هل حل الزمان الذي تتمنى فيه السعوديات الهجره



فاطمه كريم
2011 / 6 / 21

السعوديه ليست مستثناه من باقي الدول العربيه الاخرى التي تعامل المرأه كمواطن من الدرجه الثانيه. لكن الوضع في السعوديه اصبح صعب و لايطاق لأنه ارتبط بالارهاب الديني والتفسير المتشدد للاسلام متظافرامع النظره الدونيه التي تغذيها عادات اجتماعيه وثقافيه تجاه للمرأه في مجتمع تسوده الثقافه الأبويه. المرأه دائما في موضع اتهام وشك من قبل المجتمع ورجال الدين فقط كونها امرأه ومهما عملت لن تستطيع ان تلغي هذه النظره. دعونا الان من المجتمع ففي كل مكان هناك اشخاص يحملون افكار وعادات متخلفه تجاه المرأه ولكن في العالم المتحضر لن يجدوا من يصغي الى افكارهم الرجعيه والمتعصبه وحتى لو كان فهم لايستطيعون ان يفرضوا افكارهم وآراءهم على الآخرين بحكم القانون الذي وجد ليعمل كصمام امان يحمي الجميع ومن ضمنهم المرأه.
المرأه السعوديه لاتملك اي شيء يشعرها بالاستقرار والامان النفسي حياتها مهدده في اي لحظه بسبب اب رجعي متشدد، او زوج لايرى في زوجته الا مصدر لراحته النفسيه والجسديه، او مجتمع لايرحم.
أنا هنا لا اتكلم عن كل الرجال السعوديين ولا اعمم ولكن بدون القانون الذي يحمي المرأه ستكون حياتها معتمده على الحظ والمقامره، فمن يكون ابيها او زوجها او اخيها انسان مثقف ومحترم ويعي بأن المرأه انسان كامل الاهليه يستحق الاحترام مثلها مثل الرجل، ستكون محظوظه وسعيده بمايجود به عليها هذا الرجل أو العكس وهذا كله يلعب دور كبير في عدم استقرار المرأه النفسي وخوفها المستمر من المجهول. فلماذا من توجد بين عائله متشدده دينيا تعاني من مشاكل لادخل لها بها؟!! تحرم من السفر لاكمال تعليمها او السياحه لتكوين خبرتها الحياتيه او العمل حيث تشاء، أليست هي حره وعاقله كالرجل؟!
لماذا لاتستطيع ان تتزوح ممن تريد ومن اي بلد اذا وصلت لسن الرشد؟ وان حصل ذلك فليس لها الحق بان تعطي الجنسيه السعوديه لأولادها؟
لماذا لاتعمل وتدرس بأي مجل تريده؟ لماذا لاتملك حق قياده سيارتها بنفسها؟ لتكون مستقله أكثر وتشعر بالامان النفسي لعدم حاجتها لأحد.
سمعت كثيرا من نساء متزوجات وغير متزوجات يتمنون الهجره الى البلدان الغربيه ليعشن بكرامه كبشر. الكرامه التي لم يذقن طعمها في السعوديه ،بلدهم، بسبب المجتمع والقوانين الجائره التي تجعل كل حق غير مضمون وواضح ومعلق بيد من يفسر الامور والقوانين المبهمه.
تلقيت منذ ايام مكالمه من زميله انهارت كليا تطلب مني مساعدتها للخروج من هذا الجحيم بأي طريقه فهي لاتستطيع ان تعيش في بلد لايقدم لها أي شيء ولاحتى ابسط حق وهي انسانيتها وبسبب تلك الظروف هي تعاني من اكتئاب مزمن.
ليس هناك اصلاحات حقيقيه ولا تحرك سريع نحو الافضل بالنسبه لوضع المرأه ،ولازالت حتى قضيه سياقه السياره معلقه ومتجاهله تماما من قبل السلطه التي تفضل ان تكون الامور مبهمه حتى تضمن تهدئه النفوس والقلوب المشحونه بالغضب والألم والهم وامتصاص غضب الرأي العام العالمي.
فهل حان الزمان الذي تتمنى فيه المرأه السعوديه تقديم طلب اللجوء او الهجره لبلدان تقدم لها وطن بديل يضمن انسانيتها؟!!