رجال الدين السعودي يكرمون المراة باعفائها من قيادة السيارة !!



خليل خوري
2011 / 6 / 11


في الوقت الذي كان رجل الشارع العربي يركز فيه اهتمامه على متابعة اخبار الثورات الشبابية العربية المندلعة في سوريا وليبيا ومصر وتونس كان رجل الشارع السعودي مشغولا في متابعة تفاصيل الجريمة الشنعاء التي ارتكبتها سيدات سعوديات . وملخص الخبر الذي تصدر عناوين وسائل الاعلام السعودية ان الشرطة الدينية قد احتجزت ست سيدات بعد ان ضبطهن متلبسات بارتكاب جريمة قيادة السيارات . وفي الخبر ايضا ان الشرطة لم تفرج عنهن الا بعد ان اخذت تعهدا منهن بعدم اقتراف هذه الجريمة مرة اخرى . عندما دققت في تفاصيل الخبر لاعرف الاسباب الموجبة لاحتجاز السيدات الست لم اعثر في البيان الصادر عن الشرطة اية اشارة تفيد انهن قد ارتكبن أي من الموبقات التى يوسوس بها الشيطان مثل قيادة السيارة بدون اخفاء وجوهن خلف نقاب اسود او بدون تغطية فروات رؤوسهن بالخرق السوداء او قيادتها بصحبة رجال غرباء ولهذا فقد استنتجت ان السبب الوحيد لاحتجازهن هو قيادتهن للسيارات خلافا لفتاوي رجال الدين السعودي التي تحظر على النساء اقتراف مثل هذه التجاوزات وهنا لا احسبهم قد اصدروا فتاويهم هكذا اعتباطا بل بعد اجراء دراسات وابحاث مكثفة على القدرات الفزيولوجية والذهنية للمراة وبعد ان توصلوا الى نتيجة مفادها ان المراة لا تتمتع بنفس المستوى الذهنى والعضلي الذي يتمتع بها الرجل وتجعله قادرا على قيادة السيارة بمهارة تعجز عنها المراة وان السماح لهن بقيادة السيارات سيرفع من نسبة حوادث السير ولا ننسى الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية الذي سيسلطها الله عز وجل على السعودية في حال ضبط احداهن تمارس الفحشاء مع احد الذكور في المقعد الخلفي للسيارة بعيدا
عن اعين الناس !! لو قلت لمتعهدي الفتاوى انظروا الى المانيا هناك النساء يتقلدن ارفع المناصب في اجهزة الدولة وفي القطاع الخاص فماذا يضير لو تقلدت امراة سعودية متعلمة ومثقفة منصب خادم الحرمين مثلما تتقلد الانثي انجيلا ميركيل منصب مستشار المانيا هنا سيرد رجال الدين بعد التعوذ من الشيطان الرجيم قائلين : عتدما سمحنا باظهار صورة المراة على بطاقة هويتها الشخصية استشاط الله غضبا ولم يلبث ان غمر مدينة الرياض بمياه المجاري الا يكفي هذا دليلا ان الله لا يغضبه شيىء ولا يهتز عرشه مثل ان يرى امراة تتبوا منصبا رفيعا فما بالك لو تقلدت منصب خادم الحرمين وهل نضمن وهو في سورة غضبة ان لا يشعل الحرائق في حقول النفط السعودية انتقاما من الشعب الذي ارتضى بان تكون ناقصة عقل ودين ملكة عليه ؟؟ اعرف من عظات متعهدي الفتاوي بان الله قد كرم المراة واعرف من التفاصيل ان الرجل يستطيع ان يعبر عن تكريمه لها بصفعها على وجهها او ضربها على قفاها في حال نشوزها او هجرها في مضجعها او بالزواج عليها او بتطليقها او بذبحها لو ضبطت مرتكبة خطيئة الزنا ولا ادري كيف سيكون شكل التكريم الذي ستطبقه الشرطة الدينية
لو ضبطت السيدات الست مرة اخرى متلبسات بجرم قيادة السيارات فهل ستكرمهن بحبسهن لاجل غير مسمى في احد السجون السعودية ؟ ام ان التكريم سياخذ شكل جلدهن في الميادين العامة أي بنفس الاسلوب ومستوى القسوة الذي يطبقه جلاد السودان عمر البشير كلما ضبط امراة ترتدي سروالا ضيقا ؟؟؟