يقول أن الله -مُتعصب- له..!!

صُعقت عندما سمعت هذه الجملة من إحدى الشباب العادي جدا في فكره
صُعقت أن أجد التطرف الذكوري يصل إلى هذا الحد
فكيف يمكن علاج هذا الفكر؟!
فقد قال "إذا كان ربنا مُتعصب لذكورتي يبقا إزاي أنا مبقاش مُتعصب لها" !!!!!!!!!!
قالها هكذا بالحرف والأسلوب هذا.. فهذه الكلمات وقعت على أذني كالصاعقة
كأنني سمعت صوتاً مزعج جدااا ولكن الألم لم يكن مثل ألم الصوت المزعج
بل أصعب بكثييير لم أستطع نسيان هذه الجملة ولكن حاولت أن أخفي إنزعاجي الشديد
الذي ألّم بي بعد سماع هذه الكلمات..
من يتصور هذا.. شخص عادي من النوع المتعصب للدين رغم أنه لايقوم بأية فروض الدين الذي يتعصب له
ذكوري مثله مثل ثقافة غالبية المجتمع يتنكر في زي متحضر لكن فكره لايمت للحضارة بشئ

من يتصور أن الفكر الذكوري الدوني المتخلف يصل إلى هذه الدرجة
أن يصف إلهه الذي يعبده بأنه "إله مُتعصب" التعصب صفة الجهلاء
وتتنافي هذه الصفة مع صفات الكمال التي يتصف بها الرب
فكيف يؤمن هذا الشخص أن إلهه كامل ثم يقول عليه مُتعصب لذكورته؟!
الله ليس ذكراً وإن كان ذكراً فكيف سيكون مُتعصب وهذا يتنافى مع صفات الكمال؟!
وهو يؤمن بأن الله ليس ذكر أو أنثى
ويؤمن أن الله هو الكمال المُطلق
فكيف يصفه بصفة تُنقص من كماله؟!

لا أتصور أن التعصب الذكوري المتخلف هذا يصل إلى هذه الدرجة من التطرف
يصل إلى أن يتطاول على الإله الذي يؤمن به
والذي يتحجج به في قمع الأنثى والحط من شأنها
فيقول لك أن الله أمر بكذا وكذا
هذا للأنثى لكن بالنسبة للذكر الله لم يقُل أي شئ
فقد إنحاز للذكر بل وتعصب له..!!

هكذا يتحدث الشخص الذكوري يبرر القمع والإهانة للأنثى بالدين ويبرر الإنفلات والتسلط والإنحطاط بالدين أيضاً
الأمر ليس غريباً فالشخص الذي يفكر بهذه الدونية المتخلفة
تطرفه يضلله جعله ضرير العين والعقل
فلايرى إلا ما يخدم تطرفه وأهوائه المنفلتة...

فالتطرف الذكوري الغارقة فيه اغلب المجتمعات الشرق أوسطية لاحدود لتطرفه
فقد يكفر الشخص الذكوري دون أن يعلم
لأن أهوائه هي أهم شئ لديه
شئ مؤسف هذه الثقافة العنصرية
فقد تسببت في تأخر المجتمعات عن الحضارة

العالم يلهث وراء التقدم والتحضر
وهم يفكرون في ماذا ترتدي المرأة؟!
وماحكم عمل المرأة؟ هل تساوي الرجُل أم أنها أقل درجة منه؟!
وهل من حقها أن يكون لها علاقات أولا؟!
والبكارة!! وماذا عن علاقة المرأة والرجُل......إلخ

ماهذه السخافات.. أما سئمتم؟؟!!
أنظروا أمامكم بعقولكم
ما فائدة العقل إن لم يكن النور الذي نرى به ماهو منطقي؟
ما فائة العقل إن كنا نؤمن بالخرافة ونرفض العلم؟
ما فائدة العقل إن كنا نرفض الحضارة ونبحث عن كل ماهو قديم لنكون أكثر تخلفاً عن أولى خطوات الحضارة؟
ما فائدة العقل إن لم نفكر بموضوعية وبحرية؟
ما فائدة العقل إن كنا نعتقد بحياة أدنى درجة من حياة الحيوانات؟؟

إن ظل هذا النمط من التفكير
فلن يرى أصحاب هذا الفكر
النور أبداً