اتجاهات حركات التغيير



جمشيد ابراهيم
2011 / 6 / 28

و اخيرا تبين لنا بانه لا يمكن تحرير بلدان تربت على الخوف و السجن و الاعدامات في ليلة و ضحاها و لا تستطيع هذه البلدان ان تتصرف مع الديموقراطية المفروضة من الاعلى مثلما قام بها اتاتورك العنصري في ما تسمى بتركيا اليوم في عملية ديموقراطية دكتاتورية مزيفة او كما حاول جورباتشوف رئيس الاتحاد السوفيتي السابق في سياسة الانفتاح و التغيير و ترك مجتمع فاسد الى اخمص قدميه بعده و لا يمكن ايضا غرس هذه القيم في مجتمع رجالي دكتاتوري من جذوره و عقليته و تنظيمه العائلي و العشائري ابتداءا بسيطرة الاب و اقتصار دور الام على الزينة و البيت و تمشية الامور المالية لان الحرية و الديموقراطية ليست وصفة طبية تعطى لادوية تتناولها قبل او بعد الطعام بينما عملية نمو في حاجة الى تطور و زمن و فهم وجهها القذر كالفساد و السرقة و الغش و الارهاب.

اعتاد الزوج الشرقي ان يفتخر بان زوجته هي المسؤولة الاولى عن الشؤون المالية و ربما كان يقصد شيء آخر و يشير فقط الى حريتها في شراء الرز و الطماطم و اللحم والبامية و الباذنجان و الفاصوليا لانه لايزال صاحب القرار المهم دون منازع. و عندما اقول هذا لا يعني انا خارج القوس لانني ايضا من تربة هذه العقلية المتحجرة.
ولكن الرجل الشرقي و بسبب عقليته و دكتاتوريته و مسؤوليته في العائلة و المجتمع لا يحسد عليه ابدا لان شرفه و قيمه و عمله و رجولته انقضت ظهره فالمسكين اليوم بحاجة الى عملية جراحية لانه لم يعد قادرا على المشي و لربما تكمن هنا فرصة المرأة و عليها ان لا تأخذه الى الطبيب و تجبره ان يلازم الفراش كما اثبت جدارتها في العراق و تسلمت الامور الادارية عندما زج صدام حفظه الله بزوجها في حروب قادسية مزيفة ادت الى ارتفاع نسبة الارامل و حول الرجل الى عملة نادرة.

و لحسن الحظ لا تبدأ حركات التحرر العربية اليوم من الاعلى الى الاسفل بل من الاسفل الى الاعلى كما يجب و لكنها تنقصها ميزة مهمة كفيلة بافشال جميع المجهودات و النيات الحسنة و هي التغيير من الداخل الى الخارج و ليس العكس. فقبل احداث تغييرات في انظمة الدول الشرقية الفاسدة نحن اولا بحاجة ماسة الى تحول في عقلية و اخلاق و نزاهة الرجل الشرقي. كل تغيير لا يبدأ من الداخل الى الخارج و من الاسفل الى الاعلى مصيره الموت و ليس الا استبدال احمد بمحمد او حسن بحسين. لا تنسى اتجاهات حركات التغيير.
www.jamshid-ibrahim.net