الزواج على الطريقة الاسلامية



كريم عامر
2004 / 11 / 8

كثيرا مايطرح هذا السؤال عن مشروعية الحب فى الاسلام ويقصد بالحب غالبا من قبل طارحى هذا التساؤل الحب الفطرى الذى يجمع بين قلبى شاب وفتاة وينتهى كثيرا فى الشرق بالزواج ( حيث ان المجتمعات الشرقية ترى انة لا يسمح باقامة علاقة انسانية بين رجل وامرأة خارج اطار الزواج ) .
وحين يطرح هذا السؤال على رجال الدين المسلمين ينقسمون حسب اجاباتهم على هذا التساؤل الى قسمين :
ففريق منهم ( وهو الفريق المتشدد ) يرى انة لا يوجد شىء اسمة حب يجمع بين شخصين مختلفين فى الجنس ... ويرى ان ذالك لا يمكن ان يتم حتى من خلال العلاقة الزوجية حيث ان الزواج ( من وجهة نظرهم ) ماهو الا علاقة جنسية بين رجل وامرأة هدفها الوحيد والأسمى انجاب الذرية وتعمير الارض طبقا للحديث النبوى " تناكحوا تناسلوا فإنى مباة بكم الأمم يوم القيامة " فالاسلام قصر العلاقة بين الرجل والمرأة على الزواج وحددها من خلال الزواج فى اطار معين اكثر ضيقا وهو الجنس ( والجنس كما هو معروف ليس لة ادنى علاقة بالحب ) ونفى بذالك البعد الانسانى للعلاقة الزوجية المتمثل فى الحب الذى يفترض انة يجمع بين قلبى طرفى العلاقة .... فجعل العلاقة جنسية مادية نفعية بعيدة كل البعد عن ادنى درجات العلاقة الانسانية السوية .
وفريق اخر وهو المعتدل قليلا ( اعنى بالمعتدل مدعى الاعتدال لأنة لا يوجد فكر اسلامى معتدل حتى يظهر لة رجال دين معتدلين ) ... ويرى هذا الفريق انة لايمكن انكار ان هناك عاطفة قد تجمع بين قلبى شخصين مختلفين فى النوع الجنسى .... وهو يرى ان الحب الذى يجمع بينهما جائز ولكن فى حدود وأطر معينة منها ان لايتم الاختلاط بينهما لانة طبقا لحديث النبى محمد " ما اجتمع رجل وامرأة الا وكان الشيطان ثالثهما ".... فهؤلاء يرون انة يمكن ان يكون هناك علاقة عاطفية تربط بين قلبى اى شاب واى فتاة لكن يجب ان تنتهى هذة العلاقة بدخول الزوجة سجن الزوجية والتزامها بما يجب عليها التزامة من طاعة وخضوع وذل واذعان والتزام بالحقوق المفروضة عليها تجاة زوجها والتى صورها نبى الاسلام بطريقة تنم عن الصفاقة المتناهية والاذلال المتعمد للمرأة بقولة " لو كنت آمرا احدا ان يسجد لاحد لأمرت المرأة ان تسجد لزوجها ... لعظم حقها علية " .... فهذة هى النهاية التعيسة لعلاقة الحب التى يدعو اليها مدعى الاعتدال من ارباب الفكر الاسلامى.
اما بالنسبة للحب الذى ينتهى غالبا بالجنس والذى قد نجدة منتشرا فى بعض البلاد العربية بين الفتيان صغار السن فغالبا مانجد اصحاب الفكر الاسلامى المتشدد يرفضون مثل هذة العلاقات وينعتونها بالزنا ويطالبون باقامة الحد على هؤلاء الشباب والاطفال الذين ترجموا مشاعرهم من خلال هذة العلاقة البريئة التى لاتدل على شىء الا على تمسكهم بالعلاقة الفطرية الطبيعية البعيدة كل البعد عن التقاليد العفنة والعادات البالية التى اخترعتها المجتمعات الذكورية رغبة منها فى احكام سيطرتها على المجتمع ومحاولة منة لمعرفة كل صغيرة وكبيرة تجرى بين الناس مخترعا العقد الشرعى للزواج الذى يجعل العلاقة النسية مشروعة عندهم ويبطل كل مالايتم بمباركتهم من علاقات جنسية اخرى واصفا اياها بالزنى نازعا عنها صفة الشرعية ومطالبا بجلد او رجم طرفيها متناسيا فى غمرة ذالك ان هذة العلاقة لم تتم الا برضاء كلا الطرفين فى الوقت الذى قد يجبر فية احد طرفى العلاقة الجنسية المعترف بها عندهم ( الزواج ) مجبر على خوض هذة العلاقة نتيجة اجبار ولى امرة لة على الزواج من الطرف الاخر .... فأى هاتين العلاقتين يمكننا كآدميين ان نضفى عليها صفة الشرعية ... هل هى العلاقة المفروضة فرضا من قبل المجتمع على طرفيها او احدهما ام هى العلاقة التى تمت برضاء كلا الطرفين دون الحاجة الى مباركة المجتمع .
للأسف الشديد هذا هو حالنا المأسف .... نعترف بالعلاقات الغير مشروعة التى قد يجبر احد طرفيها على اتمامها ... وننزع الشرعية عن العلاقات الاخرى التى تتم برضاء كلا الطرفين .... فأى مستقبل مظلم ينتظرنا وأى نهاية مفجعة تتربص بنا .
اننا قد فقدنا شيئا هاما وعزيزا علينا دون ان ندرى .... فقدنا الحس الانسانى الذى ينبغى ان نتمتع بة فى علاقاتنا مع الاخرين فأصبحت علاقاتنا باهتة وسطحية ومادية ... اصبحنا كالحيوانات التى لاتعرف من الحياة الا اشباع غرائزها .... بل نزل بنا الحال حتى اصبحنا فى مرتبة اقل من الحيوانات اذ ان ذكور الحيوانات لاتعامل اناثها كما يتعامل فحولنا مع اناثنا .
اننى حينما قرأت خبر الحكم على الطفلين الايرانيين زيللا وبختيار بهذا الحكم القاسى الذى يتنافى وجميع القوانين والاعراف الانسانية لم اتمالك نفسى من الحزن ... ليس على الطفلين فحسب ... وانما على المجتمعات الاسلامية التى لاتزال تقبع تحت نير الرجعية وسوط التخلف الذى يمارس عليهم أحكامة الجائرة جهارا نهارا ولا يتورع ان يفتك بشيخ او امرأة او طفل صغير لا يفقة شيئا مما يحدث حولة .
انهم لايسمحون بالعلاقات البريئة ان تظهر وتنمو بين الاطفال ويسمحون بالعلاقات الشاذة والغير سوية ان تنتشر بين الناس .... انهم يؤيدون زواج الفتاة وهى لا تزال طفلة فى السادسة من عمرها كما فعل نبى الاسلام محمد فى الطفلة الصغيرة عائشة عندما عقد عليها وعمرها ست سنين ودخل بها وعمرها تسع سنين .... فاى تعبير يمكننا ان نطلقة على مثل هذة العلاقة الشاذة سوى اغتصاب بشع لطفلة صغيرة تحت ستار من الشرعية ووعود زائفة بدخول الجنة والقاب من نوع " ام المؤمنين " ليس لها وزن او طائل سوى منعها من الزواج باخر بعد وفاة بعلها وهى لاتزال شابة فى مقتبل عمرها ( حيث توفي عنها محمد وعمرها 18 سنة ) حيث انها وهى فى هذة السن قد اصبحت اما للمؤمنين ويترتب على ذالك ان يصبح جميع المؤمنين ابناؤها مما يجعل زواجها من اى منهم ممنوعا لان زواج الرجل بأمة ممنوع طبقا للشريعة الاسلامية .... فتظل هذة الشابة الجميلة النضيرة الحميراء كما كان يحلو لمغتصبها ان يناديها طوال عمرها قابعة فى منزلها لايجرؤ احد على التقدم لها وخطبتها والزواج منها لانها قد اصبحت ام المؤمنين وحرمتها باقية الى يوم الدين .... ثم يخرج علينا هؤلاء ممن يحاولون تجميل صور زعمائهم بمحاولة عمل عملية تجميلية لتاريخ النبى محمد العامر بالمغامرات النسائة التى انتهت بوفاتة عن تسع زوجات ( على ارجح الاقوال ) مخالفا بذالك الشرع الذى جاء بة وأمر اتباعة باعتنقة والايمان بة وقتل كل من يخالفة او يخرج عنة ..... فمن فى نظركم يستحق القتل طبقا لاحكام الشريعة الاسلامية ... هذا الرجل الذى طبق على امتة قواعد وقوانين وشرائع كان هو اول من خالفها وتنصل منها بعدما غلبتة شهوتة وسحقة حبة الجم للنساء .
ان الدين الاسلامى قد بدأ بالفعل يفقد مصداقيتة فى هذة الايام وهذا ليس غريبا على هذا الدين الذى جاء بة رجل غريب الاطوار يأمر الناس بالمعروف ولا يأتية وينهى عن المنكر ويأتية فهل بقى لصاحب حجة كلام كى يرد على ما كتبتة .
اننى اعلم علمة اليقين ان كلامى هذا قد يثير البعض وقد يجعل بعض اصحاب الرؤى الاسلامية المتطرفة يهاجموننى ويطالبون - كما فعلوا كثيرا - بقتلى كحد لردتى عن الاسلام - على حسب تعبيرهم - ولكنى وعلى الرغم من ذالك لا أقوى على السكوت عن مواجهة الباطل ومحاولة ضحدة زانكارة واظهار الحق واعلانة لذالك لا يضرنى ان يعوى على كلاب المتأسلمين ممن يحلو لهم ان يتشدقوا بالعبارات التى يحفظونها عن ظهر قلب والمطالبة بقطع رئوس الزنادقة وتعليقها على باب زويلة او التضحية بى على طريقة خالد بن عبد اللة القسرى والجعد بن درهم يوم عيد الاضحى ... كما لايضرنى ايضا ان حاول احدهم مهاجمتى او النيل منى لاننى فى هذا الوقت سأموت شهيدا فى سبيل كلمة الحق التى احملها وأحاول اقناع الناس بها فى زمن ذادت فية نبرة العنف وخفت فية صوت الحق وعلا فية صوت القنابل والرصاص على صوت التحاور والنقاش .
كثيرا ما نجد مقالات وحملات تطالب بالتضامن مع اشخاص معينين قد وقعوا فى مشاكل مع دولهم وحكوماتهم ... ومنها الحملة التضامنية التى اطلقتها الحوار المتمدن للتضامن مع الطفلين الايرانيين زيلا وبختيار فى مواجهة جلاوزة النظام الاسلامى المتشدد هناك .... ولكن هناك اشخاص قد وقعت عليهم اعتدائات فى ازمنة فائتة طوتها كتب التاريخ ولم نسمع احد من الناس قد تضامن معهم من خلال الحملات التضامنية او الدعوات لرد اعتبارهم ... ونذكر منهم على سبيل المثال عائشة بنت ابو بكر التى اغتصبها محمد تحت دعوى الزواج منها وعمرها تسع سنين ... وكما نعلم .... فان الطفلة فى هذة السن ليست من الاهلية بمكان ان تقبل او ترفض عقد الزواج الذى تم وعمرها ست سنوات .... فبذالك يكون عقد الزواج عليها باطلا طبقا لجميع التشريعات والقوانين الانسانية .... بل وطبقا للشريعة الاسلامية التى ينبغى ان يتحاكم اليها النبى محمد .
فهل نجد منكم احد يتضامن مع عائشة كما تضامنتم مع زيلا وبختيار ....املنا كبير فيكم كى نرد الاعتبار لتلك الفتاة التى اغتصبت فى زمن مضى وعمرها تسع سنين.