في الحجاب



أحمد حمدي سبح
2011 / 7 / 11

لماذا يفترض الوهابيون أن الحرية المطلقة ما هي الا مرادف لاغضاب الله ، ثم ماهي تعريفات اغضاب الله فهي محض نسبية خاصة في وجود التيار الوهابي حيث التحريم والمنع هو الأصل فيما الاباحة والقبول هي الاستثناء ، فالوهابي يعتبر الى مرتبة التقديس أن غياب الحجاب اغضاب لله وأنا اعتبره لا يغضب الله بتاتآ الذي يغضب الله هو الفكر والعمل لا الشكل والمظهر ، فيجيب الوهابي اجابته المعهودة بأن الحجاب تعبير عن الفكر وتجسيد للعمل ، أقول وهذا بالضبط هو الرد الذي ننتظره كدليل على أن الوهابيين يعلون من شأن المظهر وتعتبرونه دليلآ للجنة أو النار .

وفي رد أحد الوهابيين السلفيين على سؤالي لماذا لا يتحجب الرجال طالما أن شعر المرأة عورة ويثير الرجال بالتالي فان شعر الرجل عورة ويثير النساء والا لما وجدنا رجالآ يهتمون بشعورهم ويصبغونها بل ويزرعونها حين يصيبهم الصلع ، وأن النساء لا تفضل ان يصلع أزواجهم ، وما أمر امرأة العزيز حين فتنت بسيدنا يوسف عليه السلام وراودته عن نفسه ، ألا يعني هذا (وهو ما لا يحتاج الى دليل بطبيعة الحال بل وبوجوبه) ان النساء تفتن بالرجال ، هل يعني ذلك أن الرجال لابد أن يتحجبوا هم أيضآ حفاظآ على شرفهم وعفتهم .

فكانت اجابة الوهابي لأن ببساطة الله أراد ذلك ، تذكرني اجابته بشعار البابا أوربان الثاني حين خطب في جموع المسيحيين في مجمع كليرمونت عام 1095 م وقال هذه هي ارادة الله فكانت الحروب الصليبية التي لم تبقي ولم تذر على مدار مائتي عام ، أقول ان الله لم يرد ذلك وانما هو ما أراده نفر من السلف الذي اخترتم اتباعه وليس ما اختاره الله ، الحجاب ما هو الا تأويل ملوي لآيات ومخترعات من الحديث وردت في كتب معروف عنها ضعف معاييرها لقوة وصحة الأحاديث الواردة فيها على الأقل مقارنة بكتب السنة الأخرى ولا يعني ذلك التسليم المطلق بكل ما أتى في كتب السنة الأخرى فستظل هناك دومآ الحاجة الى المراجعة والتنقيح وفتح باب الاجتهاد .

ولنا سؤالان :

أولآ -لماذا ذكر الله تعالى الصلاة والصيام والصوم والحج والزكاة بصريح العبارة لمن قام بهم له الجنة وذكر القتل والسرقة والزنا لمن قام بهم ولم يتب (وللتوبة شروط ومنها رفع الظلم وعودة الحقوق الى أصحابها) له النار ، فيما الحجاب لا نرى له ذكرآ الا لنساء النبي حين يتحدثن مع الأغراب من وراء حجب أي خلف الأبواب أو خلف الجدار أو حتى ستار وهن لسن كمثلهن من النساء فلا يسمح لهن بالزواج حتى بعد وفاة الرسول الكريم ، فكيف تذكر أمور تشكل فارقآ بين الجنة والنار بصريح العبارة فيما تترك أمور أخرى لها نفس النتيجة (وفقآ للمفهوم الوهابي) للتأويل وللحديث .

وبالتالي فلماذا نتحدث اليوم والى اليوم في فرضية الحجاب من عدمه ولا نتحدث مثلآ عن فرضية الصلاة أو الصوم من عدمهما ولماذا يتجشم الوهابيون عناء الرد والصويت والصراخ على المنابر وعلى رؤوس الأشهاد دفاعآ عن مخترعهم المعروف باسم الحجاب ويعتبره السواد الأعظم منهم (95% ) الفيصل بين الطاهرة والعاهرة فيما لا نجد أحدآ ولن نجد أحدآ يقول لنا أن الصلاة وهذا الصوم وهذه الزكاة وذلك الحج ليسوا فرائضوقد كان المسلمون يمارسونها قبل الطفرة النفطية بدون حجاب وخاصة في مصر لأننا جميعآ سنفحمه قرآنآ بليغآ واضحآ جليآ بآيات يفهمها حتى من لم يؤت نصيبآ من العلم فالفروض والنواهي التي تفصل بين الجنة والنار ذكرها الله سبحانه وتعالى جل في علاه واضحة صريحة أبية على الجهل والجهلاء حتى لا يكون للناس على الله سبحانه وتعالى حجة يوم القيامة .
من ناحية أخرى وفي نفس السياق نجد المتشددون يقولون لنا ان الحجاب فريضة باجماع كثير من العلماء ، نقول لهم ان هذا الأمر مردود عليه على محورين :
أ – هذا الاجماع في حد ذاته لفارضي الحجاب (مع عدم اغفال ان هناك كثيرون أيضآ من العلماء لا يرون فيه فريضة أبدآ) يثير الشك في فرضية الحجاب المزعومة ، لأنه لو كان الحجاب فريضة تلقي بصاحبه الى النار لما احتاج الامر الى اجتهاد العلماء وبحثهم ، فلانجدهم على سبيل المثال يجتمعون على تحريم السرقة أو القتل لأنها أمور مذكورة بصريح العبارة واللفظ في القرآن شانها شأن كل النواهي والفروض التي وضحهها الله سبحانه وتعالى حق التوضيح والبيان لكي يفهمها الجاهل والأمي فلا تكون للناس حجة على الله يوم القيامة .
ب- هؤلاء العلماء وغيرهم حتى ممن لا يفرضون الحجاب ليسوا أنبياءً ولا رسل معصومين ، ربما يكونون راسخون في العلم ولكنهم لازالوا بشرآ غير معصومين ، ويتأثرون بمحيطهم وبالثقافة والفكر الذي تربوا ونشؤوا فيه ومنهم من هو متشدد بطبعه ، فللأسف لم يكن في عصرهم وسائل تاريخ موضوعيه كلقاءات تليفزيونية أو اذاعية لتبيان خطهم التوجهي والفكري ، ولانملك الا كتبهم ومراجعهم وكتابات سيرة ذاتية خطها مؤرخون منهم المصيب والموضوعي ومنهم المخطئ والذاتي .
ثانيآ- لو أن امرأة زنت أو امرأة سرقت أو حتى كانت امرأة كذابة (تعودت الكذب والخداع) وكن محجبات وما أكثرهن أيدخلن الجنة لحجابهن ؟!! ولو كن غير محجبات ولايأتين ما سبق أيدخلن النار لعدم حجابهن ؟!! فلو توافق الفريقان ودخلا النار أمعنى ذلك أن غياب قطعة القماش التي تضعها النساء فوق شعورهن تعادل السرقة والقتل والكذب والزنى والغش والخداع وكل ما يمكن أن يلقي بصاحبه أو بصاحبته الى النار ؟؟!!! .

أمصير امرأة ترتكب من الموبقات ما يحكى ويتحاكى به ، كمصير امرأة فاضلة تصوم وتصلي وتزكي (حق الزكاة ) وحجت الى بيت الله تعالى وتقوم على الفضائل من الأخلاق ومحاسن الأقوال والأفعال ، أيكون مصير هذه الأخيرة الى النار كمصير مرتكبة الموبقات والرذائل لأنها لم تضع قطعة من قماش على شعرها وعلى وجهها ؟؟!!! .


ان الحجاب يعود في بداية انتشاره في مصر الى فترة السبعينات حين كانت الفتيات الفقيرات في الجامعات المصرية يرتدينه كمداراة خجولة لعدم قدرتهم على مسايرة صيحات الموضة والذهاب الى مصففي الشعر وبيوت الأزياء ثم بعد الطفرة النفطية لدول الخليج الوهابية وسعيها عبر العمالة الوافدة ومواسم الحج وشرائك الكاسيت والكتيبات الصغيرة الى نشر ثقافتهم الصحراوية البدوية بدأت الكثيرات جدآ من النساء المحجبات ولازلن سواء في المدارس أو الجامعات أو أماكن العمل والمواصلات العامة يتعدمن النظر بشكل فيه استكار واهانة لكل من لاترتدي الحجاب أو حتى النقاب.
فغالبيتهن لا تحركهن في نظرتهن تلك ذلك الوازع الديني " وفقآ لوجهة نظرهن " بفرضية الحجاب أو النقاب ، وانما غيرتهن من جمال ومال وأناقة تلك المرأة التي لا ترتدي ما يرتدونه ، فيبدأن في ممارسة نوع من الارهاب الفكري ضدها ومدها بما تقع عليهن أياديههن من شرائط وكتب الوهابيين وأصحاب الفكر المتشدد ولفح المرأة في النار جزاء لا خيانتها أو سرقتها أو قتلها وانما جزاءً لفجورها الفظيع المتمثل في عدم ارتداء الحجاب او تغطية نفسها بجلباب أسود واسع فضفاض .
واذا تناولنا الآيات والاحاديث التي يقول عنها فارضوا الحجاب انها دلائل على فرضية ما يدعون من حجاب ونقاب فاننا نتناولها كالتالي من خلال (كتاب المستشار محمد سعيد العشماوي “حقيقة الحجاب وحجية الحديث) :
أولاً - آية الحجاب :
والآية القرآنية التي وردت عن حجاب النساء تتعلق بزوجات النبي وحدهن وتعني وضع ساتر بينهن وبين المؤمنين. قال تعالي: “يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلي طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلك كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق وإذا سألتموهن (أي نساء النبي) متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذالكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبداً إن ذلكم كان عند الله عظيماً “ [الأحزاب 33 : 53]. وقيل في أسباب نزول الحكم في الآية (الخاص بوضع حجاب بين زوجات النبي والمؤمنين ) إن عمر بن الخطاب قال للنبي (ص) يا رسول الله، إن نساءك يدخل عليهن البر والفاجر، فلو أمرتهن أن يتحجبن. فنزلت الآية. وقيل أنه إثر ما حدث عند زواج النبي (ص) بزينب بنت جحش نزلت الآية تبين للمؤمنين التصرف الصحيح عندما يدعون إلي طعام النبي (ص) وتضع الحجاب بين زوجات النبي والمؤمنين.
هذا الحجاب (بمعني الساتر) خاص بزوجات النبي (ص) وحدهن، فلا يمتد إلي ما ملكت يمينه من الجواري ولا إلي بناته، ولا إلي باقي المؤمنات. والدليل علي ذلك رواية عن أنس بن مالك أن النبي (ص) أقام بين خيبر والمدينة ثلاثاً (من الأيام) يبني عليه (أي يتزوج) بصفية بنت حيي فقال المؤمنون إن حجبها فهي من أمهات المؤمنين (أي من زوجاته) وإن لم يحجبها فهي مما ملكت يمينه (أي من جواريه). فلما ارتحل وطأ
(أي مهد) لها خلفه ومد الحجاب (أي وضع ستراً) بينها وبين الناس. (بذلك فهم المؤمنون أنها زوج له وأنها من أمهات المؤمنين وليست مجرد جارية) [أخرجه البخاري ومسلم].
ثانياً - آية الخمار :
أما آية الخمار فهي “وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن علي جيوبهن” ( النور 24 : 31 ). وسبب نزول هذه الآية أن النساء كن في زمان النبي (ص) يغطين رؤوسهن بالاخمرة (وهي المقانع) ويسدلنها من وراء الظهر، فيبقي النحر (أعلي الصدر) والعنق لا ستر لهما. فأمرت الآية بلي (أي إسدال) المؤمنات للخمار علي الجيوب، فتضرب الواحدة منهن بخمارها علي جيبها (أعلي الجلباب) لستر صدرها.
فقصدت الآية تغطية الصدر بدلاً من كشفه، دون أن تقصد إلي وضع زي معين. وقد تكون علة الحكم في هذه الآية (علي الأرجح) لإحداث تمييز بين المؤمنات من النساء وغير المؤمنات (اللاتي كن يكشفن عن صدورهن). معني ذلك أنه حكم وقتي يتعلق بالعصر الذي أريد فيه وضع التمييز بين هذين الصنفين من النساء وليس حكماً مؤبداً.
ثالثاً - آية الجلابيب :
أما آية الجلابيب فنصها كالآتي: “يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين” ( البقرة 23 : 59 ). وسبب نزول هذه الآية أن عادة العربيات (وقت النزيل) كانت التبذل فكن يكشفن وجوههن كما يفعل الإماء (الجواري). وإذ كن يذهبن للغائط في الصحراء قبل أن تتخذ الكنف (دورات المياه) في البيوت، فقد كان بعض الفجار من الرجال يتعرضن للمؤمنات علي فطنة أنهن من الجواري أو من غير العفيفات، وقد شكون ذلك للنبي ومن ثم نزلت الآية لتضع فارقاً وتمييزاً بين "الحرائر" من المؤمنات و بين الإماء "الجواري" وغير العفيفات هو إدناء المؤمنات لجلابيبهن، حتى يعرفن فلا يؤذين بالقول من فاجر يتتبع النساء.
والدليل علي ذلك أن عمر بن الخطاب كان إذا رأي أمة (جارية) قد تقنعت أو أدنت جلبابها عليها، ضربها بالدرة محافظة علي زي الحرائر [ابن تيمية - حجاب المرأة ولباسها في الصلاة - تحقيق محمد ناصر الدين الألباني _ المكتب الإسلامي - ص 37].ومما يدعم قول العشماوي ما كتبه المؤرخ العراقي الكبير علي الشوك بأن المرأة الحرة كانت في بابل الوثنية ملزمة بالحجاب أما غير الملزمات بالحجاب فهن الجواري والبغايا.
فإذا كانت علة الحكم المذكور في الآية - التمييز بين الحرائر والإماء - فقد سقط هذا الحكم فقد اعدم وجود إماء “جواري” في العصر الحالي وانتفاء ضرورة قيام تمييز بينهما، ولعدم خروج المؤمنات إلي الخلاء للتبرز وإيذاء الرجال لهن. وواضح مما سلف أن الآيات المشار إليها لا تفيد وجود حكم قطعي بارتداء المؤمنات زياً معيناً علي الإطلاق وفي كل العصور.وأضف هنا لكلام حضرة المستشار أن غيرة الرجال المرضية وخوفهم المرضي اللاشعوري من وقوع نسائهم بين أيدي رجال آخرين هو الذي جعلهم يرون في الحجاب فرضاً.


رابعاً - حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم :
فقد روي حديثان عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يستند إليهما في فرض غطاء الرأس (الذي يسمي خطأ بالحجاب) فقد روي عن عائشة عن النبي محمد أنه قال : لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر إذا عركت ( بلغت) أن تظهر إلا وجهها ويديها إلي ها هنا وقبض علي نصف الذراع وروي عن أبي داود عن عائشة أن أسماء بنت أبي بكر دخلت علي رسول الله فقال لها: يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يري فيها إلا هذا، وأشار إلي وجهه وكفيه .
ونلاحظ أن هذين الحديثين أنهما من أحاديث الآحاد وغير مقطوع بسنده ، لا الأحاديث المجمع عليها أي المتواترة أو المشهورة، ومن جانب آخر فإنه رغم رواية الحديثين عن واحدة هي السيدة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، فإنه قد وقع تناقض بينهما، ففي الحديث الأول قيل أن النبي قبض علي نصف ذراعه عندما قال الحديث، بينما قصر الثاني الإجازة علي الوجه والكفين، ومن جانب ثالث، فقد ورد الحديث الأول بصيغة الحلال والحرام ، بينما جاء الثاني بصيغة الصلاح، والفارق بينهما كبير، فمسألة وقتية الأحكام لمراعاة ظروف العصر هامة جداً، فقد يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالشيء أو ينهي عنه في حالة خاصة لسبب خاص، فيجب ألا يفهم الناس أنه حكم مؤبد بينما هو في الحقيقة حكم وقتي، ان "‬حديث أسماء بنت أبى بكر عن عائشة‮" ‬الذى‮ ‬يستدل به المتشددون على أن المرأة كلها عورة،‮ ‬فيكفى أن من أخرجه‮ "‬أبوداود‮" ‬قد تبرأ منه فى سننه لأن راويه لم‮ ‬يعاصر عائشة،‮ ‬ويكفى أنه قد ورد بروايتين متضادتين،‮ ‬ويكفى أنه‮ ‬يتناقض مع أحاديث نبوية كثيرة متفق عليها،‮ ‬وأخيرا‮ ‬يكفيه أن جميع أئمة الحديث قد أبوا أن‮ ‬يضمنوه فى مصنفاتهم،‮ ‬ولم‮ ‬يخرجه‮ ‬غير أبوداود،‮ ‬رغم أنه كان معاصرا لهؤلاء وكان جميعهم‮ ‬ينقلون بعضهم عن بعض ‮.‬

ووفقآ حتى لكثير من مشايخ الوهابية والسلفية الداعين للحجاب فان الحجاب عندهم لم يفرض على الإماء "الجواري" وهن اللائى‮ ‬يبعن ويشترين بأغلى الأثمان لجمالهن وسحرهن وفتنتهن ،‮ ‬بل وجعل الإسلام عورة الأمة خارج الصلاة كعورة الرجل ،‮ ‬فلو كانت الأولوية لمنع الإثارة لكان الأولى تغطية الإماء أو حبسهن فى البيوت‮ .
ووفقآ لكتاب مشكلة عورة المرأة وملبسها لل د . مصطفى عوض مدرس الفكر الاسلامي فان ‬ السبب الحقيقى وراء التوحيد أو التطابق بين عورة الإماء وعورة الرجال من جهة والتفريق بين عورة الحرائر وعورة الإماء من جهة أخرى ،‮ ‬وهو سبب اجتماعى جنسى أكثر مما هو سبب شرعى،‮ ‬فمن الملاحظ أن تأثير الرق الهدام ،‮ ‬يظهر أول ما‮ ‬يظهر فى مجال الأخلاق الجنسية وما‮ ‬يتصل بها من نظم اجتماعية،‮ ‬فالمجتمع العربى الإسلامى باعتباره مجتمعاً‮ ‬مارس الرق على نطاق واسع،‮ ‬لم‮ ‬ينج من آثاره الوبيلة على الأخلاق‮ ‬الجنسية وبالتالى على وضع المرأة،‮ ‬فقد أدت كثرة الرقيق خصوصاً‮ ‬من النساء إلى انتشار جو من التساهل الجنسى،‮ ‬وكان وجود عدد هائل من النساء‮ ‬يمكن الحصول عليه بقدر من المال سبباً‮ ‬فى اندماج الناس فى الملذات الجنسية والإكثار من شراء الجوارى للاستمتاع بهن وليس فى ذلك من حرج عليهم ولا فيه خروج على الشريعة الإسلامية،‮ ‬ويضيف‮: ‬إن النقطة الأهم فى الموضوع أن السماح للرجل المتزوج بمعاشرة الإماء كان‮ ‬يؤدى فى معظم الأحيان إلى بث شعور الغيرة فى نفس الزوجة وجرح كرامتها،‮ ‬وهناك من استطعن كبت شعور الغيرة ولكن ذلك لم‮ ‬يكن حال النساء جميعاً،‮ ‬فالتجاء الرجال إلى الإماء ومعاشرتهم للجوارى ترتب عليه فى كثير من الأحيان خيانة من جانب الزوجات بل وكثيراً‮ ‬ما كانت مثل هؤلاء الزوجات‮ ‬يتصلن جنسياً‮ ‬بأبشع عبيدهن ‮! .‬
وهذا هو المحور الذى تدور حوله قصة‮ "‬ألف ليلة وليلة" ‬فكان طبيعياً‮ ‬أن‮ ‬يفكر الرجال فى وسيلة تمكنهم من الحيلولة بين المرأة ومثل هذه الخيانة،‮ ‬غيرة منهم ورغبة فى المحافظة على شرعية النسل،‮ ‬والمحافظة فى نفس الوقت على حريتهم فى المجال الجنسى،‮ ‬فوجد الحل الملائم هو حجاب المرأة الحرة،‮ ‬ومن ثم أخذ الرجال‮ ‬يحجبون نساءهم ويمنعونهن من الاتصال بالرجال ويفرضون عليهن القعود فى البيت والانزواء فى ركن بعيد (ولا مانع من أن يلجأ بعضهم الى شرعنة وتقديس الحجاب وصبغه بصبغة الفريضة الشرعية)،‮ ‬وهكذا انقسم النساء إلى فريقين كبيرين،‮ ‬الحرائر وهؤلاء أبعدن عن الحياة العامة داخل المجتمع،‮ ‬والإماء‮ ‬يعشن داخل المجتمع ويساهمن فى وجوه النشاط المختلفة .
‬ويختم الكاتب كلامه فى هذه المنطقة قائلاً‮: ‬يمكن أن نقول أن المفكرين والفقهاء والمصلحين لو علموا أن الحجاب وما‮ ‬يرتبط به من آداب وتعاليم معينة فى اللباس،‮ ‬ليس نظاماً‮ ‬إسلاميا لأراحوا أنفسهم وأراحونا من كل هذا العناء الذى تكبدوه فى محاولة تبرير نظام دخيل على الإسلام ألصق به فى‮ ‬غفلة من الزمن،‮ ‬واصفاً‮ ‬أن محاولات الفقهاء فى الاستدلال بالأدلة الشرعية على شرعية الحجاب ليست سوى محاولات فاشلة تنطوى على مخالفات واضحة وهدفهم من ذلك هو تبرير الحجاب من الناحية الدينية وإيجاد سند شرعى له بعد أن أصبح نظاماً‮ ‬اجتماعياً‮ ‬مستقراً‮ .‬

أما التبرج فهو أساسا لفظ‮ ‬غير معرف،‮ ‬ولم ترد فى القرآن ولا فى السنة تعريفات محددة لألفاظ التبرج والزينة،‮ ‬ولكل فقيه مذهبه فى ذلك،‮ ‬فمن لا تخفى شعرها متبرجة فى نظر البعض،‮ ‬ومن لا تخفى وجهها متبرجة فى نظر‮ ‬غيرهم،‮ ‬بل وإظهار المرأة لعينيها أو ارتداؤها للبنطلون تبرج مؤثم عند آخرين‮ ، ‬فالتبرج إذن مسألة نسبية‮ ‬لا‮ ‬يمكن الاتفاق على تعريف لها،‮ ‬والتعامل معها لا‮ ‬يحتاج إلى مواجهة،‮ ‬بل إلى تربية سليمة ووازع وضمير أخلاقي وقيمي ‮.‬

ووفقآ للناشط الحقوقي والمتخصص في أبحاث الإسلام السياسي الأستاذ "إسماعيل حسني" فإن تحويل‮ ‬غطاء الرأس من عادة اجتماعية حرة إلى فريضة دينية ملزمة كانت له نتائج سلبية خطيرة على مستوى الأفراد والمجتمع،‮ ‬فترهيب الفتيات من الجنس الآخر،‮ ‬وإجبارهن على ارتداء الحجاب من الصغر هو نوع من التنبيه القسرى المبكر لغددهن الأنثوية،‮ ‬أكثر بكثير مما تحدثه الأغانى والأفلام المنفلتة فى الفضائيات ويؤدى إلى وضع الصغار من الجنسين فى حالة من المواجهة والتربص والترصد،‮ ‬عوضا عن تنمية روح الزمالة والصداقة والتعامل الإنسانى المجرد فيما بينهم‮.‬
لقد كان لاستشراء الحجاب ومن بعده النقاب أثر كبير فى منع الاختلاط الطبيعى والصحى بين الجنسين،‮ ‬فتفشت فى المجتمع أمراض اللواط والسحاق وهذا هو الملاحظ بشدة في الدول الانغلاقية ومنبع الفكر الظلامي ،‮ ‬وأصبحت جرائم التحرش الجنسى والاغتصاب وزنى المحارم من الأخبار العادية،‮ ‬وهى التى لم تعرف أى منها كظاهرة اجتماعية فى مجتمعنا قبل عصر ما‮ ‬يسمى بالصحوة الدينية المباركة‮.‬

كما أدى انتشار ثقافة الحجاب إلى إحلال التدين المظهرى محل التدين الحقيقى الذى كان سائدا بطبيعة الحال فى المجتمع،‮ ‬وإلى تفشى النفاق والرياء بين الناس،‮ ‬فالكثيرات أصبحن‮ ‬يرتدين الحجاب خوفا من الاتهام فى أخلاقهن وليس عن قناعة،‮ ‬وأخذت عصابات الدعارة تخفى فتياتها عن أعين الناس والشرطة خلف الحجاب،‮ ‬بعد أن كن مميزات ومحصورات فى المجتمع،‮ ‬فاطمأنت العواهر وازدهرت الدعارة‮. ‬ناهيك عن إفساد الذوق العام،‮ ‬وإضعاف قيم الجمال مما انعكس سلبا على بقية عناصر منظومة القيم الاجتماعية‮.‬

وكيف ‬يدعى هؤلاء أن ارتداء الحجاب حرية شخصية ؟!! ‮، ‬إن معيار الحرية الشخصية هوالاختيار الحر بغير ضغط أو إكراه أو تهديد،‮ ‬فأين هو الاختيار الحر حين‮ ‬يقوم أناس لهم أغراض سياسية بتشويه ثقافة المجتمع السمحة وتسويق وجهة نظر دينية واحدة،‮ ‬وطرح القضية على الناس فى مجموعة من الاختيارات الفاسدة،‮ ‬فهى اختيار بين الجنة والنار،‮ ‬فمن لا تتحجب ستعذب فى نار جهنم،‮ ‬أو اختيار بين الفضيلة والعهر،‮ ‬فجميع نساء الأرض من‮ ‬غير المحجبات عاهرات أو ساقطات إلى آخر ما تمتلئ به الشرائط والكتب وخطب المساجد من أقذر الأوصاف بحق‮ ‬غير المحجبات،‮ ‬أو اختيار بين الرجولة والديوثة،‮ ‬فجميع رجال الدنيا من هنود وروس ويابانيين وأمريكان وأفريكان ديوث لأنهم لايحجبون نساؤهم ولاينقبونهن‮ ، أين هى إذن حرية الاختيار التى منحت للأغلبية الأمية فى مصر وغيرها من البلدان الاسلامية حين تم ترهيبها وغسل عقول أفرادها بهذه الأغلوطات؟ .

ويصل الأمر إلى مستوى الجريمة الكاملة حين تمارس هذه السادية بحق الأطفال،‮ ‬الذين لا‮ ‬يملكون القدرة أو الشجاعة على المناقشة أو حتى على التساؤل،‮ ‬فأين هو حق الاختيار المتاح للأطفال الذين‮ ‬يتم اغتيال طفولتهن وتحجبهن أو تنقيبهن فى المرحلة الابتدائية؟ ليخرجن لنا بعد سنوات مروجات لهذا القالب الفكرى الذى صيغت فيه عقولهن،‮ ‬والويل كل الويل بل والموت لمن‮ ‬يجرؤ على الاعتراض،‮ ‬فهم لم‮ ‬يمنحوا حق الاعتراض .
كل ذلك نتيجة انتشار الأفكار الوهابية والسلفية في مصر ، تلك الأفكار المهينة للمرأة والتي لا تنظر اليها الا على انها معين ووعاء للجنس ليس الا وليس لها الا أن تكون مجرد خادمة لزوجها ولا رأي ولا كلمة لها ، على الرغم من انتشار الحجاب والنقاب في مصر بشكل تام ، ولكن حين ننظر الى حال مصر حتى السبعينات لم تكن جرائم هتك العرض والفحش والاغتصاب والتحرش الجنسي لم تكن هذه الجرائم البشعة موجودة أو على الأقل لم يكن أحد يسمع عنها ، وحين كانت تحدث كانت تصبح فضيحة وخبر الموسم .

ومن يقول أن ذلك راجع الى الفقر وعدم القدرة على الزواج ، أقول له وما تفسيرك أن كثيرآ من مرتكبي تلك الجرائم من المتزوجين وميسوري الحال وتتم كثيرآ أيضآ في اطار العائلة وذلك وفقآ للدرسات الميدانية والبحثية الى تجريها منظمات المجتمع المدني وحتى مراكز حكومية ، هذا اذا أضفنا الى ان هذا الطرح الذي يطرحه أصحاب فكر الحجاب لا يفسر لنا أيضى الارتفاع الكبير في معدلات الطلاق والخيانة الزوجية ، وان تماشينا مع رواد طرح أن الفقر هو السبب فاذا كان الفقر هو السبب فاذآ فان الدين المظهري هذا ليس قادرآ على حماية العفة ولا حتى حماية المنازل كما يقولون .

وفي قول العفة هذا اهانة كبيرة للاسلام فكيف تكون قطعة القماش هذه قادرة على تحقيق تلك العفة التي لا تحققها التعاليم الاسلامية الحقيقية والتربية الاسلامية القويمة التي تغرس في النفس لا على الشعر أن الله موجود ويراقب وأننا جميعآ يجب أن نقول وأن نعمل بالحسنى والا فيوم القيامة آت لاريب فيه وساعتها كل نفس بما كسبت رهينة ، رهينة لقولها ولعملها لا رهينة لقطعة القماش على رأسها (لو كانت من النساء) أو لطول لحيتها (لو كانت من الرجال) ، ومن ناحية أخرى هل العفة في أنواع الزواج الذي خرجوا به علينا من زواج عرفي ومسيار لقد تحول النقاب في كثير جدآ من الحالات حتى الى وسيلة لتهريب السلاح والمخدرات وتهرب المجرمين من العدالة.
وأحد الأدلة الواقعية الحياتية على أن الحجاب والنقاب ما هما الا محض عادة لا تقي من التحرش ولا تجبر رجلا على احترام الانثى ، هو مانراه من شبابنا لا في الخارج فقط بل أيضآ في المنتجعات السياحية داخل بلادنا ان كانوا يعملون فيها ، فلا تراهم الا وهم يحملون كل الاهتمام والاحترام والتعامل الراقي مع النساء الأجنبيات ولا يتحرشن بهن ولا يزعجوهن ولا يطلن النظر فيهن ولو اختلس نظرات في البداية الا انه مع مرور الوقت يصل الى قناعة أن اختلاس النظرات ما هو الا محض تفاهة وهيافة وأن الحياة أكبر من ذلك بكثير ، وأن الانسان بقوله وعمله لا بمظهره ، فان لم يصل الى هذا الفكر وحاول التحرش أو مضايقة النساء فان المجتمع كله سيتصدى له ويواجهه بعنف ولن يجد من يقف بجواره ويعنف المرأة ويحملها وزر ما حدث لأنها لم تكن ترتدي ما يسمونه حجابآ أو نقابآ أو كانت تسير بمفردها في الشارع.
وأكاد أسمع الآن بعضآ أو حتى كثيرآ ممن يقرأوون هذا الكلام ويقولون وهذا رجل آخر يريد النساء ان تسير عرايا ، فأقول لهم وهذا ما تقولونه انما أدل دليل على الطريقة التي تعمل بها عقولكم فأنتم تعانون من ميكانيكية عقلية متطرفة لا ترى الا الأبيض في مفهومكم والأسود في مفهوم الآخر فاما الحجب التام واما العري التام ، وكأن نساء الدنيا اللاتي لا يرتدين الحجاب لسن صالحات وأنهن عرايا وما هذا الا محض أوهام في عقولكم ونظرتكم الدونية لمعارضيكم واصراركم على تقييم الناس على أساس مظهرهم فالنساء بطول ثيابها وحجابها ويا حبذا نقابها وفقآ لكثير منكم ، والرجال بطول لحاهم وقصر جلابيبهم .

وكثير ممن يهاجمون ويتهمون الناس ويهينونهم باتهامهم الضال بأنهم يريدون الفجور والمجون والزندقة وغيرها من التهم الكريهة ، فانهم يتهمونهم لا لشئ الا لأنهم يقولون ان الحجاب والنقاب ليسا من الاسلام وكثير من هؤلاء المتهجمون لا يستطيع كبح شهواته الفرط مفرطة أو بمعنى آخر يعاني من طفرة كبيرة في غرائزه الجنسية فيريد من النساء أن تدفع ثمن ما يعانيه هو ، وكثير آخرون للأسف ممن يتوارث فكرآ دون أن يدقق في دلالته ومعانيه مسلمآ عقال عقله لغيره ومعجزآ نفسه عن التفكير والتدبر أو غير واثق في نفسه وفي عقله وقدرته على معارضة ذلك ، على الرغم أن أول آية في قرآننا الكريم تقول اقرأ ولا تقول اسمع وأطع ونفذ بشكل أعمى ، وقد يكون هناك آخرون ممن هم يرون الناس كلهم ما هم الا ذئاب بشرية فيريد أحد من هؤلاء مداراة نسائه خوفآ منهم وعليهم من الصيادين والذئاب البشرية التي تسير في الشوارع التي لا هم لها الا مطاردة النساء واغتصابهن (أو هكذا يصور له عقله) ، ومنهم من هو موقن بعبثية الحجاب والنقاب ولكنه خائف من أصحاب فكر الديوثة الذين يطلقون تهم الديوثة على الناس فرادى وجماعات طالما لم يمتثلوا لفكرهم الظلامي على الرغم أن غالبية أصحاب هذا الفكر الظلامي ما هم الا مزيج من النماذج السابقة ، وآخرون يظنون الصواب فيما ذهبوا اليه ولكنهم يقبلوا الحوار الجدي والعلمي والمنطقي وامكانية تغيير ما ذهبوا اليه .

ان الحجاب وشقيقه اللاحق عليه وهو النقاب ( الذي يمثل الخطوة الثانية لهم بعد الاطمئنان لانتشار الحجاب ) لا يمثلان فقط تشويهآ شكليآ ونفسيآ للمرأة المسلمة ، وانما تشويها فكريآ للرجل المسلم وتشويهآ عقائديآ ومظهريآ وموضوعيآ للدين الاسلامي الحنيف العظيم ، فدونآ عن بقية العالم بمتقدمه ومتأخره يصورون النساء والرجال على أنهم عرضة للاختطاف والاغتصاب والرذيلة والتحرش الجنسي قولآ وفعلآ والذهاب الى النار لأن شعورهن ووجوهن مكشوفة للعيان ، دونما اعتبار لقضايا الفقر والتشرد والعوز وادمان المخدرات ومرضى الهيجان الجنسي وغير ذلك من البلية ما يدفع كثيرآ من الرجال الى ارتكاب الموبقات والرذائل والفظائع فلا تعيقه قطعة قماش عن تحقيق مراده .

كنا في السابق وقبل انتشار الوهابية ومنتجاتها من الحجاب والنقاب ونظرتها الكريمة (وفقآ لتعريفهم الخاص) للمرأة ، كنا نتغنى بانخفاض معدلات الاغتصاب وغياب شبه تام للتحرش والاساءة اللفظية والفعلية للنساء وانخفاض معدلات الطلاق ، ولكننا اليوم نستطيع اعكاس كل ما سبق ونزيد عليه انتشار نظرة دونية للمرأة واعتبارها سبب كل الشرور والمصائب حتى لو كانت هي المعتدى عليها .

ولنا في ذلك عبرة ومثال فيما قامت به احدى المحاكم الشرعية في السعودية بمعاقبة امرأة سعودية عمرها 19 عاما بالجلد 200 جلدة والسجن ستة أشهر لوجودها في خلوة مع رجل غريب عندما هاجمهما سبعة رجال اخرون واغتصبوهما في عام 2006، وتطلب الأمر تدخل حاكم السعودية عبد الله لكي يصدر أمرآ بالعفو عنها !!!! ، فحتى المرأة الضحية بعد اغتصابعا سبع مرات على يد سبع رجال بحاجة الى العفو ومن يسامحهها ، وبدلآ من تكريم هذه المراة والعمل على الوقوف بجانبها لمساعدتها على تجاوز محنتها تم تشويه سمعتها وتدمير كرامتها ، وبدلا من جلد ثم اعدام هذه الوحوش البشرية التي تناوبت التهام هذه الضحية تم معاقبتهم فقط بالسجن مددآ تتراوح ما بين العامين والتسعة أعوام !!!! .

هذا هو احقاق الحق من قبل الوهابيين والذين يرون أنفسهم هم و أعوانهم وتلاميذهم في بقية بقاع العالم الاسلامي يرون أنفسهم الممثلون الوحيدون للمعنى الأصيل والمتأصل للدين الاسلامي وينتظرون الفرصة التي يثبوا فيها الى الحكم ليجعلوا بلدانهم نسخة أخرى من السعودية وأفغانستان ولتصدر في عهدهم مثل تلك الأحكام التي يتشدقون بها ويقدمونها للعالم على أنها تكريم الاسلام للمرأة وتحقيق العدالة وتطبيق وسطية الاسلام ( كل ذلك وفقآ لوجهة نظرهم طبعآ) ، ويرجمون معارضيهم ان لم يكن بالحجارة فبتهم التكفير والفجور والسب واللعن على المنابر .

واحقاقآ للحق أيضآ فانهم في السعودية وما شابهها ليسوا بمتفردين في ذلك بل امتد الأمر الى مصر على مستوى الشارع (وذلك حتى الآن فلا زالت هناك خطوة أمام الوهابيين لتغيير القوانين المصرية لتصدر أحكامآ مشابهة للحكم السعودي ) بعد أن نجح البترودولاريين في غزوها فكريآ عبر أعوانهم ومندوبيهم بعد نكسة 1967م وحتى يومنا هذا ، فيكفي أن تتعرض امرأة للتحرش الجنسي قولآ أو فعلآ فلا تجد من مجيب ولا من منقذ بل تجد من يلومها من المارة أو حتى من (ضباط الشرطة ان هي أرادت الدفاع عن حقها وعمل محضر بالواقعة ) ويحملونها المسؤولية وكأنهم ليفعلون ذلك ويحملون السائحة الأجنبية المسؤولية ان هي تعرضت لما تتعرض له المصرية كل يوم على الرغم من الفارق الرهيب في الملبس بين السائحات والمصريات الغير محجبات ، وحادث فتاة العتبة في تسعينات القرن العشرين لا يقف وحده شاهدآ على كم السلبية وكراهية المرأة التي انتشرت بعون الوهابيين بين كثيرين جدآ في مجتمعنا ومثل فارقآ بين مصر الحرة ومصر الوهابية

لا تفرضوا أمرآ ليس من الدين في شئ ولا تتوارثوا أفكارآ وتقروها دون أن تقرأووا بأنفسكم وتتيقنوا بعقولكم ؛ يا سادة لو كان النقاب صانعاً للعفة لما أنجبت لنا نساء الجاهلية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأنجبن لنا أبا بكر و عمراً و عثمان و طلحة و الزبير و حمزة و علي .

يا سادة لو أن مكارم الأخلاق على الرؤوس وعلى الوجوه لما كانت الديانات السماوية ، ان الأديان السماوية العظيمة اليهودية والمسيحية والاسلام أرسلها الله عز وجل لتغير ما تكنزه العقول وما تحويه القلوب وماتنطق به الألسنة والحناجر لا لما تتغطى به الشعور والوجوه .