المرأة العربية .. النون الناقصة



باسم الخندقجي
2011 / 7 / 17

ماذا ينقص الربيع العربي الآن ؟
دوماً ... النون الناقصة في الجملة العربية الذكورية بإمتياز .. تنقصنا في الربيع العربي الأزهار والأشجار النساء سر المهد والحضارة ..
نونٌ أسيرة لقيودٍ رجعية بالية وقيود ومعتقدات لا تمتّ بأدنى صلة لجوهر الدين الإسلامني
فالبرغم من نمنمات التحرر هنا وهناك إلاّ أنها لا تعدو عن كونها موضة لا أقل ولا أكثر .. تُحدد ما يجب تحديده للمرأة جالبةً لها مفاهيم ومبادئ غريبة عن واقعنا العربي وهذا لا يعني أن نكون محافظين مُتزمتين .. بل من أجل أن تكون المرأة العربية سيدة نفسها عليهاأولاً أن تنمو في بيئة أصيلة أركانها تنمية عربية مُتحررة .. فإذا بدأت المرأة بكونها " كائن أخلاقي " لا " كائن طبيعي " فقط كما قال عباس العقاد .. بعملية التفكير المنطلقة من حاجتها إلى التحرر فهي إذن باتت قادرة على خلق مساحتها الخاصة التي توفر لها شرفة تطل منها على مجتمعها كي تقرأه وتفهمه بوعي نقدي ومن ثم الإختلاط به من أجل التغيير والإندماج التقدمي المتدرج .
إن المرأة العربية بالرغم من الربيع العربي الذي ساهمت به بخجل إلاّ أنها لم تزل تقبع ما بين المطبخ وغرفة التخصيب والولادة .. والوقت مُتاح الآن من أجل إلحاق قضية المرأة بعمومها بالحراك الربيعي العربي مع التأكيد على أن شعار المساواة مع الرجل لا يعني بالضرورة التحرر بقدر ما يعني التحرر ذاته أفق المرأة من أجل النهوض الذي يُسهم في حراك عربي تقدمي يكفل إستنهاض المجتمعات العربية وإضفاء نون النسوة عليها .
ليس سعياً وراء النسوية – أو التعقب النسوي بل السعي الجاد نحو تمثيل عادل وتحرري للمرأة وقضاياها .. فإذا عدنا الى المفهوم " كائن أخلاقي " فإن هذا يعني المعرفة والتحرر والنقد والتغيير .. أن تعرفي فإن هذا يعني أنك كائن أخلاقي والمعرفة تقودك إلى الحرية التي تقودك بدورها إلى صياغة محددات تكفل تكوين أفقك أو مساحتك الخاصة التي تُحققين ذاتك من خلالها . وليس من الصعب أن ندرك أن ما يحكم المرأة ويستبدّ بها ليس الدين بل العادات والتقاليد وكلام الناس .. وبالرغم من التفاوت في تكوين ثقافة المرأة ما بين مجتمع وآخر إلاّ أن ما يغلب على ثقافة المرأة في المجتمع العربي بأسره هو العيب والحرام وشرف العائلة وعليه فإن المرأة ليست بريئة من دمها .. إذ هي السبب الأول الذي أنتج مصيرها المأساوي وهي الطرف الخاضع في العملية الإستبدادية الذكورية .
في الربيع العربي المطلوب من المرأة هو إدراكها بأن اللغة هي لغتها والنون نونها والمطلوب أيضاً هو أن تسعى جاهدة إلى التحرر الذاتي مما يُشكّل خطراً على المرأة العربية اليوم ليس الذكر العربي بقدر ما هو المُستوْرد الغربي المسموم المزيف الذي يسعى إلى تنمية مجدودة الصلاحية .
على المرأة العربية أن تناضل اليوم وكأنه لا يوجد ذكور أمامها تناضل من أجل حقوقها هي لأنها هي الشجرة والأرض والحياة ودورها يكاد يكون الدور الأهم في عملية التحرر والتقدم العربي في زمن الربيع الذي سيزدهر بنون الأزهار .
أيتها المرأة ثوري على واقعك ماذا تنتظرين كل ما يضطهدك ويأسرك هو ما يحيط بك ، عليك بالبصيرة واعلمي أن ثمة امرأة هي أختك في السعودية وفلسطين والأردن والسودان بحاجة لك أُختاً تُضطهد وتُستلب وتُغتصب وتُدمر فكرياً ونفسياً وجسدياً .. فإذا كنت ِ قادرة على إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي على الإنترنت ناضلي من أجلها كي تصبح قادرة على النهوض والتقدم ..
يا نساء العرب على قدر أحلامكن َّ تَكُنّ َ ..