المرأة بين الماضي و الحاضر وماذا عن المستقبل



حسام سليمان
2004 / 11 / 18

تبدو مشكلة المرأة من جملة المشكلات الشائكة المغرية التي يعالجها البشر من زمن بعيد و دون الوصول إلى حل أو جواب مرض.
على تعدد الحلول و الأجوبة و اختلافها من زمن إلى زمن و من مكان إلى أخر
قليل من البشر من لم يدل دلوه أو رأيه في الموضوع .

حيث مرت قضيتها و منذ و جود البشر بأطوار عدة لكن الذي يعنينا كنشطاء حقوق إنسان هو و ضع قضية المرأة و العربية تحديداً في العصر الحديث أي كما يسمى (عصر النهضة العربية ) فلا أحد يستطيع أن يشك في و جود المرأة واهبة الحياة و حاميتها قد تكون عرضة للمدح أو الذم لتقدير دورها أو تبخيسه حسب الحالة الاًجتماعية و النفسية و التاريخية لصاحب الرأي .

كان امتلاك الرجل للمرأة أول عمليات السيطرة و الاًمتلاك لقد رفعت و أدمجت علاقة الملكية هذه إلى درجة الأسطورة فلا يجوز التفكير في تحليل و تفكيك هذه العلاقة التسلطية اللذيذة فالطريف في الأمر أن الرجل ما يزال يعتبر نفسه المشرع و المقرر لحركة هي جزء من حركة المجتمع و التاريخ فتارة يعطيها حقوقها و تارة أخرى يسلبها اياها .

ما أود قوله لاجل الوصول لابد من معارك و جهود و نقاشات يشترك فيها كل عناصر المجتمع تقريبا فإذا تعلمت المرأة و عملت فما المانع من أن تطالب بالمساواة المانع هو أنه عندما يكون المجتمع في حركة تقدم و نمو تبرز قضية المرأة قوية و تحقق بعض التقدم و عندما تكون حركة المجتمع في حالة تراجع تكون قضية المرأة في تراجع أيضاً فالمجتمع العربي ليس بالمتحرر أو المتطور تماماً لتكون قضية المرأة في المستوى المطلوب فقضيتها أقسى مما يضن البعض لأنها محكومة لا بتقاليد فقط بل و بتشريعات و عادات يزعم أنها دائمة هكذا عانت المرأة و ما تزال تعاني و بدا الرجل العربي في علاقته معها ضمن الوضع التاريخي الجديد ليس سيداَ متسلطاَ تقليدياً فحسب بل هو رجل مصاب بالفصام و ضائع بين الوضع المريح له و بين حاجات الحياة الرأسمالية الجديدة مما ضطر العربي أن يرسل المرأة إلى العمل و عقله ووعيه لا يزالان يضعانها في البيت .




لقد جعل الرجل من المرأة امرأتان: عاملة غير مرضي عنها في الخارج و جارية ذليلة في البيت .

أما مسألة الجنس فقد أعتاد الرجل أن ينظر إلى المرأة كملكية للمتعة أو مفروضة في أحسن الأحوال و أصبح هذا لأمر عبر قوانين و شرائع و عادات باتت تظهر الأمر و كأنه طبيعي و أزلي أما عندما تعلمت المرأة و عملت أدركت إنسانيتها مثلما أدركت فيما بعد خطأ هذه النظرة المتسلطة المتحجرة لكن من الصعب على المالك(الرجل)أن يتنازل عن ملكية (المرأة).هكذا بدت قضية المرأة للرجل موضوعاً شائكاً سيجرده من ملكيته و ربما مما يعتبره رجولة .

لابد من مناقشة قضية المرأة على صعد عدة منها :
- علاقة الرجل بالمرأة
- نظرة الرجل إلى قضية المرأة .
- نظرة المرأة إلى قضيتها .
- تعلم و عمل المرأة .
- المساواة بين الرجل و المرأة .

أود أن أقول أن تدمير الكوكب الأخضر و تلويثه, الكوارث و الحروب, الإخلال بالآداب و الأخلاق ,استخدام المرأة كأداة إعلامية رخيصة كلها من صنع الرجل .

من الواجب اتخاذ كل التدابير اللازمة لتعليم المرأة و تهذيبها بكل ما يقوي جسدها و عقلها و آدابها و يزيدها جمالاً كمالاً و فهماً و طهارةً و لن أتكلم بصفتي رجل بيده الحل و الربط بهذه القضية إنما بصفتي ناشط فاعل حيث العمل لتفعل دورها في سبيل تقدمها و تطورها و إنسانيتها كي تأخذ دورها إلى جانب الرجل للمشاركة المستنيرة في تسير دفة الحياة في السفينة التي نحيا فيها .