حجاب الرجل والمرأة بين الجد والهزل



فاتن نور
2004 / 11 / 25

بالتاكيد أنا لست بصدد الأساءة للرجل فهو الأبن والأخ والأب، الزوج والحبيب،
وووو.. وان أفادت الدكتورة نوال السعداوي بأن الأنثى هي الآصل فأنا أفيد بأن الرجل هو الأصل الهابط من رحم الأصل.
حسناً دعوني أطرح بعض الأسئلة التي قد يعتبرها البعض ساذجة ولكنني مصممة على طرحها:
لماذا تتحجب المرأة؟ ما الذي تخفيه تحت الحجاب؟ لماذا لا يتحجب الرجل؟ أوليس هناك شيئاُ ليخفيه؟
ما تلك الثقافة التي جاءتنا بحجاب نصف المجتمع إن صح التعبير وغض النظر عن النصف الآخر؟
إن كانت النظرية لتلك الثقافة تتبنى الخوض في المظهر اللآئق لكلا الجنسين، لماذا نرى التطبيق مستفيضاً على جنس دون الآخر؟
أسئلة كثيرة وأجاباتها معروفة، فالمرأة المسلمة لا بدَّ أن تخفي مفاتنها، فجسدها فتنة للجنس الآخر، حسناً يبدو أن جسد الرجل نقمة للجنس الآخر!
بالتأكيد أنه فتنة فجسد الرجل بالنسبة للمرأة هو كما جسد المرأة بالنسبة للرجل،واذا كان لابدَّ للمرأة أن تخفي معالم أنوثتها فعلى الرجل أن يخفي معالم رجولته.
بلى يستحسن العودة لطرح المزيد من الأسئلة:
أوليس للرجال مفاتن؟لماذا لا يحجب الرجل مفاتنه كي يستوي الميزان؟
وإن اراد الرجل أن يستمتع بمفاتنه فليكن ولكن بين المحرمات من النساء عليه،
فلا ذقنٌ مشظب ولا شارب مولولب ولا( جينز) ضيق أو قميص بنصف كم، وليكن الحجاب للذقن والشارب لمن يبغون ذقناً وشارباً،
ولتكن هناك آخر صرخة لحجاب الرجل حيث تستتثمر الأموال لأنتاج تقليعات مختلفة لحجابه مثلما هي مستثمرة لأنتاج كل مستلزمات الحجاب للمرأة.
نعم المزيد من الأسئلة لازال هناك:
هل تلك الثقافة هابطة من السماء؟أم أنها هابطة من نهج ٍ إرتأته بعض الزمر الذكورية؟
لماذا الإذعان لتلك الثقافة من قبل النساء طالما لا نرى فيها تطبيقاً عادلاً؟
حسناً لنرجع الى طرح المزيد من الأسئلة:
إن حلقت شعر رأسي، هل لابدَّ لي من وضع الخمار؟ هل في صلع الأنثى أي فتنة للرجال؟
إن تدلى الثدي عندي فوق سرتي و جحظت اوردة ساقي وأصابني الدهر بعد أستهلاك بدني بالترهل ، هل لي أن أخفي؟ وماذا سأخفي؟
ام لأني انثى لا بدَّ لي أن أخفي ؟ وما ذلك التناقض الذي اراه في وجوه المحجبات؟
ففي الوقت الذي تخفي فيه المحجبة مفاتنها أراها قد أجهدت نفسها و جيبها لأبراز مفاتن وجهها،
نعم انه إجهادٌ واضح لتطويل الرموش و تخطيط الشفاه وتزويق الخدود وووو..
وببساطة إن كنت أخفي مفاتني لماذا لا أكون جريئة بأخفاء محاسن وجهي لتكتمل الصورة،
وبدلاّ من تطويل الرموش تقصيرها, ومن حمرة الخدود استشفُّ صفرتها ، ومن فاقع الأحمر على الشفاه الى فاقع الزرقة ..
وبذلك أكون قد أديت الرسالة بلا تناقض، و بدلاّ من مستحضرات التجميل يكون هناك مستحضرات التخفيف من وطأة الجمال،
ويمكن أن تسمى بمستحضرات (العفة) لضرورة المظهر اللائق للعفيفات.
على الرجل الذي ينادي لتحجب المرأة أن يتحجب أولاً فالعين بالعين والحجاب بالحجاب و ليبدأ الرجل فهو السباق في المبادرة وكفانا أزدواجية.


توشحي بالبأس


توشحي بخمار البأس وانتشي،
روح الصبا بنقر الطبل والترحال ِ
بعاليات المنى تعففي ولا تنحني،
أنثري الشعر سبّاقاً بلا إذلال ِ
ردائكِ الأرض طولاً فتوسدي،
الجسارة عرضاً بعباءة الاقبال ِ
تعضّلي بصهوة النبّال وتيقظي،
بالأنوثةِ هامةً، لا بصولة استرجال ِ
غلاظة الجدار الزهر صُنعت لكِ،
فأكسري الأطواقَ بحميّة الأهوالِ
اُنزلتِ في البئرِ قعراً لترتوي،
أقذفي ما شربتهِ جيلاً بعد أجيال ِ
اسيرة الحجابِ ذلاَّ أسروكِ بهِ،
بالسبابةَ لوّحي، فتلك مفاتن الرجال ِ
إن أعتكفَ المرُّ فيك دهراّ فاقتفي،
لصلب المرارةِ درباً وللضيقِ شيّال ِ
تستري بالشمسِ نوراً وابتهلي،
بهجةَ الأشراق جبة ً من ذهبٍ ومثقال ِ
بلا حجابٍ بلا زيفٍ بلا خرافة وتجني،
لحسر طاقتي بحليّة الغلق والأقفال ِ
استفيقي وارتوي نقي الماء و تيممي،
فقد أرداكِ الآسن ذيلاً بهامش الأذيال ِ
سنابلاً ازرعي الأرض وأحرثي،
الطينَ إقداماً بلا ميتَ الشوكِ والأدغال
استنفري الذات اجراساً وتعففي،
بعطر ِالسعي لبوةً بلا خرق ٍ وأسمال ِ
لا ترقصي في الدار لا تنتهي وترتمي،
محمومةً، أبتلي الفضاء َ ميلاُ بأميال ِ
أنصفي النفسَ بلباس الرفض وارتضي،
عفة الأصرار ِ وحجاب المضيَّ بلا إغفال ِ
خذوا شعري وأجتثوا نهدي وخيبتي،
اودُّ أن ابحر بلا نهيِ ٍ بقارب الأبطال ِ
كفى إسفافاًُ بحبرالتكهّن في ثروتي،
كفى ولوجاٌ بين أركاني لا بين أحمالي
سلامي لعبق الرجولة حين تشتهي،
مني إقداماً لا نشوةً بفاسدِ الأقوالِ ِ.

فاتن نور
04/11/24