كلمتان تشكلان صداع كبير على المساواة بين المرأة والرجُل



آيا الجوهري
2011 / 7 / 1

صداعي الكبير هو تلك الكلمات "حرمة فلان، إمرأة فلان"
فتلك الكلمات هي مستمدة من الفكر العنصري القديم في الثقافات والعادات البائدة
فهي كلمات مهينة للمرأة

فالحرمة تعني هي مالا يحل إنتهاكه من حقوق أو ذمة أو وثيقة أو عهد
وتعني أيضاً خصوصية الشخص التي لا يجب أن ينتهكها أحد إعتباراُ للحرية الفردية والخصوصية
إذا نعت المرأة بأنها حرمة الرجُل هو تقليل من شأنها فهو تشبيه للمرأة على أنها شئ يملك
فهي ملك لهذا الرجُل فهي مثلها مثل الجمادات مثل قميصه وجوربه وحذائه ومحفظته
فهي ملك لهذا الشخص

والحرمة تعني الحرام أو ما لايجوز فعله
وتعني الإحترام والمهابة أي من لا حرمة له تعني لا إحترام له
ومصطلح حريم كان يُطلق قديماُ على جواري السلطان
فهن حريم السلطان عبيد له مسخرن لمتعته هو فقط

ومعنى إضافة المرأة إلى ما يحرم إنتهاكه مثل المواثيق والعهود والملكيات الخاصة
أن المرأة ليست إنسانة فلا عقل لها ولا لسان ولا عين ولا يدان تدافع بهما عن نفسها
فهي جماد ينتهك وهذا يعني أن إنتهاك حرية المرأة ليس بأمر جديد ولكنه راسخ منذ الثقافات القديمة
وهم هنا يجعلون المرأة شئ تابع للرجُل

وهناك معنى آخر لكلمة حرمة أنها محرمة على أي رجُل آخر
فهي حرم فلان الفلاني محرمة على أي شخص غير هذا الرجُل الذي يمتلكها
وهنا تكمن العنصرية في أنهم لايقولون على الرجُل أنه حرم فلانة
وهذا يعني أنه من حقه أي إمرأة أخرى غير هذه المرأة
من حقه حرية جنسية والزواج من أخريات
وهذه هي العنصرية التي تعطي الرجُل حقوق ليست من حقه


أما عن اللفظة الأخرى فهي "إمرأة فلان"
فيقولون عن زوجة فلان إمرأته وبالعامية "مراته" أو "مرته"
فهذا أيضاُ إشارة إلى أن المرأة ملك لهذا الرجُل وهي التي تخدمه
فهي إمرأته وقلما ما يُقال "رجُلها" وإن قيل فهو يُقصد به مصدر الحماية لها والذي يعولها
وتارة يقصد به الذي يجب أن يتم التعامل معه في بعض الأمور فيقولون "الحديث يكون مع رجُلها"
أي أنها أقل من أن يتحدثوا معها

فهي تابعة له وهي ملك له وهي عالة عليه يحميها ويطعمها ويسكنها كمثل ما يمتلك قطة
أو دمية أو أي كائن أقل من الإنسان في السلم التطوري
فهي إمرأته بمعنى أنها ملكه وهو رجُلها بمعنى أنه الذي يعولها ويحميها ويسكنها ويتحدث بالنيابة عنها
فكيف إذاً تكون المساواة ولازالت هذه المفاهيم راسخة في ذهن الناس

وهذا أيضاً نجده في المجتمعات الغربية عندما ينادون المرأة بأسم زوجها
كنوع من الإتيكيت أما في المجتمعات الشرقية ينادوها بأسم زوجها لأن إسمها عورة
وأحياناً ينادوها بإسم إبنها الذكر لأن إسمها عورة أيضاً

نعم هُناك إختلاف بين المجتمعين الغربي والشرقي ولكن الثقافة واحدة
لابد أن تُمحى هذه الكلمات من قاموس اللغة

وفكرة أن الرجُل يعول المرأة هذه ثقافة أيضاً لابد أن تنتهي
أين المساواة والمشاركة في الحياة إذاً في ظل هذه الثقافة
المرأة إنسانة مثلها مثل الرجُل ليست حرمة أحد ولا ملك لأحد
كما أن هو ليس حرمة أحد ولا ملك لأحد

هذا ما أريد قوله
أن المساواة تكون في كل شئ في أمور الحياة
وأيضاً تكون في المشاركة في بناء الحياة