في النقاش البرلماني بمناسبة يوم مكافحة العنف ضد المرأة النائب بركة: للأسف هناك شخصيات تتأتئ حين يكون الحديث عن حقوق المرأة والعنف ضدها



محمد بركة
2004 / 11 / 26

*وينتقد شحة الميزانيات لمكافحة العنف ضد المرأة وحمايتها*
قال عضو الكنيست محمد بركة رئيس كتلة الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير، في النقاش البرلماني الخاص بمناسبة يوم مكافحة العنف ضد المرأة، أنه لا يمكن فصل هذه الظاهرة الخطيرة المستفحلة عن واقع الحال العنيف الذي تعيشه البلاد، في ظل سياسة الفقر والقهر والحرب والاحتلال.

وقال بركة، إننا في هذا اليوم لا نتطرق الى مكانة المرأة في المجتمع على قدم المساواة، وهو امر اساسي نعمل من اجله ويجب سن قوانين عصرية حضارية تضمنه، وانما نتكلم عن حق المرأة في العيش بانسانية في المجتمع، وحقها في مقاومة العنف ضدها، وحقها ان لا تكون تحت سطوة متخلفين رجعيين يعتقدون ان قوة الذراع هي الوسيلة لتنظيم الحياة والمجتمع، ويوم مكافحة العنف ضد المرأة هو مناسبة لتقييم كل الجهود لمقاومة هذه الظاهرة وما تفعلة المؤسسة الرسمية في هذا المجال.
واضاف بركة، لا توجد ظاهرة عنف منسلخة عن واقع المجتمع، ومن بينها ظاهرة العنف ضد النساء، التي ليس بالامكان فصلها عن الواقع الاقتصادي الاجتماعي، والفقر المستفحل، هذا من جهة، ومن جهة أخرى واقع العنف وعسكرة المجتمع، وتنامي ثقافة ان كل شيء بالامكان معالجته بالعنف. فالفقر والبطالة تخلق نفسيات مريضة، تزيد من حالة العنف داخل الاسرة، ليس ضد المرأة فحسب، وانما ايضا ضد الاطفال والابناء.
وتابع بركة يقول، لقد جعلت الحكومة من الجيش والعسكرة قيمة عالية في المجتمع وجندت كل الامتيازات لصالح من يخدمون في الجيش، فالجندي الذي يقمع ويقتل في المناطق المحتلة، حين يعود الى بيته يمارس تقريبا نفس الممارسة مع المجتمع المحيط به، وهذا ليس مجرد نظرية، وانما واقعا مثبت.
وقال بركة، نحن لا نبحث عن ذرائع للجرائم التي ترتكب ضد المرأة، ولكن حين يتحول العنف والقتل الى ظاهرة يجب البحث عن جذور هذه الظاهرة واسبابها، ووسائل علاجها، وللحكومة والسلطات دور اساسي في مكافحة هذه الظاهرة ومعالجتها، وبدلا من ان نرى الميزانيات الضرورية لذلك فإننا نشهد تقليصات، ففي الوسط العربي لوحده، تم في الآونة الأخيرة اغلاق مؤسستين، الأولى لفتيات ونساء في ضائقة والثانية هي ملجأ مغلق.
ووجه النائب بركة كلامه لقادة الجماهير العربية، وقال: "ممنوع ان يكون تغاضيا عن هذه الظاهرة بدوافع سياسية او دينية، ومحظور على رجال دين من كل الاديان ان يستندوا الى اقوال تبرر اهانة المرأة والعنف ضدها.
واشار بركة الى وجود شخصيات تعتبر نفسها متنورة وعصرية تبدأ بالتأتأة حين يكون الحديث عن حقوق المرأة ومكانتها، ومن ضمن هذا حقها في التوجه الى المحكمة التي تريدها بدلا من المحاكم الدينية، او حين يكون الحديث عن القتل تحت غطاء ما يسمى بـ "شرف العائلة"، من غير الممكن ابداء أي مهادنة مع هذه الظاهرة التي يجب مقاومتها بكل حزم، والحديث بوضوح بشكل غير قابل للتأويل.
واختتم بركة قائلا، لا يمكن للجتمع ان يتحرك بنصف محرك، فمجتمع كهذا هو مجتمع فاشل.

الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة