قضية النساء..أولا



ليلي عادل
2004 / 10 / 25

الى متى تبقى قضية حرية المرأة و مسألة مساواتها بالرجل معلقة على شماعة , ان هناك قضايا أخرى أهم .. فحال المرأة اليوم في العراق و في الشرق عموما من سيئ الى أسوأ و لا أعلم الى أين نحن ماضون …قبل عشر سنوات عندما كنت طالبة كان عدد المحجبات في الجامعة أقل من 25% , ولا أذكر انه كانت لي صديقة محجبة يومها ,فقط معرفة سطحية ببعضهن …فأنا من النوع الحر المباشر و انفر من الذين يحتالون على أنفسهم و على الغير للوصول الى غايات يرفضها المجتمع ..و لا أبالغ ان قلت ان الحجاب كان غطاء لبعضهن كي يمررن ممارسات لا أخلاقية , فضلا عن دور لخداع ولي الأمر و تطمينه ان الشرف مصان و الحجاب هو الضمان .
اليوم أعيد حساباتي لأجد ان 95% من طالبات الجامعات هن من المحجبات فضلا عن حال الشارع العراقي و المنظر المقرف لمجاميع المحجبات فاليوم نادرا" ما ترى امرأة طبيعية , باعتبار ان الحجاب تشويه لصورة المرأة الأنسانة …فبعد ان كانت نسبة المحجبات في الشارع قبل رمضان 95% , نجدها اليوم قد و صلت الى 99,9% و لا أدري ما الحكمة في ان تضع بعضهن الحجاب في رمضان و ترفعه في العيد فحال تلك كحال السكير الذي يقفل زجاجاته في هذا الشهر و ينصرف للصوم و الصلاة و يعود الى الشرب في العيد …فهل من عاقل يفسر لي هذه الظاهرة …ثم ما دور عراقيات الخارج و إسهامهن في هذا الموضوع وما دور الحكومة الجديدة ..و الأصح ان نتساءل ما هو موقفها من شكل و نوع وجود المرأة في المجتمع و الدولة …حيث لم نجد أي رد فعل لهذه الحكومة بعد قيام رئاسة جامعة الموصل و في سابقة خطيرة على منع الطالبات الغير محجبات من الدخول الى الجامعة إلا بعد وضع الحجاب مما تسبب في إضراب أكثر من 1500 طالب و طالبة عن الدوام و هذا الكلام منذ بدء العام الدراسي , مع ذلك ظل الأمر طي الكتمان ولم تثار القضية على أي مستوى …و هذا يدل على تأييد أصحاب القرار و أصحاب الرأي ي لذلك التصرف الرجعي من قبل رئاسة الجامعة و ربما يتم تطبيق التجربة في كل جامعات القطر بعد نجاحها في الموصل …(اللي ميعجبة يطخ راسة بالحايط) !!
أتسائل دوما لم كل هذا الاهتمام بقضية شخصية جدا و هو موضوع ان تغطي المرأة شعرها أم لا و لم اكتسب الشعر هذا الدور الخطير الذي قد يصل الى حد إراقة دماء الأبرياء فداء لتلك القضية التافهة و لم لا يتم الحديث عن تهذيب الخلق و تقوية الإرادة و السيطرة على الغرائز عند الرجل كي لا يغريه شعر امرأة خطير قد يقوده الى الانحراف …إذا كنا نريد بناء عراق جديد خالي من الإرهاب خالي من الدكتاتوريات الصغرى , لمنع ظهور دكتاتور جديد لا بد ان تبدأ المرأة بتحرير نفسها من الأغلال التي يفرضها عليها المجتمع وترفع عن رأسها (مانع التفكير ) وتصنع من و جودها داخل المجتمع حرة ,جميلة, طبيعية, حضارة و مدنية تعيد للعراق مكانته و تسعى به الى الأمام .
تحية احترام لكل طالب و قف مع زميلته و ساهم في الإضراب …قلبي معكم يا أيها الأبطال ال 1500 وأدعو كل طلبة و طالبات العراق الى الوقوف بجانب زملائهم المضربون لتثبيت الحق و تفادي أي قرارات مستقبلية خطيرة قد تبدأ بفرض الحجاب و لا تنتهي عند فصل الإناث عن الذكور …لتصل الى تحريم تعليم الإناث …في الجامعات ..