جيلا آزادي ...وحكم الملالي



ليلي عادل
2004 / 10 / 30

قضية الفتاة الإيرانية جيلا هي فجيعة كبرى للإنسانية , فكيف يمكن لإنسان عاقل وفي يده مصائر شعب ان يحكم بوحشية لا تقارن حتى بوحشية حيوانات الغابة …جيلا فتاة في 13 من العمر كانت ضحية اغتصاب شقيقها لها ,لكن ملالي الحكم في إيران , أصحاب الشريعة لم يكفهم ان حياة هذه الفتاة قد دمرت بهذا الحدث بل رأوا ان الشرف الرفيع لن يسلم إلا بإصدار حكمهم الشرعي برجمها حتى الموت …هل يمكن ان نحمل طفلة ذنبا" كبيرا" ليكون عقابه بهذه القسوة …وهل لدى من يحكموا بمثل تلك الأحكام ذرة من الإنسانية …؟ انا لا أحسبهم من البشر بل هم مخلوقات من نوع خاص , أتسائل هنا كيف يعاقب هؤلاء أولادهم و كيف ترتاح ضمائرهم بعد ان أصدروا حكما مثل هذا على طفلة لا يمكن ان نحملها مسؤولية تهمة خطيرة و عقاب بشع …
بحثت في جميع المواقع العربية عن أي إشارة لتلك الحادثة , فلم أجد أي تعليق او حتى أشارة للموضوع كأن العرب يتهربون من البشاعة التي قد تتكرر في أي وقت في احد البلدان العربية و قد صدرت فعلا أحكام مشابهة و نفذت في العالم العربي …و كانت إدانتها متواضعة جدا"من قبل الأصوات العربية …في حين و جدت آلاف من المتضامنين حول العالم ضد تنفيذ الحكم بجيلا و ان إدانة هذا الحكم من قبل منظمات إنسانية دولية ,مع الضغط من قبل بعض القوى فقد أوقف تنفيذ الحكم على الفتاة لكنها ما تزال قابعة في سجن تازر بانتظار رحمة الملالي بإعدامها دون رجم …
كيف يمكن لأشخاص بيدهم مقاليد السلطة ان يطبقوا أحكام القرون المظلمة على شعوب سحقها الظلم و الفقر و تعيش قي ظل مجموعة من الأوهام الكونية اللامتناهية…
أوجه ندائي الى كل الكتاب الشرفاء …الى كل ابناء الحضارة الأصلاء …الى كل المدافعين عن حقوق الإنسان …لنتضامن ضد هذه الأحكام الجائرة حتى تزول او تضعف , من اجل نصرة الإنسانية ..في السودان …في نيجيريا …في السعودية …في كل البلدان التي تصدر الزمر صاحبة الحكم و السلطة فيها أحكام هي وصمات عار في تاريخ الإنسانية ..لنطالب جميعا بالحرية لفتاة إيران و لكل أولئك الذين يرزحون تحت ظلم الظالمين …