يانساء السعوديه اتحدوا



فاطمه كريم
2011 / 6 / 16

اليك أيتها المرأه السعوديه... نعم انني اتكلم معك لا اخفي انني لوقت قريب كنت فاقده الثقه بك واخاف من ان اتواصل معك بأي صله وانخرط معك في اي علاقه حتى وان كانت صداقه وليس عندي شك بأنك أيضا كنت تشعرين بالمثل، ربما نحن نفتقر للثقه ببعضنا بسبب التمييز المذهبي الذي نعاني منه في البلد، ان هناك مؤسسات كامله روجت ولا تزال تروج للكراهيه والخوف من الاخر وخصوصا المختلف مذهبيا لاسباب قد تكون لشغلنا عن القضايا المهمه التي لابد ان نسعى اليها كوننا مواطنيين لازلنا على قيد الحياه. انا احاول ان أتخذ منحى آخر وأتخلى عن انانيتي وتعصبي لانني عرفت جيدا ان من يطلب الحريه لنفسه وينكرها على غيره هو عبد لهذه العصبيات. لا تنجري للمشي في هذا الطريق الوعر المظلم دعينا نحن النساء نبدأ معا لنحارب الظلم والتخلف والعنصريه التي يعاني منها الكثير من المواطنين و تعاني منها المرأه بشكل خاص فقط كونها امرأه في كل مكان ولكن دعينا اولا نبدأ من حيث نحب، من هذا الوطن لايهم ماهي معتقداتنا ومذاهبنا فهذا كله شأن خاص. ننا نملك شيء مشترك كوننا نساء. لاتصدقين مايخبرونك به من وضع خاص وتكريم ،فأي تكريم هذا ونحن لانستطيع ان نحدد حتى مصائرنا!! فنحن النساء لازلنا نعاني من التفرقه على اساس الجنس. في البيت والمدرسه وكل المرافق العامه في البلد. عانت المرأه في الماضي ولازالت تعاني كثيرآ في كل مكان باسم الاديان والعادات والتقاليد.....
ذهبنا الى نفس المدرسه ذاك البيت المستأجر نعم البيت الصغير ذو الطابقين الذي يضم اكثر من 400 طالبه ولابد انك تذكرينه، وكيف لك ان تنسين؟! مكان ابسط مايقال عنه انه لايصلح لادميتنا في حين ان مدرسه الاولاد في حينا مدرسه كبيره مجهزه بملاعب للكره والرياضه وفصولها واسعه بعكس مدرستنا...
نفس اشعه الشمس كانت تحرقنا في اوقات الفسح حين كنا نجلس متجانبتين في بقعه الظل الصغيره نتناول فطائر الزعتر والجبنه ولم نكن ندري ماذا ينتضرنا حين نكبر ونصبح نساء.
لم يكن يوجد مكان نلعب به ونمارس اي نشاط رياضي وان تحركنا قليلاً نواجه بالعقاب من قبل المعلمات واداره المدرسه، تذكرين حين سرقت كره اخيك وأحضرتها للمدرسه كانت اميره وسعيده وزهراء وصيته سعيدات بالكره اخذنا تلعب بها ونتقاذفها تملؤنا السعاده ونفاجأ بمديره المدرسه تخرج من مكتبها تجري نحونا وكأننا ارتكبنا خطيئه أو جرم كبير تطلب منا الكف عن اللعب بالكره مره اخرى والا سنعاقب عقابا شديدا لان اللعب بالكره ممنوع ومخالف لديننا و لطبيعتنا كنساء.
انا متأكده انك تتذكرين جيدا حينما اخبرتنا اداره المدرسه بان سائق الباص لم ياتي اليوم واضطررت للعوده للبيت مشياً في تلك الظهيره . والدك يعمل لساعات متأخره من النهار وليس هناك احد من اقاربك يوصلك الى البيت في هذا الوقت وحينما قررت العوده سيرآ على اقدامك تحرش بك طلاب المدرسه الثانويه في الحي الذين يقودون سياراتهم بجنون ..
اعرف جيدا كيف كنت خائفه تحثين خطواتك للوصول الى البيت بسلام، اعرف جيدا كيف كانت دقات قلبك تتسارع خوفا من ان يحدث شي انت تعلمين انك الملامه مسبقا مهما حدث لك...
اعرف جيدا عندما كنت أما وذهبت لاجتماع الامهات في المدرسه للسؤال عن ابنتك، في ذاك اليوم لم يكن زوجك متوفرا لايصالك هناك وكون المدرسه لم تكون بعيده قررت الذهاب مشيا ولكن لايهم كونك ام وزوجه وانسانه فهناك يحق لاحدهم ان يتحرش بك ويهين ادميتك فقط كونك امرآه ولانك قررت ان لاتستسلمي لظروفك الصعبه وتمشي في مكان عام.
اعرف جيدا حين كنت طفله وكان سائق باص المدرسه و عامل البقاله الاسيوي في الحي تحرشوا بك وحينما عرف أهلك بذلك عنفوك وتحولت من ضحيه الى سبب لذلك الفعل المشين....
اعرف كيف تشعرين حينما لا ترغبين بالزواج او العكس فكل هذا لايهم حتى وان وصلت لعمر تعتبرين بالغه ومسؤوله عن تصرفاتك في المجتمعات الاخرى وكان حظك عكس ماتريدين وانت محبطه ولاتملكين اي خيار اخر....
القائمه طويله ولكن وحدنا نساء هذا البلد نحس بهذه المعاناه والاضطهاد لاسباب تافهه لايقبلها عقل.
أنا متأكده سيحاول الكثير من الاشخاص وسيكون من ضمنهم نساء باقناعك بان حق قياده السياره شيء تافه لايستحق تكلف العناء من اجله فهو آت لامحاله ... انا اقول لك ان هذا الحق رمز لكل الحقوق. الم تفكري لحظه واحده لماذا هم معارضين وخائفين من هـذا الشيء؟!! لانه ببساطه سيعزز من استقلاليتك الماديه والمعنويه وقوتك ويساعدك ان تتخذي قرارات تناسبك بدون الرجوع الى احد طالما انت بالغه وعاقله... لاتجلسي وتنتظري اليوم ياتي صدقيني ستجدين نفسك محاطه ببناتك اللاتي يعانين من نفس الوضع وربما اسوأ .... ارجوك افعلي أي شيء اشعريني فقط انك هنا لازلت حيه تشعرين بالظلم والاظطهاد مثلي ومثل جارتي وبنت عمك واخواتنا في هذا البلد. دعينا نحن النساء نجمع مافرقته عنصريه ورجعيه البعض. حين ترضين بهذا الوضع فأنت تثبتين لنفسك قبل الاخرين بأن ديننا يقوم على الظلم وعدم المساواه وأنتقاص الحقوق ، فهل هذا صحيح؟!! أنت من تحددين. اذا لم تكوني قادره على السياقه في 17 يونيو لاباس ولكن لاتقفي مكتوفه الايدي اتخذي موقفا وساندي النساء بأي طريقه تستطيعينها لاتصدقي اقاويلهم بأن هذا الاسلوب غير متحضر وهمجي، ماهي الحضاره والتقدم هل هي ان تقفي مكتوفه الأيدي بدون ان ترفعي صوتك لتردي الظلم...
أشعريني بأنك هنا لازلت موجوده وتتنفسين ويؤلمك الواقع مثلي ومثل باقي النساء في هذا البلد وليس مجرد جسد
أرجوكِ