كلمة راديو المحبة – صوت المرأة العراقية



راديو المحبة - صوت المرأة العراقية
2011 / 3 / 12

كلمة راديو المحبة – صوت المرأة العراقية
لمناسبة الذكرى المئوية للإحتفال بيوم المرأة العالمي

تمر اليوم الذكرى المئوية للإحتفال بيوم المرأة العالمي , تمر وبلادنا التي فرح شـعبها وهلل للتغيير الذي حصل بعد الإطاحة بالنظام الفاشي لصدام حسين في التاسع من نيسـان عام ألفيـن وثلاثـة .
إلا إن ذلك الفرح والتهليل كما يبدو قد تم إختطافهما من على محيا الملايين التي ذاقت الويلات بسبب من إضطهاد ذلك النظام لأبناء شعبنا وجراء مغامراته العدوانية الفاشلة وإدخال البلاد في نفق الحروب المظلم .
وبلا ريب فإن أكثر من تعرض للمعاناة والعذاب , هن النساء العراقيات الباسـلات اللواتي فقدن أعزة كثـر متمثلين في الآباء والرجال والأخوة .. مما ترك على كواهلهن مسؤوليات كبيرة تجسدت في العمل والشقاء من أجل رعاية العائلة والأيتام بصورة خاصة منهم .
ومما يؤسف له إنه بعد التغيير شارك العديد من الأحزاب الإسلامية ( بشقيها ) في العملية السياسية , وهي بطبيعة الحال لا تؤمن ولا تضمن برامجها أية نصوص تؤمن بحقوق المرأة إنطلاقا من نهج عدم مخالفة الشريعة والتي أوردها النص المقدس , والتي عملت على تهميش دور المرأة في الحياة العامة .
ولقد كان القرار ( 137 ) لمجلس الحكم عندما كانت رئاسته الدورية لأحد اقطاب الإسلاميين , أول الغيث ليليه الدستور في بؤس واضح وبمادته ( 41 ) التي كرست ذلك القرار الذي جوبه في حينه برفض قاطع من منظمات المجتمع المدني النسوية بصورة خاصة , مما أجبر مجلس الحكم على التراجع عنه .
واليوم وبعد ثمان ِ سنين من التغيير تتطور الأمور في بلادنا مع الأسف نحو الأسوأ في كل الأمور , وبخاصة في ما يخص حقوق المرأة للحد الذي خرجت به التشكيلة الحكومية الجديدة التي ولدت ناقصة بعد مخاض ٍ دام َ أكثر من تسعة أشهر في حالة من التخلف الحضاري لم تشهدها أكثر البلدان تخلفا ً في العالم .
إن ما يجري اليوم في بلادنا هـو إمتهان كامل لحقوق المرأة والطفل رغم إن العراق هو أحد البلدان الموقعة على إتفاقية ( سيداو ) التي تكفل حقوقهما وتلزم البلدان الموقعة عليها بوضع تشريعات تضمن تلك الحقوق , رغم هذا الديكور المقيت المتمثل في الكوتا النسوية في البرلمان واللواتي تم إدخالهن ضمن حصص قادة الكتل السياسية لعدم تمكن معظمهن من الحصول على الأصوات التي تكفل دخولهن تحت قبة البرلمان .
لذا نجدهن هادئات مطيعات لهؤلاء حتى في القضايا التي تعمل ضد مصالح وحقوق بنات جلدتهن , كما جاء في تصويتهن على الدستور الحاوي على المادة ( 41 ) سيئة الصيت والمحتوى , لا بل إن البعض منهن يدافعن عن المادة نفسها ويدافعن عن حق الرجل بأمتلاك أكبر عدد من النسوة , ويبررن ويمهدن كما شهدنا في جلسات نقاشية عديدة لتطبيق تلك المادة التي تمهد لتكريس الطائفيى البغيضة كواقع مفروض في المجتمع العراقي .
إننا إذ نحيي هذه الذكرى بإعتزاز بالغ وكبير نعاهد على النضال المستمر من خلال إذاعتنا وبرامجها النوعية للدفاع عن حقوق المرأة العراقية الباسلة من أجل ضمان مشاركة أوسع و واعية في الحياة العامة والعمل على إزالة أي تجاوز يرتكب بحقها من قبل السياسيين .
المجد كل المجد لنضال المرأة العراقية .
إلى أمام .


مجلس إدارة راديو المحبة
صوت المرأة العراقية
8 / آذار / 2011