ِنساءُ الظلام



واصف شنون
2011 / 3 / 22


العودة للقديم بعض الأحيان له حسنات في تطوير العقل والسلوك والتعامل مع الأخرين، لقد كتبت قبل 13 عاماً مقالاً عنوانه "نساء الظلام " ُنشر في صحيفة التلغراف الأسترالية ، ،كان عنوان المقال " نساء الظلام " ،وكنت أتناول فيه ردودَ فعل تظاهرات نسوية "نسائية لكنها غير انثوية تماماً " ضد إقتراح من ملك المغرب الجديد انذاك محمد السادس تقدم فيه للبرلمان المغربي من أجل اصدار قرار "منع تعدد الزوجات " وإضافته الى الدستور المغربي .
أبداً سوف لن انسَ وجوه تلك النسوة الظلاميات ذوات الكروش والمغلفات بالقبح والسواد والهتافات الميكانيكية وهنّ يتحججن بالقرآن والشريعة الإسلامية ضد قرار مدني بصالح الزوجات المضطهدات، أوالإنسان المضطهد في حقيقة الأمر، لا تسعني الذاكرة ما كتبت في ذلك المقال الهجومي عليهنّ ، ولكن أتذكر انني قد تساءلت : بأن مَّنْ ترفع صوتها ضدَّ المدنية وحقوق الإنسان وتتظاهر ضدَّ قرار مدني مثل ذلك عليها ان لا تشتكي أو تشكو لأمّها عن تدليل ُبعلِها لبعلته الأخرى ،الثانية او الثالثة او حتى الرابعة وإن ولن ولم يعدل الزوج مع ضرّتها اي شريكتها في الدين والعرق والمنبت والتاريخ أو منافستها على الكسل ،والوقوع في نهاية الأمر تحت مصير "الإغتصاب الجنسي" الذي هو الزواج الإسلامي أو العربي على العموم وليس الشمول .
الذي أثارني في التذكر المرّ هذا ،هما سيدتان عضوتان في البرلمان العراقي المنتخب من قبل الجمهور والشعب العراقي ، الأولى إسمها جميل ومدني ومقبول "الأسماء دائماً ما تعبرُ عن واقع وتاريخ العائلة " ،وهي السيدة أو الآنسة المكرمة (سوزان السعد ) التي تمثل حزب الفضيلة الإسلامي تحت قبة بغداد للديمقراطية ، تفحصت صورتها ، نظرت في عينيها كثيرا ، شابة خجولة محاطة بالسواد أكثر من امهاتنا العادياتْ ،اللواتي لم يبالغن بالسواد حتى حدْ وجه سوزان،لم أحسدها ولم أحسد اهلها أو حزبها أو مدينتها البصرة ، إن كانت بصرواية الضمير ، بل شعرت بالإغماء والتقيؤ وهي تطلب من البرلمان العراقي ،أبو الشوارب والعباءات ، أن يضيف وزارة جديدة عنوانها ومهماتها ( وزارة الزيارات الدينية أو في حقيقة الأمر زيارات المراقد الشيعية على الخصوص ) .
توقعت سوزان أن تقول ،لماذا أنا بنت البصرة الحيوية الغنية التاريخية النهرية والبحرية،أعيشُ محجوبة مكلّّلة بالسواد هكذا ؟؟ أين تاريخنا المفتوح ، أين بنات جامعة البصرة الحلوات ، أين التنومة وشط العرب والركض على الحشيش والتحرش بعالم الرجال الواسع واختيار الأزواج ؟؟؟، بل أين الشباب والشعب ؟ثم ولماذا جرى كل ذلك ؟؟، لكنها قالتْ العكس بالضبط ، قالت العهّر والحزبية والطائفية بدون رفع أية أفخاذ مجانية ،إنظروا وتبصروا وتحيروا الى احتقار الشعب ، شعب البصرة ، والشعب العراقي برمته ،أي نفاق تتحدث عنه سوزان وهي تؤسس لنفاق اسود مثل حجابها وهمجيتها ونكران اصولها العلمانية ، ولنا أن نتصور أن سوزان السعد كانت بالغة في عهد السيد الرئيس ( رحمة الله من كل قلبي عليه !!) ماذ كانت سوف تهتف له وكيف سوف تدعو الشعب لمحاربة "الفرس المجوس" تمعنوا في وجهها قليلا وسوف تقولون : واصف أبدً لم يخطأ بحق هذه الفتاة القضيبة( العضوة ) في برلمان العراق ،فهي مجرد لعاّبة أو دمية دينية مصبوغة بلون اسود!!.
السيدة الثانية وهي عضوة (قضيبة )في البرلمان العراقي الحالي وهي الملاية : شذاء حميد ليلو، وعلى الأرجح اسمها (شذى) ويبدو من خلال شباب مدينة الديوانيةوسط العراق ،انها قد قد قامت بتزوير شهادات مدرسية لها كي تصبح (قضيبة برلمانية ) ، ورغم انها تمثل احد الأحزاب الدينية فقد صرحت قائلة لأحد الأحباب"يمعود حزب البعث على الدعوة على المجلس كله على (***) ،احنه نريد نعيش " ، هذه العضوة اعجبتني حقيقة، لكنه عليها الإنصاف والعدالة وطرح الرأي ورفع احتجاجات المشتكين ، وليس المظلومين فقط، تجدون تحت بعض من مؤهلات شذى:
1-خريجة الدراسة المتوسطة المسائية
2-راسبة في اعدادية التجارة المسائية للعام الدراسي 85-84
******
ولأن هجومي على النساء المتخلفات قد استمر ،فأني اعرض عليكم الأن عقلية مذيعة ليبية وسط ازمة بلادها ، ظهرت وهي تقول أن التبني ، تقصد تبني الأطفال والرضع ، مُحرم في الإسلام ، واضافت ان نبي المسلمين قد حرّم التبني ، إذن وحسب المنطق الإسلامي العروبي الليبي، فأن تبني مجلس الأمن للقرار ضد ليبيا هو محرم شرعي...!!

هل نأخذ بالحسبان أن الهجوم على ليبيا سوف ومن خلاله يكون العالم أجمل ، طبعاً لا ، وهل سوف تترشح نساء عراقيات جديدات للبرلمان العراقي بدون حظوة المرجعية والأحزاب الدينية والعبودية الجنسية طبعاً ،نعم أو لا ...حسب القسوة والنفاق وأصحاب المجد.