تعقيبات على التعليقات الواردة في المقال المعنون ب:- رد على السيد شاهر الشرقاوي: عفوا ولكنه قيد وجمود-



يوسف المساتي
2011 / 5 / 7

لم يكن في نيتي تخصيص مساهمة للرد على التعليقات الواردة في المقال المعنون ب"رد على السيد شاهر الشرقاوي:عفوا ولكنه قيد وجمود"، غير أن أهمية ما طرحته من افكار، جعلت مجرد تعقيب لا يكفي، ومن هنا أخصص هذه المساهمة للرد على التعليقات الواردة في المقال، ويجب أن أشير إلى أني سأسير حذو النعل بالنعل في تعقيبي عبر ايراد نص التعليق، ثم التعقيب عليه، وأرجو المعذرة من الأساتذة المشاركين ان اقحمت نفسي أحيانا في مواضيع قد تبدو جانبية.
وأبدأ مع السيد شاهر الشرقاوي والذي جاء في تعليقه:" بقي أن نشير إلى أننا ضد الحجاب كتشريع فقهي، وليس قراني، ويجب دائما أن نميز بين التشريع القرآني والتشريع الفقهي، ولكن هذا لا يمنع أبدا بان نطالب بعدم إقصاء المحجبات من الوظائف والمناصب، خاصة في الإعلام والسينما، فنحن نرفض رفضا باتا وقاطعا الإساءة إلى المحجبات أو منعهن، لأنهن جزء من هذا المجتمع، وكل ما نريد إيصاله هو أن الحجاب موروث ثقافي وليس ديني، انه عادة وليس عبادة
..............
بداية اخى الفاضل يوسف اشكرك على ردك المستفيض .والذى اسعدنى ايما سعادة .كونه صادر من صاعد واعد فى هذا الموقع المتميز والمحترم .لما يتميز به اسلوبه من رقى وتحضر وترتيب وسلاسة فى الافكار
بخصوص قولك ان ردى به تناقض فى مسألة الحكم على الفتاة من خلال تبرجها او حجابها . . فاعتقد انه قد جانبك التدقيق فى هذه النقطة ..فمغزى كلامى ان الفتاة المحجبة تكون بعيدة بشكل اكثر عن اى عوامل جانبية من الممكن ان تؤثر على رأى الاخر في ابداء رأيه.تجاه ما تبديه من اراء بغرض أستمالتها اليه لما يراه من مواضع مكشوفة من جسدها تدفعه الى كسب ودها لسبب او لاخر.. وترانى قلت (دون قصد منها ) فأنا افترضت انها على خلق رغم كونها متبرجة
اعتقد يا يوسف ان التناقض فى رأيك انت .فانت اعتبرت ان ارتداء الحجاب جمود وسيطرة ذكورية .وموروث ثقافى .جاهلى ..فأى اساءة اكثر من هذا للفتاة او المرأة المحجبة .؟.ثم انت تنبه مشكورا باهمية عدم التعرض لهن بالاذى كونهن جزء من المجتمع ....فطلبك هذا فى حد ذاته فيه اهانة مبطنة انا على ثقة ويقين انك لم تقصدها ..ولكن كأنك تقول (يا جماعة ماحدش يقرب للمتخلفات المتحجبات هاتين ..فهن برضه مهما فعلن وتجمدت وتحجرت عقولهن هن جزء من هذا المجتمع)
لا يا يوسف الرقى والتقدم والتعاملات الانسانية والاخلاق شان انسانى تربوى وسلوكى وتحررى ووعى وفهم للحاضر ومعطياته .لا يحكم عليه من خلال قطعة قماش ترتديها فتاة او تقلعها اخرى.
ما لم افهمه هو ..قولك بوجود تشريع قرانى واخر فقهى ..!!! وهل اهل الفقه يشرعون الا من خلال القران ؟؟؟ الحجاب مذكور فى القران يا يوسف (وليضربن بخمارهن على جيوبهن ) والخمار كما تعلم هو غطاء الرأس والجيب هو فتحة الصدر ..وكان المؤمنات يغطين شعورهن ولكن يطلقن الخمار بعيدا عن فتحة الصدر .فامرهن القران بتغطية فتحة الصدر ...عفة ...وقار ..ادب .حشمة .كرامة للانثى ..فيها ايه يزعل ده؟ اما عن من هو مصدر الفتنة والاغراء .واستدلالك بقصة سيدنا يوسف عليه السلام فاعتقد برضه انه قد جانبك التوفيق فيها فالاية تقول (وراودته التى هو فى بيتها عن نفسه .وقالت .هيت لك وغلقت الابواب) اذا هى التى سعت لفتنته ...اغلقت الحجرة .وايتفردت به ...وقالت له انا اتهيئت لك ..انا جاهزة لك ..انا اتوقت لك ...فمن الذى فتن من ؟!! من الذى اغوى من ؟؟؟!!!! اما كونه كان جميلا وفتيا ..فهذا ليس ذنبه .اما كون الحجاب عادة ام عبادة ...فليس كل ما جاء به الاسلام جديدا .والنبى الكريم محمد رسول الله ما جاء الا ليكمل لا لينقض ولا ليؤسس ..ولكن جاء ليختار بين ما هو موجود ..فيثبت الجيد ويزيل السئ ويكمل الناقص هذه كانت مهمته حتى لو كان كان عادة ..فهو اصبح فضيلة وطاعة وعبادة لله لان الله لا يشرع الا ما فيه كرامة وعزة وعفة المؤمن ذكرا كان او انثى...المؤمنين والمؤمنات بعضهم اولياء بعض ..يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر....ان المؤمنين والمؤمنات....من عمل صالحا منكم من ذكر او انثى...ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف.للرجال نصيب مما كتسبوا وللنساء نصيبا مما اكتسبن كما ترى يا يوسف ..لا فرق ..لا فرق ..لا فرق وتحياتى"
وأرد على الأستاذ شاهر فأقول إلى أنه لا بد أن أشير أنه وفعلا كما قلت فقد جانبني التدقيق في فهم مغزى كلامك، لكن أعتقد أخي شاهر أنه قد جانبك التوفيق أيضا، ذلك أنه ليس من المستبعد أن يؤثر حجاب المرأة في رأي المرء أيضا، ويجعلها يجاملها مشجعا أو مثبطا لها، وبالتالي فقد يصبح هو أيضا عاملا جانبيا مؤثرا، لذا أعتقد أن هذا القول الذي أوردته هو ليس من الحقيقة بمكان، لأن عملية التأثير والتأثر عملية نفسية تحكمها معطيات وعوامل خاصة بكل شخص. أما بخصوص ما ذكرته من وجود تناقض في قولي، فأعتقد أنه قد جانبك التدقيق أيضا، حيث أني لم أتحدث عن ارتداء الحجاب، ولكن عن تشريع الحجاب، وأقصد هنا التشريع الفقهي الذي استند إلى قراءات ذكورية للنصوص القرانية، وجعل المرأة عورة وفتنة، وموقعتها في مرتبة المفعول به، وهذا تعد على النصوص القرانية التي أوردت بعضا منها. ولا أعتقد أن كلامي يوجه اساءة للمحجبات، ولكنه يسيء إلى مشرعي الحجاب، لأنهم رمز للجمود والتخلف، ولعلك تجيب عن نفسك حين تقول:" الرقى والتقدم والتعاملات الانسانية والاخلاق شان انسانى تربوى وسلوكى وتحررى ووعى وفهم للحاضر ومعطياته .لا يحكم عليه من خلال قطعة قماش ترتديها فتاة او تقلعها اخرى" ومادام الامر هكذا فما الحاجة إلى وجود حجاب أصلا، لأن الحجاب الحقيقي هو سلوك المرء ومعاملاته.
أما بخصوص سؤالك –الاستنكاري ربما- عن الفرق بين التشريع الفقهي والتشريع القراني، فدعني أوضح أستاذ شاهر أنه ثمة فرق كبير بينهما، فالتشريع القرآني هو ما ورد في القران الكريم من تشريعات وأوامر ونواهي، أما التشريع الفقهي فهو فهم الفقهاء لهذه النصوص والتشريعات، وهي عملية تتدخل فيها الأطر المعرفية والثقافية للفقيه أو المفسر، من هنا يظل التشريع القراني تابثا والتشريع الفقهي متغيرا، بتغير الازمنة والأمكنة، وعمق مأساتنا أننا توقفنا عند قرءات العصور الوسطى. وعن قولك أن الحجاب مذكور في القران الكريم فقد سبق وأن فصلت في هذه المسألة، واستشهدت بنفس الآية التي استندت إليها، وكنت أتمنى أن ترد على القراءة التي أقترحتها لها، ولا يفوتنا هنا أن أتساءل أنه مادام وكما قلت لا فرق بين الرجل والمرأة فما نفع الحجاب أصلا؟؟؟
أما عن حديثك عن قصة يوسف فأعتقد أنه قد جانبك التدقيق أيضا، فهو فتنها، وهي أغوته، هكذا يصح الأمر، وقد تساءلت ما ذنبه إن كان جميلا، وأعتقد يا أخي أن الأمر كذلك بالنسبة للمرأة، فما ذنبها ان كانت تتعرض للاغواءات والاغراءات، ما ذنب المرأة أن تحبس في قطعة قماش، ونجعلها تحس أنها مجرد طريدة يسعى الرجل لاقتناصها. وأما أنه عادة وفضيلة، لم يكن عادة تعبدية، ولكنه مجرد وقاية من أشعة الشمس، وقد سكت عنها الرسول لاستمرار العلة، أما بانتفاء العلة –الشمس الحارقة في سبه الجزيرة العربية- فما المبرر لبقاء هذه العادة.
أما الأستاذة فؤاده قاسم محمد، فقد أوردت في تعليقها:" تحياتي استاذ يوسف اسمح لي بمداخله صغيره والرد على استاذ شاهر
استاذ شاهر كثير ما نرى اليوم محجبات يتمايلن في سيرهن وبقصد وليس دونه ,ويضعن ما يضعن من المساحيق اضعاف المتبرجات اما النقاب فحدث ولا حرج فيرتدينه للاغراء فقط وهذا سائع بمجتمعاتنا بحيث اصبح النقاب له صيته السىء ولا تقول يوجد هذا ويوجد ذاك فما نراه اليوم من العجب الذي يشيب له الرأس فللحجاب اسبابه منها من ترى به اغراء من تحجبت رغما عنها من كان لها شعر اشعث وتتكاسل في ترتيبه من كانت في وسط محجب وهي لا تمتلك اي رأي وامرها بيد اهلها
من تحاول التستر به ومن ومن ........والتي تحجبت كون دينها اراد ذلك فلانها مصلحه وتريد ان تفوز بالجنه , واتحدى اي واحده تقول انها متحجبه عن قناعه تامه .وشكرا"
اتفق معك أستاذة في كثير مما أوردت من كون الضغط الاجتماعي والعادات هما ما يمنحان للحجاب هذا الحضور، لاننا مجتمعات مسلوبة الارادة، مغيبة الفعل، نعبد أوثان القرون الوسطى، ونصوص لا نفهم معانيها في كثير من الأحيان، دونما قدرة على القيام بمساءلة جذرية للتراث، وتلك من ماسينا.
وقد أورد الأستاذ شاهر في تعقيبه على تعليق الأستاذة فؤادة ما نصه:" تحياتى استاذة فؤادة ما نراه من محجبات بلباس ضيق وكاشف اكثر مما يستر .هن مستهزءات بالدين ولا يعتبروا حجة على الدين فالمولى سبحانه عندما امر المرأة بالحجاب والعفة بتغطية شعرها وفتحة صدرها .لم يكن المقصود هو الشعر فى حد ذاته ..ولكن المعنى هو ان ستر ما دون الشعر اولى اما حكمك على ان كل المحجبات لا يتحجبن عن قناعة وايمان .فارجو منك ان تستغفرى الله من مقولتك هذه.فانت لم تدخلى الى قلوب كل الفتيات ولم يكشف لك الغيب وتزال عنك الحجب وتعلمى بسرائر القلوب صححى نيتك وعقيدتك يا اخت فؤادة .ولا تحكمى الا على نفسك انت ولا تكونى من الذين قال عنهم الرسول الكريم (كل يرى الناس كما يرى نفسه ) فى الحديث المعروف ثم نحن فى النهاية نتحدث عن الحكمة من الحجاب وليس عن موقف النساء منه وكل انسان حر
وكل عقيدة ولها اسسها وكل دين وله تشريعاته واحكامه وانتى امامك حرية الاختيار اختارى العقيدة والدين الذى تشعرين انك تجدى نفسك فيه . ولا تطالبى اى دين بنغيير شرائعه او بعضها كى ترضى اختارى انت لكن اعلمى انك مسئولة عن اختيارك من الممكن ان تكونى مسلمة جيدة .وغير محجبة .ولكن لا تعترضى على الله وتحياتى اختى الفاضلة"
واسمح لي أستاذ شاهر أن أتوقف عند الجزء الاخير من كلامك والمتعلق بالاعتراض على الله، فأقول أنه من حقنا أخي شاهر أن نسائل النصوص والأحكام، وان نشك ونبحث عن الأجوبة، واحيلك هنا أنت والأستاذة فؤادة على المقال المعنون "بجذور التطرف الإسلامي" حيث تكلمت فيه عن ما أسميته بالوعي الايماني، الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بالشك، وما دمنا متأكدين من كون ما عندنا حق فلنصل لأبعد مدى في شكنا، وفي مساءلتنا للمفاهيم الدينية.
وفي تعليقه أورد الأستاذ عدلي جندي تعليقا قال فيه:" من الممكن ان تكونى مسلمة جيدة .وغير محجبة .ولكن لا تعترضى على الله" مرحب أخي شاهر إستوقفتني جملة هي ...... ولكن لا تعترضي علي الله..... ومن هو الله هذا الذي تقصده؟هل هو إله موسي بكل شرائع موسي؟أم هو إله عيسي المسيح بكل محبته للآخر وتسامحه مع الأعداء وعدم إدانته المرأة الزانية ورفض ان يستغل أحد تلامذته السيف للدفاع عنه ؟أم إله محمد والذي يدعو بالقتال ورجم المرأة وسبي النساء وتحصيل الجزية أي الله تقصد ؟وهل الله لم يستطع تحديد ما يريد وينتظر العبد أن يشرح ماصده ؟وهل إله غامض يعرف الرجل فقط مقاصده جدير بألا نعترض عليه ؟".
واسمح لي أستاذ خالد أن أقول أن الموضوعية قد جانبتك فيما ذكرت، فما دمت قد قررت أن تتناول الجوانب السلبية، كان عليك أن تقول هل هو إله موسى بكل شرائع موسى بما فيها من رجم المرأة وسبي الأطفال والنساء، والتحريض على الكراهية والحقد، أم إله عيسى الذي ارتكبت الجرائم باسمه منذ اللحظة التي اصبحت ديانة رسمية للامبراطورية الرومانية، وأبيدت شعوب أخرى في أمريكا وفي الشرق، دون الحديث عن الحروب الصليبية ومحاكم التفتيش. أستاذ خالد إن العنف ظاهرة ملازمة لكل الأديان والمذاهب حتى أكثرها سماحة وسلمية، لأنه ناتج عن ظروف تاريخية معينة، وأعتقد أننا إذا انجررنا إلى هذا النقاش فسندخل إلى دائرة مغلقة لن تزيد نار التطرف إلا توهجا، في حين –من وجهة نظري- ما يجب عمله الآن هو الكشف عن التراكمات التاريخية والظروف التي أفرزت التطرف والعنف، في كل الديانات السماوية –الإبراهيمية- أو الأرضية، من أجل الوصول إلى أرضية مشتركة للتعايش، عوض أن نستمر في تكرير نفس الاسطوانات، وصدق المثل المصري:"لا تعيرني ولا أعيرك الهم طايلني وطايلك".
وفي التعليق رقم 7 للأستاذة فؤاده قاسم محمد والذي قالت فيه:" عزيزي شاهر انا لست بهذه السذاجه بحيث ارى الناس كما ارى نفسي , واعتقد بانني بعيده كل البعد عن ضيق الافق لانني امقت الذين لا يستخدمون العقل وادعوا الجميع للتفكير المستمر والوعي , فبه الخلاص. ولست ممن حجبت راسها ولا حجبت نظرها ولا عقلها , ولم اكن في افكاري متزمته لكن ما اراه واسمع عنه من قصص مخزيه وكثيره والاسباب عديده ذكرت بعضها في ردي السابق لم يكن الستر يوما بالحجاب
واما عن الحكمه من حجاب المراه من الرجل هل لكي يزداد بها جنون ويزداد الشذوذ كما هو في مجتمعاتنا المسلمه"
ففعلا أن الأمر كما ذكرت فالشيء يؤدي إلى نقيضه، ولنا أن نفهم كيف أن السحاق واللواط ينتشر في المجتمعات الأكثر محافظة، وفي الأمر مافيه من اشارات.
وورد في التعليق رقم 8 للأستاذة ندى عزيز ما نصه:" النساء المسلمات في بلدتي لهن راتب مقداره 200 دولار في الشهرلقاء حجابهن ونقابهن.في بداية كل شهر يذهبن الى الجامع ليتسلمن الراتب". وأضيف هنا أنه في احد الاحياء الشعبية بمدينتي كان التيار الوهابي يعطي خمس دولارات يوميا لكل امراة ورجل يرتديان الزي الأفغاني، وفي ذلك ما فيه من اشارات.
واتمنى أخيرا ان يستمر الحوار بيننا وأن نعمق النقاش داخل هذا الموقع علنا نساهم في التأسيس لحوار متمدن يحترم الاختلاف.