صلاة لأجل المرأة



عذري مازغ
2011 / 6 / 10

1ـــ المرأة المتحجبة
تسدل صيحتها للآتي، وتكتوي بشهوة اللحظة، تقاسي الآهات حين ياتيها نوح العتمات الظليلة، وتكتسي لحظتها رطوبة الظل، جاثمة تقتفي ضوء الآتي، وتضغط بأصابعها قبضة في الفراغ، قالت بحياء مستميت: الفضيحة ياهذا ونحن لم نتزوج بعد، قلت : ليس للنشوة فضيحة؟
تتستر في حجابها لحظة الدفء حين أزحت وشاحها عن رأسها، وكانت هي تتماسك وتنعي زمن التدفق ليوم البعث،
قالت :
ــ سترى شعري يوم نتزوج
قلت:
ــ ماذنب الشعر حين نفترش في الخلاء لحيف الفواحش، ونتعبد طريقا لنسج أبجدية عشق ليس للحجاب فيه سوى قشرة العتمات القديمة؟
تاهت أضلعنا في استنشاق رائحة الجسد، وكان كل منا يذيب أنفه في الآخر وارتكنت فرائسنا تنتشي السير إلى لوعة الغرائز، وفي اللحظة ذاتها، لم يعد ليوم القيامة وجود
قالت: سيعذبنا الله
قلت: عذابه أحلى حين ننتصر للجة العشق، الله وحيد، ينتشي منا لجة المثنى، إنما الآلهة تنتظر أن تنضج فاكهتنا فتقضمها، أنا وأنت شجر الثمر عنده، يقتضم فاكهتنا ياليلى، فهل حقا تنتظرين جنة الحشو ونستمني نشوة الجنس فيما بيننا حين أنت تمتلكين عذرية أبدية، يثقبها الفواحل فتعود وانت تنتشين رعشة البوح، ما أسذج إلهنا ياليلى حين يزرع انف الرجال في مثلث فرجك.
ليلك شعر ياليلى، فدعيني أنسجه
قالت ليلى: نعم ستراه حين نتزوج
ــ لكن ليلى، نحن مارسنا الفاحشة ولماذا لا أستطيع أن أنظر إلى شعرك؟
ــ حين نتزوج.
أعشق في ليلى هذه الخرافة الجميلة، سأنظر إلى شعرها يوم نتزوج، ازدواجية ساحرة، ما اجمل الطقس حين يكون زواجا، أما الفواحش المتعددة فهي سليلة غطاء خلوة، حين تحفظ هيكلنا المنذور للذة، ثابتة لي فيها اللذة، وكنت الفاكهة في شجر الفواحش.
في العمق كانت ليلى تسألني أن أقيم عهدا للنتائج
أقسم بالله، أني فاطر على شعر ليلى، أقتطف منه لمسة الشذو وهي تمانع، تخفي نضجها في وشاح أسود والليل يخفيها كليا، وكانت فينا اللوعة تقضم مساحات المقدس وكان يتساقط فوقنا صياح الوعد والوعيد. قلت لليلى:
ــ بعضنا فاكهة بعض، خذيني كما آخذك ولا تضطرين
في البداية كانت ممانعة ليلى تخيل لي أنها تملك في رأسها علة من العلل يخفيها وشاح الحجب، ولما تدفقت فينا سنة الفواحش تدفق أيضا صبيب شعرها، ووددت أن أخلعه منها كيما ألبسه، بدت صغيرة من سنها وكانت أجمل من القمر. قالت:
ــ هل رأيت لقد مارسنا الجنس لتونا.
قلت: نعم ياليلى، مارسناه حقا لكننا مارسناه أيضا في سبيل الله
قالت: لن نعود لفعلها مرة أخرى إلا في الشرع، وليبارك الله من الآن صبرك، وحين نتزوج، سيكون لي فيك ذروة العشق.
أه، يافاكهة الذروة، تاه عشقي في ذروة الشعر وتناسلت فوق الحجاب
عاشت ليلى على ذريعة الشرع وتهت أنا في متاهة الرمل
وحين كنت أعاودها كانت ترنم: ليس بعد، لم نتزوج بعد، والزواج عند ليلى جرة قلم.
لم نتفق، تركت ليلى للياليها، سحبت هي من لجتها الفاحشة وكتمت أنا الأمر. هي تزوجت وأنا بقيت وفيا لنشرة الفواحش
2 الأنثى وفعل التأنيث
أسأل كاتيا: لماذا حين تخرجين عليك هذا التأهل للهندام: رفع الثديين على مستوى الصدر والتبرج:مساحيق على الشفتين، الضيق على مستوى الحوض، وثكنات أخرى يبشر بها الجسد: أفخاد عارية، وخطوات راقصة، كل هذه الفاكهة ياكاتيا يعشقها الرجال.
ــ تلك هي مشكلة الرجل، أما نحن فنمارس أنوثتنا، اسير بكل تلقائية والأنوثة في مشيتي
جواب بسيط ومقنع، لكنه جواب أسقط في متاهتي كل الرواسب القديمة، كان هذا التهيء في المرأة عندنا كما التهيؤ لمائدة الطعام، فهي تفتح فينا شهية الغرائز، بينما كانت كاتيا في تألقها تنتصر لشيء في ذاتها، كانت تنتصر لأنوثتها فقط وتفجرها في مساحة الشبق عند عيون ذكورية، كانت كاتيا تعلن للرائي أنها امرأة وليست شيئا آخر يسحب عن كيانها الجسدي أنوثتها.هي امرأة وللعشق فيها شجون كثيرة لا تتناسب وذوق كل الرجال:
ـــ قد يعجب بي الرجل، إعجابا عميقا حتى، لكن حين لا يناسبني، سيتوحد لوحده في همه العشقي ويحمل لوحده هيامه لعشقه، مشكلته لوحده، أما أنا فلي في العشق طقوس أخرى، هو من يتمادى في التعلق بي.
نحن نحاكم المرأة بناء على خلفياتنا القيمية الذكورية، فكاتيا كانت تقيم قداسها لذاتها، وانا كنت أتهيأ لاقتطاف فاكهتها، وعندما تثير المرأة مساواتها يتهيأ لنا انها تريد أن تغادر أنوثتها، ليس الأمر تماما، إنه انفصام بالغ التعقيد في المخيلة فالمرأة هي الأنوثة للذكر في شكلها الغريزي المحض، بما هو ذلك التهيؤ الحيواني للسيطرة من منطلق أشكاله الفيزيونومية البحتة، كاتيا تملك جسدا صغيرا، لكنه جسد صغير يشع بالإحتضان
وحين اضاجع كاتيا، أعتقد أني المهيمن، تعشق في دفئي هذه الهيمنة السارية في الذكورة بينما اللوعة لم تكن سوى فلسفة اللذة: تسكنني حين أسكنها
تصنع لجتة عشقها في ذروة زينتها، هي لا تدعي عنفا طقس السير إلى حضنها، حضن يضاهي روح الوجود في كليته، حضن يحتضن طفلا
في عناق امرأة، هي تنادي دوما انها تحضن طفلا:
خذني يابني إلى سكرة الموت، انت الوجود كله، ما لكنه هذا الذي في لجة العشق غير تجليات الآن في سير نحو الآتي؟
بمنطق ذكوري أنا الحاضن، وفي فلسفتها الخاضعة هي الحاضنة: جسد صغير، ناعم ولين يحمل منها للحياة كائنا حيا: فاكهة التمتع: هو انا وإياها في تجليات الخلق: نحن التجلي في خلق جديد
يا إلهي هل أنت حقا الله؟؟
ماذا يعني الموت لكلانا، بعد فترة العيش، أنا وإياها لانصلح لجديد، نتقاحم في بعضنا لنكون الجديد: البنون هم تجليات وجودنا لأننا كذوات لن نمضي بعيدا.
في الرفاه يختفي كنه الحياة: كل منا ينتصر لليله، كل منا ينتصر لنيله من الآخر، والحقيقة أننا نمضي في خلق بديع، بمنطق ذكوري أنا النائل، وبمنطق أنوثي هي النائلة: احتضنت كل شيء مني وحملته لوحدها، لوحدها احتضنت ولادة الحياة، أليس المرأة هي إلهة؟؟
اجمل مافي كاتيا هو انها لم تسلم بعد أن الفاكهة هي لله، بل هي الحياة لديمومة محتملة.تسألها أن نسقطه فتجيب: لا إن لم ترد فهو لي، والنتيجة الحتمية التي لا يعرفها الذكور: المرأة أكثر قوة إنتاجية في التاريخ، تنتج طاقتها وتنتج طاقة أبنائها. قيمة اكثر من قيمة الذهب
الذكور حقا لايملكون إلا قوة الإحتضان لنحولة الجسد عند المرأة، اغتصاب رائع، وللتذكير فقط، للإغتصاب درجات تحتل اللذة المتبادلة فيها موقع الصفر، على الرجل أن يسامح امرأته في كل حين، بكل طقوس الوداعة الجميلة، بكل الغزل المشحون في الذكورة تمضي الحياة إلى منتهاها، إنه سحر الديمومة: الحياة تتجدد بتجدد خلاياها، والتجدد يفترض كل هذه المظاهر الطاووسية: المرأة هي الأصل أما الرجل فهو الحركة في إنتاج الخلق: هو الضرورة فقط: تستطيع الدجاجة أن تبيض بيضها، لكن بيضها لا يؤدي إلى خلق جديد، تستطيع المرأة أن تبلغ مداها في اللذة: فقط في حك بظرها، لكنها تتيح عمقها لاستمرارية الحياة:
أليست إلهة؟؟؟
ألا تستحق منا سجودا نحن الذكور المغفلون؟
3
في ممالك النحل، في ربيع الثورات العربية، يكفي فقط أن تقرح المرأة وتنتصر ، لأنها ولدت للثورة أسودا
4
المرأة هي العنفوان للثورات، حين تزغرد، تنتصر لها كل الآلهة، فزغردي يا عنفوان الثورة لأن النصر آت
5
تحتل المرأة موطن الأصل في الحياة، لأنها الشمس، ونحن الأفلاك تدور حولها، لذلك هي تسامح تدفق اندفاعاتنا اللامحتملة نحو دفء الشمس، نحو ان نتمثل الشمس نفسها، ولأنها الشمس نفسها، هي تشع في كنهنا، هي ليست لعيوننا فقط، بل هي سيرورة الحياة حين نتوخاها.