها الخاصة العفوية والغير موادلجة, ولكل مجتمع طبيعتة في شكل الاحتفال و يختلف الاحتفاء به من مجتمع الى اخر وتلعب الاحداث والتطورات دورا مهما في وقع الحدث,ففي العراق جاء الحدث هاذا العام متزامن مع التطورات التي تشهدها الساحة السياسية العربية من احداث متسارعة اثرت بشكل مباشر في الشارع العراقي وكسرت حواجز الصمت من المطالبة بالخدمات واصلاح النظام من الفساد وتوفير فرص العمل وتحسين البطاقة التموينية والكهرباء وشارك فيها الالف من المواطنين من الرجال والنساء في بغداد والمحافظات سرقت الاضواء من الاحتفال بهذه المناسبة وجعلتها تمر مرور الكرام لكنها لم تخلو من الممارسات التقليدية البسيطة و مطالبة بعض الناشطات البرلمانيات وبعض منظمات المجتمع المدني بحقوق المراة وتحسين حالها "بطريقة تشبه ذر الرماد في العيون", ولم تكن بمستوى الوقع الذي احدثتة المراة البسيطة وبعض المثقفات في التظاهرات ومحاولت فتح النافذة علىالشارع مسجله من خلالها حضورا متميزا وحاولت جاهده ان ترفع صوتها لمطالبة بحقوقها وانصافها بعد ان وجدت نفسها مغيبة ومهمشة ولاتوجد اصوات في سلطة القرار والمؤسسة التشريعية تطالب بحقوقها, وان الاصوات المتواجدة عاجزات او متعاجزات من المطالبة بحقوق المراة عدى بعض الاصوات القلية والقلية جدا اذا ماقورنت بالعدد الذي اوصلته الكوتى حسب الدستور العراقي الجديد الى قبة البرلمان وهو 80 الى 83 أمراة 25%من العدد الاجمالي للبرلمان ,تلوح بالافق ملامح تغير في خارطة الطريق الثقافيةوالاجتماعية وبروز الاصلاح بسب النضج الفكري والثقافي للفرد العربي والتطور العالي في منظومة الاتصالات,المرأة التي تمثل النصف المهم من المجتمع تستطيع ان تلم شتاتها وتنتشل نفسها وجنسها من حالة التهميش والاقصاء وتسجل حضورا متميزا في التواجد المستمر وتقفز عل مجموعة الهياكل البشرية المنظوية تحت الحزبية والطائفة والمذهب والعرق وتشكل لها حزبا اوتكتل نسوي مد ني منفتح مع التكتلات الذكورية بشكل مستقل تطالب من خلاله بحقوقها والتعديل الدستوري وتقف بمسافة متساوية مع الرجل في سلطة القرار,المجتمع العراقي لازال يؤمن ويحمل براثين الماضي ولازالت العادات والتقاليد والاعراف متجذرة وتشكل هذه الادوات جزاُ من الشخصية العراقية ولايمكن انتزاعها بسهولة فما زال الكثير ينظر الى المرأة كعورة وماكنة انجاب مهمتها توفيرمتطلبات الرجل من الجنس والخدمة والطاعة العمياء و محصورة بحدود البيت والحقل ومكانها في المقاعد الخلفية ولازال العنف الرمزي والمادي حاظر في المجتمع ولازال الرجل قادر على حجب الاصوات التي تريد الحرية المكفولة بشريعة الاديان لذلك نجد المراة تعقد الرهان على الناشطات ومنظمات المجتمع المدني المستقلة والاكاديميات والمثقفات التي تستطيع ان تتبنى مشروع الدفاع عن حقوق المرأة بلشكل الذي يؤمن وينسجم و الحالة العراقية في استغلال فرصة نضوج الفكر السياسي والاجتماعي والثقافي وأتساع حرية المطالبة بالحقوق ووضع اللبنات الاساسية لبناء شخصية المرأة العراقية وفق معطيات المرحلة الجديدة التي تتماشا مع التطور الحاصل في المجتمع العربي وانتشالها من الواقع المرير التي تعيشه الغالبية العظمى من النساء ومحاولت وجود حلول سريعة للجميع المشاكل واهمها ظاهرة العنوسة المستشرية بشكل كبير في المجتمع العراقي من خلال الضغط على البرلمان والانفتاح على المؤسسة الدينية في تشريع قوانين تسهل وتدعم مشاريع الزواج ,ونزع (الخجل والعيب )من المطالبة بمثل هذه المشاريع المهمة والخطيرة من قبل الناشطات والمثقفات والمنظمات التي تدافع عن المرأة وتعتبرها من اولوياتها في برامجها" وتعالج حالات الطلاق المبكر الرائجة هذه الايام والحد من العنف والارتقاء بها الى مصاف المرأة في العالم المتحضر مع الاحتفاض بالهوية الدينية والوطنية والاخلاق.