آصالة نصري تنظم الى ثوار سورية ...!!!



خالد ممدوح العزي
2011 / 5 / 24

آصالة نصري تنظم الى ثوار سورية ...!!!
استغراب سوري رسمي وفني وثقافي وأكاديمي من موقف المطربة السورية أصالة نصري،بأنها مع ثوار سوري مع الحرية ،لو كانت في سورية لكانت معهم في الشوارع تهتف بالحرية ،فالغد لهم ومهما حرمت من عودتها إلى بلدها لكن بالنهاية سوف تصل إليها.
فكيف أصالة المطربة السورية التي كانت تغني للأب الرئيس الراحل حافظ الأسد ،والى الابن الرئيس بشار الأسد ،التي تدين له شخصيا بالفضل لحياتها التي ساهمة شخصيا بعلاجها في الصبا على نفقته الخاصة.
طرح غير منطقي لان أصالة بنت سورية ولها حق وواجب أنساني وحقوقي من اجل علاجها،ليس لامتلاكها والتحكم برأيها ومواقفها الشخصية والإنسانية والسياسية ،لكي تثبت نفسها سورية ومواطنة صالحة لأنها عبرت عن رأيها الخاص والشخصي،لقد غنة أصالة لأنها مطربة وإنسانة غنت ما استطاعت تقديمه لسورية ورئيسها، نعم غنت لحافظ الأسد، ولبشار الأسد وسورية وهذه ليست خطيئة،لكن الخطيئة الكبرى أن تبقى على موقفها بالوقت التي تتعرض سورية وشعبها لعملية ذبح وقتل وقمع، هي فنانة من سورية وتغني لشعب سورية ،ليست مغنية البلاط والقصر الملكي ،وهي حكر عليهم هي فنانة الشعب الذي يسمح لها بالظهور ويستمع لأغنياتها ويقيم عملها الفني ،ويسمح لها بالاستمرار من خلال تقبل كلاماتها.
لكن الفنانون العرب هم فنانون السلطة، ويقدمون طاعة الولاء للحاكم، وهذا ما تعودنا عليه في حياتنا لان الفنانون يعملون بما يأمرهم حاكم البلاط .
لكن أصالة عملت انقلاب فعلي في المفهوم العام للولاء وقالت كلمتها ولم تخبئ خلف ثوبها والتأرجح تحت كلمة لعم، بل كانت واضحة منذ البدء لأنها جهرت بموقف سياسي أخلاقي اتجاه ما يجري في سورية لان النظام هو المسؤول عن كل ما يحدث مع الشعب السوري.
صرخة امرأة أنثى ترفضض فيها كل الذي يمارس ضد شعبها لأنها مع النساء السوريات الصامتات أثناء الخروج في مظاهرات للمطالبة بالإفراج عن ذويهم "أزواجهم،أخواتهم ،أبناءهم ،أقرباءهم "،.
أصالة هي امرأة قبل أن تكون فنانة وأم وأخت وزوجة ،لذلك وقفت مع المواطنات السوريات اللواتي أودعن السجون،هي لا تختلف عن فداء حوراني ،وسهير الاتاسي ،وطل الملوحي ،ودانه الجبابرة أخريات في المعتقلات .
إنما المشكلة كيف أطلقت موقف حر ،ومختلف عن الفنانيين والفنانات،الذي اجتمع بهم الرئيس لحوالي 4 ساعات ،وخرجوا من عندهم بعد قوله لهم يجب ان تجسدوا هذا العمل في أعمالكم الفانية ،لكن السؤال حل يستطيعوا أن يجسدوا القتل المتعمد في لوحاتهم ،صور الأطفال والنساء الذين قتلوا ،وعن المعتقلين والمحتجزين ،والمقابر الجماعية،،،طبعا لا لا يمكنهم، وهذا ما عودنا عليه الفنان "دوريد لحام"، في كافة أعماله بأنها كذبة حقيقية وهي تنفيس لمشاكل النظام القمعي ،وهذا ما دلت عليه زيارة ألقذافي "لدوريد لحام"، ونفى تلك العلاقة الشخصية التي تربطه بالعقيد .
لقد شهدنا في ثورة مصر كيف حدد الفنانون موقفهم الأخلاقي والإنساني من ثورة مصر والوقوف إلى جانب الشابان الذين صمدوا وغيروا النظام المصري ،لم نستطيع نداء المخرج المصري خالد يوسف وبكاءه على شاشة قناة العربية الفضائية ،من اجل الحفاظ على ممتلكات مصر القومية،بعد مشاركته في التظاهرات ومن ثم توجهه إلى ميدان التحرير ،وآخرين أمثاله،لقد شهدنا كيف تقوم المخابرات السورية بالضغط على السورين العاملين في مجال الإعلام للاستقالة من القنوات الفضائية العربية لأنها تفضح وتحرج السلطة السورية في تعاملها مع الانتفاضات الشعبية السورية ،لقد كانت الإعلامية زينة اليازجي ضحية الضغط الذي مارسته السلطة عليها وزوجها الممثل الشهير عابد فهد .
فإذا كان الإنسان أو الفنان ينتمي بشكل عام ،يؤيد رئيس، أو حزب،أو فكر، ويدافع عن هذا التوجه، وفيما بعد تم تغير التفكير نحو الفضل ،من خلال الاعتراض على التوجهات السابقة نتيجة أغطاء جسيمة تم ارتكابها،وتم نقدها فهل هذا خطاء جسيم ارتكبته أصالة عندما إعادة النظر بتوجهاتها السابقة من خلال مراجعة للمرحلة الماضية.
مراجعة المرحلة الماضية هو التخلي الفعلي عن أمور وأفكار سابقة تم تبنيها،وهذا ما قامت به الفنانة أصالة ،بمراجعة مواقفها السابقة ،التي لم تتخلى عن تاريخها وهويتها الوطنية التي لا ترها اليوم مع هذه السلطة القمعية ،وإنما مع الشعب الثائر الذي يطالب بحريته وحقه بالعيش بكرامة.
لماذا شن هذه الحملة المركبة ضد أصالة نصري، بغض النظر إذا كانت الفنانة تملك جنسية مصرية ،لكونها متزوجة من الملحن طارق العريان ،أو إذا كانت حصلت على جنسية بحرانية بمرسوم ملكي، أو ا قامتها في فنادق خمس نجوم ،أو علاقاتها اليوم بأمراء قطر ، لان كل الأمور مواضيع خاصة تخص الفنانة وحدها، وكذلك لا تصريحات أخيها "أيهم نصري"، الذي تبرئ من أخته لأسباب شخصية،خاصة بهم والذي حاول أن يستثمرها في السياسة، من خلال التصريح الارتجالي الذي وعد به بحال سقوط نظام الأسد في سورية فانه سوف يحرق طفله ويحرق نفسه ،فان كل هذه الزوبعة في فنجان ،لان أصالة أطلقت موقفا جريء، مميز وهام لخدمت القضية السورية وانتفاضاتها الشعبية.
فإن صرخة أصالة "بالرغم من كل اللغط الذي يدور حولها، في صالونات وحديث الكتاب والفنانين، أيضا أغنية الفنان السوري "سميح شقير يا حيف"...تبقى الساحة الثورية بحاجة فعلية لمواقف من طبقة المثقفين أكثر شجاعة وأكثر مسؤولية أمام ثورة وانتفاضات الشعب السوري،و الذي هو اليوم بأمس الحاجة لوقفة شجاعة من كل أشخاص الطبقة المثقفة التي تعمل من اجل الشعب وليس من اجل السلطة.
عند الاجتياح الإسرائيلي لبنان ،لم يكن مع المقاومين الأوائل من طبقة المثقفين والفنانين سوى الست فيروز وأغنيتها الشهيرة "أسورة العروس ،والكاتب الروائي اليأس خوري بكتاباته اليومية في جريدة السفير اللبنانية وكتبة ورواياته،وفيما بعد عند بروز خيوط بيضاء في عمل المقاومة الوطنية اللبنانية، كرت المسبحة من اجل تسجيل موقف سياسية،طبعا هذا قانون الحياة للانتهاز يون مكان في المجتمع والحياة الاجتماعية العامة ،وهذا الحال في مصر وتونس ،فالمثقفون والفنانون والإعلاميون يبررون مواقفهم ويعلقون شماعة مواقف على النظام السابق .
لكن موقف أصالة هو الموقف الخاص بغض النظر عن سقوط النظام أو بقاءه، لأننا مع حرية الرأي، والمشكلة السورية تكمن في اخذ حرية مفقودة .
كيف يمكن للنظام السوري فتح حوار مع المعارضة وهو لا يتحمل موقف خاص لفنانة عبرت عن رأيها الخاص بصراحة أمام الجميع ،دون تردد وخوف .
لكن في مناخ الثورات القائمة من البلدان،بات الحديث عن اثرها في المجالات الاجتماعية والفكرية والفنية من اكثر الموضوعات المطروحة ،والتي تشهدها المنطقة العربية كلها .تشهد مصر وتونس اليوم ثورة ثقافية تتجه بمجمل المشاريع الى الحديث عن الثورات والى تصوير اثر التظاهرات والثورات في ثقافة الشعوب.
لان عددا كبيرا من النجوم يحرص عن الابتعاد عن السياسة أو لقاء السياسيين، إلا آن آخرين يعلنون ميولهم السياسية على الملا وهم مستعدون للقاء الرؤساء والقادة والزعماء علهم يستطيعون خدمة بعض الذي يتأذون من سياسة معينة في بلدانهم .لكن الفنانين بشكل عام غالبا ما يسعون من وراء تعاطيهم بالشؤون السياسية للتوصل إلى حلول تخدم الإنسانية بشكل عام .
لنرى انه هناك عدة أمثلة في الدول العالمية مما يكون الفنان معارض للحكومات : -المغني الانكليزي وعازف الفريق الشهير "اوازيس،الذي اعترف للصحافة بأنه اخبر نفسه عام 1997 على تناول حبوب مهدئ للتمكن من تحمل حضور وزراء بريطانية "توني بلير"، الذي قدم لحضور حفل.
-المغنية الشهيرة في فريق ديكسي شيكس "ناتالي ماينز" ،حملات مقاطعة لأعمالها من كافة الإذاعات ، كما تلقت تهديدات بالقتل وذلك على اثر انتقادها في حديث لها الرئيس السابق جورج بوش الابن وتنديده بالحرب الأمريكية على العراق .
- المغني "جون لينون " عضو فريق "البيتلز"عام 1969 أعاد وساما حصل عليه من المملكة البريطانية كعضو في الإمبراطورية البريطانية اعتراضا منه على مشاركة بريطانيا في حرب نيجيريا ضد برافيا، ودعم بريطانيا لأميركا في حربها في فيتنام .
-المغنية السورية أصالة نصري تطلق صرخة بوقوفها إلى جانب ثور سورية وتورثهم المطالبة بالحرية.
أننا نحترم أصالة كفنانة، و إنسانة،وامرأة سورية عربية لها الحق بالتعبير عن موقفها ورأيها، والتعبير عن كل شيء يجول في عقلها، ونقف معها ضد الذين يحاول أن يشوهوا صورة أصالة من خلال موقفها الصحي والصحيح .
د.خالد ممدوح العزي
كاتب صحافي، محلل سياسي، وخبير في الإعلام السياسي والدعاية
[email protected]