مبدعات من بلادي



علي الزاغيني
2011 / 5 / 12

عندما يكون الابداع حاضرا تتحطم كل القيود
المرأة كيان رائع لم يخلقها الله لتكون حبيسة الجدران الأربعة وتكون خادمة ونزوة عابرة ,هي أرقى وأسمى من ذلك انها تصنع الإبداع وتشارك الرجل في كافة مجالات حياته .
أنها الأم والأخت والحبيبة والصديقة وكل الأحلام .
تخطت الحدود وحطمت كل الحواجز لترسم البسمة على شفاه الأطفال وعوائلهم بعدما كان اليأس يحطم حياتهم.
اتخذت من حبها للحياة وسيلة لمواصلة الحياة لأطفال لتكون لهم الام والصديقة وترسم البسمة على شفاههم بعد ان زرع الطبيب قوقعة الأمل بعد ان كان الصم والبكم عاهتهم بالحياة .
لم تغريها الغربة ولا لياليها وأصرت ان تخدم أبناء وطنها وأطفالهم رغم موجة الارهاب التي اجتاحت بغداد الذي حاول ايقاف عجلة الحياة ونشر سياسة الرعب والدم والحقد بين ابناء الوطن الواحد ولكنهم فشلوا فشلا ذريعا .
انها الآنسة سهى الطائي مديرة مركز المصطفى للتدريب على النطق .
كان لقاء بها لنتعرف على طبيعة عملها وما تقدمه للأطفال .
كيف كانت فكرة افتتاح هذا المركز؟
لاحظت ان اغلب المدربين وخصوصا في العراق يستخدمون الإشارة وعدم استخدام اللغة في التخاطب لزارعي القوقعة وهذا لا يؤدي الغرض الصحيح مما يجعل الطفل في حالة صم وبكم دائم .
ومن هنا تم افتتاح المركز للعناية بهؤلاء الشريحة من أطفالنا
وقد لاقت فكرة استخدام اللغة نجاحا كبيرا وتم استقطاب الأطفال لهذا المركز .
ماهي المؤهلات التي جعلت من مركزكم يستقبل هذا العدد من الاطفال ؟
مركزنا يحتضن الأطفال بغض النظر عن كل شئ فهو الغاية منه تقديم المساعدة أليهم ومعاملتهم وفق الطرق العلمية الصحيحة ولاسيما تطبيق ما المنهج الصحيح والأخذ بنظر الاعتبار تفاوت المستويات والاستقبال لكل طفل.
وقد تم تطوير قابليتنا من خلال دورات تطويرية مركزة في مراكز متخصصة في مدينة الطب (مركز السمع والتخاطب ) وجمعيات أخرى بأشراف مدربين أكفاء .
وعند مزاولة تعليم الأطفال باستمرار وجدت نفسي غارقة بحب هذا العمل الإنساني وتعلقي بالأطفال الذين اعتبرهم أولادي .
من خلال تجربتك الكبيرة في مجال تدريب الأطفال ما هي الحصيلة التي خرجت بها ؟
لقد دربت أكثر من 70 طفل وبأعمار مختلفة وخرجت بحصيلة جيدة بإعادة النطق الى هؤلاء الاطفال ولو بصورة تدريجية مما يؤهلهم الى دخول المدارس وممارسة الحياة الطبيعية دون خلل .
وقد اثبت ان تدريب النطق ليس بالإشارة وإنما باستخدام الكلام (لغة الشفاه).
ما هي الصعوبات التي تواجه مدرب النطق في بداية الأمر؟
لا توجد صعوبات معينة ولكن ضرورة تعاون الأهل والمدرب معا وثقافة الاهل في تفهم حالة الطفل وعدم اليأس وإعطاء المدرب الوقت اللازم لإثبات نجاحه في تعليم الطفل .
كما يجب وجود دورات توعية لعوائل هؤلاء الاطفال لتكون نهج يتخطون بها المشاكل التي قد تواجه أطفالهم .
كما ان هناك تفاوت كبير بين طفل واخر ويكون حسب كفاءة المدرب وتعاون الاهل وقابلية الطفل على الاستيعاب وهذا يكون تدريجي يصل الى حوالي 6 اشهر كمرحلة اولى .
لا تكون بالضرورة العملية ناجحة اذا لم يكن هناك إشراف من قبل طبيب أخصائي السمع والتخاطب ومن ثم يتأهل الطفل من خلال دورة او فترة تدريبية بإشراف مدربين أكفاء أصحاب خبرة وتعتبر العميلة غير ناجحة ان لم يكن هناك تدريب وتأهيل تساعد الطفل على اكتشاف العالم من حوله .
لابد من اختلاط الطفل بالمجتمع بعد الدورة لتنمية قابلته واستكشاف العالم من حوله ويجب على عائلته مساعدته لتخطي هذه المرحلة .
حبك للعمل ماذا يعني لك ؟
ان النجاح الذي لا قيته تجربتي هو قدرتي على إعادة الحياة الطبيعية للطفل واعتبر هذا الطفل ليس معوقا لأنه أصبح فرد معافى , والحمد لله لم يدخل اي طفل لمركزنا ويخرج الا وهو معافى بشهادة جميع العوائل الذين دربوا أطفالهم في مركزنا .
ماذا عن الدعم الحكومي والجمعيات الإنسانية لمركزكم ؟
في حقيقة الأمر لم أجد أي تعاون من قبل وزارة الصحة أو وزارة العمل والشؤون الاجتماعية او أي جمعية إنسانية وان مركزنا يعمل بتمويل ذاتي وبجهود فردية من قبلي ,وأتمنى ان تلتفت ألينا وزارة الصحة ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية لتطوير مركزنا والنهوض به خدمة لأطفالنا وعوائلهم .
ما هي مقترحاتكم لانقاد الأطفال الذين زرعوا قوقعة الأذن في العراق ؟
فتح مركز او مدرسة لرعاية هؤلاء الأطفال لرفع جزء كبير من كاهل عوائلهم لان العدد في تزايد مستمر , وكما يجب تخصيص راتب شهري لهؤلاء الأطفال .
حاليا تقام في مستشفيات العراق عمليات زرع القوقعة (مدينة الطب ومستشفى اليرموك ) بمعدل 2-3 عملية أسبوعيا وهذه العمليات ناجحة 100%وهذه تكلف الدولة 28000 ألف دولا خارج العراق بعد ان كانت العمليات تقام في خارج العراق فقط في دول الهند وسوريا وغيرها مما يدل على نجاح الطب العراقي وسموه بين دول العالم.
تدريب النطق لا ينجح بالسمع فقط ولكن ضرورة وجود أشياء ملموسة (وسائل إيضاح) لكي تساعد الطفل على خزن الأشياء وحفظها وكما يجب على المدرب وضع منهج يعمل عليه .
ما هي الخطوات التي تسبق المنهج بالنسبة للمدرب ؟
1. اخذ معلومات كاملة عن الطفل وعائلته .
2. تسلسل الطفل بين أفراد الأسرة .
3. من هو الأقرب أليه الأب .
4. ميوله تجاه الأشياء التي يهواها.
تكون الدروس الأولى تعليمهم اصوات (link) )أ –و- أي-ام- أس-أش)
بعدها تأتي دروس باستخدام وسائل الإيضاح وتعريف العالم من حوله ويكون اهم شئ في هذه المرحلة التكرار والتذكير, وعلى العائلة ان تهتم بالطفل وتعيد تكرار الجمل والحروف التي تعلمها الطفل بالمركز .
الطفل الذي تزرع له قوقعة يستمر بالتدريب من اول يوم سمعه بعد العملية الى مدة سنتان كأي طفل عادي ويستمر تدريجيا في حياته العامة .
رحلتنا انتهت ولكن الابداع العراقي لا ينتهي ستكون لنا وقفات اخرى باذن الله مع مبدعات عراقيات في شتى المجالات انتظرونا .