امرأتان ومهمتان وتحديان..!



شاكر فريد حسن
2011 / 5 / 8

حدثان فلسطينيان بالغان الأهمية ويشكلان سابقتين في الحركة الوطنية التقدمية والديمقراطية الفلسطينية ، ويعتبران تحولاً جدياً وحقيقياً في الفكر السياسي الفلسطيني نحو منح المرأة المزيد من الحقوق الانسانية والمشاركة السياسية والعمل القيادي.
فلأول مرة تتسلم امرأة قيادة حزب سياسي فلسطيني ، وهي المناضلة زهيرة كمال ابنة القدس ، التي انتخبت أميناً عاماً للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) . ولأول مرة أيضاً تتقلد امرأة رئاسة تحرير أعرق صحيفة فلسطينية ، سنديانة شعبنا الباقية (الاتحاد) وهي الأخت عايدة توما سليمان.
فالأولى زهيرة كمال هي دينمو الحركة النسوية الفلسطينية في المناطق المحتلة ، ولها تاريخ نضالي وسياسي مشهود له ، وهي كذلك مديرة مركز المرأة الفلسطينية للأبحاث ، ومن المؤسسين للعديد من الجمعيات والمؤسسات المدنية والأهلية الفلسطينية ، وشغلت وزيرة شؤون المرأة في السلطة الوطنية الفلسطينية.أما الثانية عايدة توما سليمان فهي ناشطة نسوية بارزة في حركة النساء الديمقراطيات في اسرائيل ، ومعروفة بتاريخها النضالي المشرّف ونشاطها السياسي والحزبي ، كشيوعية مكافحة ومقاتلة عنيدة دفاعاً عن حقوق النساء ، ومشاركة في نضالات وكفاحات شعبنا من أجل السلام والمساواة التامة.
ان هذين الحدثين يثيران فينا الشعور بالغبطة والفرح والتقدير ، وهما مؤشر ودليل على الحضور القوي للمرأة، والتقدم الذي بدأت تحققه في الحياة السياسية والحزبية والعامة الفلسطينية ، وتأكيد على دورها السياسي والمجتمعي والمساحة التي تشغلها في مركز اتخاذ القرار ، وقدرتها على الوصول لمواقع قيادية بارزة وهامة ، وعدم اعتمادها على دور تجميلي وصوري وتجاوز دورها ، وضرورة احداث التناغم والانسجام بين الفكر والمارسة العملية على أرض الواقع وفي مركز الحدث.
ولا خلاف أن هذين الحدثين هما انجاز وانتصار لجميع النساء الفلسطينيات المناضلات من أجل المساواة في الحقوق ، وانتصار للقوى والأوساط التقدمية المتنورة ، التي تؤمن بحق المرأة في المساواة والمشاركة في العمل الوطني والأهلي والنضالي لأجل انشاء وبناء المجتمع المدني والديمقراطي والحضاري الفلسطيني.
وبلا شك ان المهمتين ثقيلتان ، والتحدي امام هاتين الشخصيتين العصاميتين كبير، وعليهما اثبات قدرتهما وتأدية مهمتيهما على أفضل وجه ، باحداث نقلة نوعية تجديدية وتطويرية في حزب (فدا) وفي صحيفة (الاتحاد) العريقة ، من ناحية الشكل والتبويب والمضامين وعدد الصفحات.
واننا اذ نثمن هذين القرارين والحدثين ، نبارك للناشطتين زهيرة كمال وعايدة توما سليمان ونشد على يديهما ونتمنى لهما مستقبلاً زاهراً ومضيئاً زاخراً بالانجازات والنجاحات ، والى الامام.