حجاب ANTI



ليلي عادل
2004 / 11 / 19

كراريس و مطبوعات منفذة بعناية , توّزع يوميا" على طالبات الجامعات العراقية داخل الحرم الجامعي ..لا يظن أحدكم ان هذه المطبوعات تحمل فكرا" او علما" يحفز الطالبات على التطور و الانضمام لركب الحضارة بهدف اللحاق بما وصل إليه العالم من تطور …هذا ما يمكن توقعه بخصوص محتوى المطبوع الذي بانت عليه العناية الفائقة في طباعته و في شمولية توزيعه …
لكن ما موجود في داخله بعيد عن كل التوقعات العقلانية …إحدى النماذج و التي كتب على غلافها ان المطبوع من إعداد : طالب الجامعة التكنولوجية …ولن أذكر الاسم كي لا أروّج له , وعنوان المطبوع : هكذا أنت …هكذا أنت ( بكسر التاء )..وهو عنوان ينفع لديوان شعري او قصيدة غزل …لكن المفاجأة عند الصفحة الأولى حيث تتوسطها الآية القرآنية : وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ..الخ
عندها ينكشف سر مجانية المطبوع و الاهتمام الكبير و الإلحاح في إيصاله الى كل طالبة جامعية …و النسخة التي بين يدي وصلتني من إحدى طالبات الجامعة المستنصرية …فالمطبوع يدعو ترغيبا" و ترهيبا" الى الالتزام بالزي الإسلامي , وكيف ان هذا الزي هو الذي يعطي للمرأة كامل حقوقها و يسحبها بسرعة الصاروخ الى الجنة الموعودة …الوهم الكبير الذي يعيشه الرجل قبل المرأة صاحبة الشأن ولا أجد ما يفسّر كل ذلك الاهتمام و التركيز من قبل الرجال بهذه القضية النسائية , فمعدّي هذه المطبوعات هم من الرجال و منفذيها و موزعيها و المروجين لما تحمله من فكر جمعهم من الرجال …وهنا أقتطع جزءا" مما يحتويه هذا المطبوع بفضح تفاهة الفكر و الحجج التي يحملها حيث يقول :
هذا دوركن اليوم وليس غدا" فأرتدي حجابك الجميل و انظري كم هو مغيض لأعدائك و أعداء الإنسانية . فأن أعظم ما تقدمينه للخالق و الأنسانية و المجتمع , و أقوى سلاح تحاربين به أعداء الأنسانية و أنفع علم تتعلمينه في الحياة الدنيا و الآخرة و أغلى هدية تقدمينها لشهداء الأنسانية جمعاء .(انتهى الاقتباس)نفهم من هذا ان مشاكل الكون متوقفة حلولها على التزام المرأة بالحجاب فلننسى العلم , الأخلاق , التربية , التزام الآخر , احترام الحقوق , المحبة …كل ذلك لا قيمة له , المهم هو اغاضة العدو المفترض , ولا أدري لم هناك دوما" عدوا" يتربص , ثم يختتم هذا الشخص الذي يدرس علما" في الجامعة التكنولوجية لكنه يصب جلّ اهتمامه و عصارة فكره في كراسّ يدعو الى الحجاب و لا أجد مبررا" لذلك سوى عقدة نسوية أو جنسية قد يحملها , فيختم الكراس بوعيد عذاب النار في الآخرة لمن لا تلتزم …و يمكن اعتبار هذا المطبوع خفيف الوطأة قياسا" بالمنشور الذي رمي في منازل كثيرة في بغداد , هذا المنشور يحذر كل فتاة من عمر 10 فما فوق من الخروج سفورا" وإلا فأن عقابها هو الذبح , الذي أصبح سهلا" و يوميا" عند البعض , ولكم ان تتخيلوا ما يجري في بقية المحافظات ….
في موضوع سابق تحدثت فيه عن موضوعة الحجاب وصلتني رسالة من شخص عراقي مغترب يطالبني بأن أحترم الحرية الشخصية في اختيار المرأة ارتداء الحجاب و قد ذكر ان زوجته محجبة , فأقول له أنظر كيف تختار العراقية اليوم بديمقراطية لبس الحجاب فأما الحجاب او القبر و هذه قمة الحرية .