المرأة السعودية غير مستعدة للانتخابات!!



جمال الخرسان
2011 / 3 / 29

المرأة السعودية غير مستعدة للانتخابات!!

اخجلني كثيرا واخجل غيري من العرب والمسلمين ما اصدرته المملكة العربية السعودية من قرارات تتعلق بحرمان المرأة السعودية ترشيحا وتصويتا من المشاركة في الانتخابات البلدية التي تقام في نيسان عام 2011. الخبر تصدر وسائل الاعلام الغربية وتلقفته بعض وسائل الاعلام بضاعة ثمينة لتنشيط ظاهرة الاسلام فوبيا خصوصا وان الكثيرين في المشرق والمغرب يعتبرون السعودية مركز استقطاب اسلامي من الوزن الثقيل لاعتمادها الشريعة الاسلامية كمصدر للتشريع ولما تحتويه من معالم اسلامية كالبيت الحرام والمسجد النبوي وغيرها من الاثار الاسلامية.
( لسنا مستعدين لمشاركة المرأة في هذه الدورة من الانتخابات ) هذا بالضبط ما جاء على لسان عبد الرحمن الدهمش، رئيس اللجنة العامة للانتخابات، حينما سئل في مؤتمر صحفي حول مشاركة النساء في الانتخابات البلدية!
في العام 2011 وبعد تلك المتغيرات السياسية في المنطقة لم تتهيأ المراة السعودية بالحد الكافي الذي يجعلها تشارك في الانتخابات البلدية تصويتا او ترشيحا! ولا احد يعرف متى تكون المرأة السعودية مستعدة في وجهة نظر القيادة هناك للانتخابات البرلمانية فيما لو تقرر اجراؤها في السعودية ؟! رغم ان ذلك مستبعد. ثم ماهو الفرق بين المرأة وبين الرجل؟! المضك ان عبد الرحمن الدهمش يحاول تصوير مشاركة المرأة وكأنها أزمة كبرى بحاجة الى توفر ظروف استثنائية من اجل حلحلتها اذ يؤكد انّ ( مشاركة المرأة لا تحتاج إلى كشك فقط تدلي فيه بصوتها، بل تحتاج لشفافية واستعدادات عالية) اما ما هي الاستعدادات العالية التي تحتاجها مشاركة المراة ولا يحتاج اليها في حال مشاركة الرجل .. لا أحد يعلم ذلك!

صاحب القرار السعودي قرر مع سبق الاصرار والترصد اقصاء المراة من المشاركة في الحياة السياسية كما اقصاها سابقا من الانتخابات البلدية الاولى في تاريخ المملكة والتي نظمت عام 2005 لانتخاب نصف الاعضاء الـ178 في المجالس البلدية في عموم البلاد، بينما تعيّن السلطات النصف الباقي. علما ان المملكة لا تملك اية هيئة برلمانية منتخبة، ويقوم الملك بتعيين اعضاء مجلس الشورى الذي لا يملك صلاحيات تشريعية او رقابية.
القرار يضرب عرض الحائط كلما يحصل من متغيرات سياسية على الصعيد الدولي والاقليمي وكأن المملكة تعيش في كوكب آخر!
ان خطوة من هذا النوع تسيء كثيرا للثقافة الشرقية الاسلامية وتقوض كل المحاولات التي يقوم بها المخلصون من اجل تحسين صورة الاسلام والمسلمين في العالم. وكما قالوا من قبل: متى يبلغ البنيان يوما تمامه - إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم ؟!