في عيدكِ الأغر لا يعتليني الفرح



رديف شاكر الداغستاني
2011 / 3 / 9

نعم أيتها المرأة في عيدكِ لا يعلوني الفرح . لأني لم ارى ما يفرحكِ . وما يرضني كإنسان من قديم الأزمان كنتِ ولا تزالين كالسمكة تؤكل وتذم من قبل الرجال من أعلاهم الى أصغرهم . من مفتيهم الشرعي الى مفتيهم العشائري والبرلماني والى قادتهم الأجتماعيون الذين يتظاهرون بحبهم لك زيفاً وبهتانا وهم الأخطر في سفك دمك ويأكلونك قبل أن يقتلونك...
لقد صبغت عوامل المؤامرة منذ التاريخ القديم على كيفية استغلالك وانتهاك كرامتك الشخصية ككائن أنساني فقد ربوا عبر هذا التاريخ متوارثين السلوك في كيفية السيطرة عليك وجعلك هامشاً في الحياة تابعاً ذليلاً للرجال فحفظوا نصوص وفتاوى وأقوال مأثورة كلها تدينك وأنت من يسجد تحت قدميك أقوى الرجال حين تكون لديه حاجة جنسية وبعدها يركلك كما يركل الحمار حماره لتسير على الخط المستقيم . وخلال هذه الحقب التاريخية المتوارثة قبلت اغلب النساء هذا الذي يسمونه قدرنا ومكتوب فيكونن حافظات للرجل في كل شيء مقيدات فرحات بهذا السجن ويشعرن بتفاخر بأنهن طائعات لذلك المارد الأجوف وأن كان عاقراً دنيئا فاسداً أو عبداً للمال والبشر مسألة فيها نظر في حقبة من التاريخ الغير عربي ولا أسلامي . وضعت بعض النقاط على الحروف ليكون لك عيداً على الأقل يتذكرونك فيه على أنك إنسانة موجودة على الخارطة الأنسانيه الأجتماعية ... فأنت ممنوعة من الحب والعواطف والأحاسيس . ممنوعة من أن تعلني أنك موجودة ورأيك يسمع في أدنى الأشياء هم يحرمونك من كل شيئ ألا في أرضاء نزواتهم وشهواتهم فعليك التفنن بطريقة تشبعهم لآخر نفس بعد ذلك كأن لا تكوني ... أني أبكيك أيتها المرأة يا عروسة الحيات خاصة في عالمنا الشرقي العربي والإسلامي جميعهم . أكثر بقاع العالم قد تمتلك المرأة هناك بعض الشيء إلا أنها تبقى تدور وتحلق خلف الرجال بحريتها أما أنسانيتها فلم يكن ألا القدر اليسير رغم ضخامة التضحيات التي قدمتها المرأة في الحروب العالمية والأقليمية والداخلية وما ينتج عنها من هزات أقتصاديه أجتماعيه وأنسانية أثناءها وما بعدها ... وفي عراقنا الجريح اليوم لكونه محتل بكل معنى الاحتلال فهو يمر بأسوأ فترة مظلمة في تاريخه. حيث أن أدوات الاحتلال هذه المرة أبطال العملية السياسية طائفيون وعنصريون . قوميين شيفونين أحزاب الدين السياسي فهم على المكشوف ضد أي تقدم حضاري أنساني مجتمعي وأقتصادي و سياسي والمرأه لديهم الخط الأول في التهميش والإقصاء وحسب المثل القائل - سلم البزون شحمة- هكذا قدر لهؤلاء أن يمسكوا زمام السلطة الأحتلالية فحرقوا الأخضر واليابس وللمرأه حصة الأسد فيها – هم بحمد الله وكلاء رب العالمين في الأرض فيصدرون الفتاوي بأسم الدين ويصدرون قرارات اجتماعية يبثونها بين الناس تحط من قيمة المرأة وجعلها خاضعة بالكامل تحت سلطة الرجل الجاهل الأمي المتخلف والقذر وهي وأن تكون من أعلى النسب وأحسن الأحوال من علم .. ومعرفة وشهادة ومال ... فيحتفلون بها على طريقتهم الخاصة يسلبوا منها الفرح الحقيقي حين يشرعنوا مبادئ ويصدروا قرارات في غير صالحها ... وما قبولهم بكوتا النساء ألا إخضاع لإرادة المحتل والذي له أهداف من ذلك فكانت نسبة 20 % من مجلس نوابهم نساء . ولكن أي نساء أحضروهن للبرلمان الشكلي غالبيتهم من يدافعن عن حقوق الرجل في استغلالهن وضربهن وهجرهن ليسبحن ليل نهار بالحمد والشكر للرجال ... هذا حصل ولقد أنكشفت القوى التي تدعي العلمانية والتي سبق وأن شرعت قانون الأحوال الشخصية المستوحى من قانون ثورة تموز حين كانت في السلطة وأيضا الهدف كان لإغراض أخرى هذه القوى كشفت هشاشتها حين رفضت إن تمنح إي امرأة لمواقع ممثلة لقائمتهم .. إن المرأة العراقية لعبت دور مشهود في نضالها ضد الاستعمار البريطاني وكان دورها متميز في قيادة الحركة الوطنية عبر تشكيلها لروابط خاصة في المرأة والعمل في داخل الحركة التقدمية التي تسعا إلى تحرير العراق من الاستعمار البريطاني فدفعت الثمن غالي بعد اغتيال ثورة تموز من قبل قوى الردة مدفوعة من أمريكا فوقفت المرأة تدافع عن مكتسباتها التي تحققت بعد ثورة تموز من مكاسب إصدار قوانين وتشريعات تحفظ للمرأة كرامتها وعزتها وحقوقها ومساواتها في مجالات كثيرة مع الرجل من فرص العمل والأجور والدراسة بمختلف مراحلها مع تبؤها المراكز الإدارية والاجتماعية والسياسية هكذا دفعت ثمن في الاعتقالات والتعذيب وانتهاك العرض والشرف هذه المرحلة التي حصلت حين تنتكس الحركة التحريرية التقدمية ويكون التآمر عالميا ومحليا ضدها .. إن المرأة التي تسعا لتثبيت حقوقها لتنتزعها انتزاعا هو عملها بداخل الأطر التنظيمية كحركات التحرر الثورية ومنظمات المجتمع المدني لتصنع ذاتها بنفسها فانتصار الحركة التقدمية هو انتصار لها وحين تنتكس يكون التهميش الكامل لدورها في الحياة .. إن الثورة الشبابية اليوم بطبيعة أهدافها ومشاركة المرأة تكون تقدمية لأنها ثارت هذه الحركة عن المألوف المتعفن والمهادن والمتقاعس من قوانين وحركات سلطوية أو معارضة كلاسيكية غير ذو نفع عملي في التغيير لأسباب كثيرة فثورة الشباب هزت العالم كله وجرس إنذار برحيل حقبة كأداء من نوم عميق على المظالم المستقرة لأنظمة وقوانين عفا عليها الزمن .. فشاباتنا وشبابنا عليهم العبء الأكبر لحمل هذا الهم الكبير الخاص والعام فيبارك كل مخلص وطني غيور هذا التحرك ليحيا الشعب قبل الممات النهائي أو السرمدي فهي الحقنة التي توقض المخدرين وشبه الأموات من جماهير تسير خلف الطائفية وتدفع وتحقن في سبيل أن تنتفخ كروش سلطوية وتزداد أرصدتها البنكية في الداخل والخارج من فسادها المالي والإداري وقبل كل شيء فساد ضميرها الذي ارتضت ان يدوس المحتل مباشرة وطننا بعد ما كنا في احتلال محلي ممكن إن يتغير بسواعد أبناء البلد هكذا كما حصل في مصر وتونس وليبيا وكل مكان ...إلا الاحتلال فهذا بلدنا وليس بلد فئة معينة أو دكتاتور معين هذه ثورة شباب العراق دون طائفية وحزبية وقومية تصرخ للعراق كله ولشعب العراق كله فكان الانتصار من شمال الوطن إلى أقصى جنوبه لتساهم المرأة في هذا الموكب الناهض بكل قوة ففيها الخلاص من أغلال الظلامية والعبودية لقد دقت ساعة العمل وهؤلاء الساسة لم ولن يكونوا سوى نمور من ورق فقد سقط التوت الذي يسترون به عوراتهم والعيش على الطائفية والقومية والمناطقية المجزئة للشعب والوطن فالنضال من اجل كل ذلك يتحقق انتصار لذات المرأة فالسادة راحلون إذا لم يكن اليوم فغداً .. وسيكون حين ذلك الاحتفال الحقيقي في عيدكِ الأغر يا شمس الدنيا وقمرها 0