اليوم العالمي الخامس لإنهاء العنف بحق النساء



السفير
2004 / 11 / 27

أنان يندد باستمراره وسعوديات يطالبن بسياسات معالجة واسعة

أحيت نساء العالم امس اليوم العالمي الخامس لانهاء العنف بحق النساء. وأصدر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بيانا ندد فيه باستمرار العنف بحق النساء في العالم وقال إنه >. وأعرب عن <<تشجعه بوجود صحوة ضمير متصاعدة تجاه المشكلة>>. ودعا الى العمل من اجل حماية النساء ورفض هذا النوع من العنف وبناء عالم تتمتع فيه النساء بحقوقهن وحريتهن بنفس القدر الذي يتمتع به الرجال>>.
في السعودية، دعت نساء سعوديات حكومة المملكة الى انتهاج سياسة تحميهن من العنف المنزلي الذي يتعرضن له. وأكدت الناشطات السعوديات على ضرورة تغيير الوضع الراهن.
وقالت الطبيبة النفسية مديحة العجروش <<عندما تتعرض المرأة للضرب لا تكشف عما تعانيه لأن ذلك يجلب العار لعائلتها. لذلك لا بد من وضع سياسات جديدة ليتمكن النظام القضائي والشرطة من التعامل مع حالات العنف المنزلي>> وحماية النساء.
وقالت نجوى فرج، الاختصاصية الاجتماعية في مستشفى محلي في الرياض <<ان المشكلة في مكافحة العنف المنزلي تكمن في فكرة البعض في السعودية ان ضرب المرأة ليس عيبا اجتماعيا>>.
الا ان قضية تعرض المقدمة التلفزيونية رانيا الباز للضرب على يد زوجها في نيسان الماضي، سمحت بطرح المشكلة للنقاش العام في المملكة. لكن الناشطات يردن <<وضع سياسات تعالج المشكلة في إطارها الواسع وما يترتب عليها>>.
في الاردن، انطلقت امس في العاصمة عمان حملة محلية ضد العنف الاسري لمدة ستة عشر يوما في اطار نشاطات حملة عالمية .
وقالت المسؤولة عن المشروع في مؤسسة <<فريدوم هاوس>> الاميركية المنظمة للحملة راما اسحق ان <<الحملة تركز على المرأة كونها الحلقة الاضعف في الاسرة>>.. و هي نتاج جهد خمس مؤسسات اردنية تستفيد من برنامج منح تقدمه مؤسسة فريدوم هاوس>>.
أطلقت المؤسسة مشروعها في الاردن في نيسان الماضي ولمدة عام بهدف دعم الجهود الاردنية لمنع العنف الاسري من خلال برنامج منح صغيرة لإعداد حملات توعية وتشمل عرضا مسرحيا حول ظاهرة العنف ضد المرأة بالاضافة الى حلقات نقاش وورشات عمل في مختلف مناطق المملكة وحملات اعلانية يبثها التلفزيون الرسمي للتوعية وورشة عمل خاصة حول ما يسمى ب<<جرائم الشرف>> لتوعية الشباب حول مخاطر هذه الجرائم. وقد قتلت 19 امرأة منذ بداية هذا العام في الاردن تحت عنوان <<الدفاع عن شرف العائلة>>.
وسيرتدي المشاركون في الحملة شريطا ابيض اشارة الى حملة <<الشريط الابيض>> التي تعد من اكبر الجهود العالمية التي بذلها الرجال في وقف العنف ضد المراة وانطلقت في كندا في العام 1991.
(أ ف ب)

... الى منتدى الحوار



الصفحة الأولى| أخبار لبنان| عربي ودولي| اقتصاد| ثقافة
رياضة| قضايا وآراء| الصفحة الأخيرة| صوت وصورة

©2004 جريدة السفير



في مناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة... بين السخرية والدعم...ماذا حققت "النسوية" في فرنسا؟
باريس - ندى الأزهري الحياة 2004/11/20

في مناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة (25 تشرين الثاني/ نوفمبر), لا بد من التوقف عند انجازات الحركات النسائية منذ قيامها. أين أصبحت المرأة وما هي الحقوق التي منحها أياها القانون؟ ما هي الفروق التي ما زالت قائمة وما زالت تنظر الى المرأة ككائن ادنى مرتبة من الرجل؟ وعلى سبيل المثال, لماذا لا يزال العنف الأسري موجوداً في فرنسا التي قطعت شوطاً كبيراً في تحرير المرأة؟

في مطلع القرن العشرين, بدأت الحركات النسوية في فرنسا تحقيق مكاسب مهمة للمرأة. وفي الأربعينات منه, نالت الفرنسية الحق في الانتخاب والعمل, واعترف الدستور الفرنسي بمساواتها مع الرجل. لكنّ الستينات كانت المرحلة الاهم في تاريخ هذه الحركات, اذ أخذت منحى تنظيمياً جماعياً وراحت تلعب دوراً أكثر فاعلية في تحقيق المطالب النسائية كالمساواة مع الرجل في مجال العمل وحق المرأة في تحديد النسل والإجهاض. وتركّز التنظيمات النسوية جهودها في الوقت الحالي, على العنف الجسدي ضد المرأة واستخدامها كسلعة في الإعلان والتمييز الجنسي في التربية.


يطالبون بالمساواة !


من التظاهرات النسائية في العاصمة الفرنسية. (أ ف ب)
اللافت للانتباه اليوم في فرنسا تلك النظرة العامة إلى الحركات النسوية وسخرية البعض منها, وتسمع أحياناً تعليقات من رجال حول الحقوق "الزائدة" التي نالتها المرأة... واليوم هم الذين يسعون للمساواة, خصوصاً بعد حصول المرأة الفرنسية على معظم الحقوق, ومنحها امتيازات توفّر لها حظوظاً أكثر بفضل قانون "الحصص" الذي يخصّص نسبة محددة للنساء في المجالس النيابية والمناصب العليا. وهنا, لا بد من التساؤل عن الدور الحالي للحركات النسائية الفرنسية, بعد أن لعبت دوراً أساسياً في القرن العشرين. كما لا بد من التساؤل عن صورة هذه الحركات وأهميتها لدى الجيل الشاب ونظرته إلى وضع المرأة الفرنسية في هذه المرحلة.

ترى الكسندرا (41 عاماً) العاملة كمستشارة تربوية في المرحلة الاعدادية, أن النسوية في فرنسا ليست في أحسن حالاتها. فالمنتسبة للحركات النسوية "تجسد صورة عفا عليها الزمن. صورة امرأة ملتزمة جداً لا تحتمل الرجل, بل أسوأ من ذلك, تجسد صورة مثلية. وتنظر الى الرجل كطينة شريرة!" لكنها تستدرك: "بعد حضوري دورة تدريبية نظمتها جمعية نسائية عن سبل محاربة التمييز الجنسي لدى الشباب, أدركت أنّ هذه الحركات هي الوحيدة التي تسعى الى محاربة ظاهرة منتشرة في كل الأوساط الاجتماعية, سيما في الضواحي, وهي التحكم بحياة فتاة. كأن يقول أخ لأخته التي تكبره "لن تخرجي هذا المساء!" في حين نتصور أن تصرفات مماثلة تمس العرب في الضواحي. الا انها موجودة أيضاً لدى عامة الفرنسيين, وهي من بقايا الأيام الماضية. هذا يعني أنّ الذكورة ما زالت موجودة"!

تعتقد الكسندرا أن المجتمع الفرنسي ما زال بحاجة إلى تلك التنظيمات لحماية المكتسبات كمنع الحمل وحق الإجهاض", ولظروف أخرى تعتبرها "أساسية", مثل ضرب المرأة الذي لم يعتبر جنحة إلا منذ فترة قليلة. وحصل هذا بفضل تدخل الحركات النسوية التي ناضلت للمساواة في الراتب والفرص.


دفاع دائم

ويؤيد فرنسوا (42 عاماً) وهو باحث علمي, رأي الكسندرا. ويقول إن "النسوية ضرورية لممارسة ضغوط على أوضاع معينة في المجتمع. وإذا لم تتول المرأة الحفاظ على مكتسباتها أو السعي للحصول على غيرها, فالرجل لن يفعل ذلك نيابة عنها. صحيح أن الفرنسي تطور, لكن ذلك جاء بفعل ضغوط مورست عليه! والمكاسب الاجتماعية التي نتمتع بها, ما كانت لتكون لولا تواجد النقابات, فالصيرورة الطبيعية هي التراجع اجتماعياً". ويستشهد بتراجع وضع المرأة, خصوصاً في الضواحي. ويشير الى أنه "ينبغي على النساء اللواتي يعانين في هذه الأماكن, ان يفهمن ان عذابهن لا ينبع من قدر محتوم".

وتنتقد أحلام (29 عاماً) وهي ملحقة إعلامية, الدفاع المبدئي والدائم عن المرأة الذي تنتهجه الحركات النسوية, مضيفة أن "فكرة الدفاع الدائم عن المرأة ليست صائبة". لكنها تشك في امكان تغير وضع المرأة, لو لم توجد تلك الحركات النسوية. وترى حالياً ان "المرأة قوية كفاية ولا تحتاج الى حركة نسوية لدفعها. اذ انها نجحت في بلوغ مكانة الرجل وهي قادرة على السعي بمفردها لنيل حقوقها". وتستشهد بتجربتها قائلة: "الوضع في الضواحي مختلف. فمعظم الفتيات يعانين هناك. كان أخي يضربني ويرفض خروجي مع الفتيان. المهم ان تتمتع الفتاة بارادة قوية. فإن لم تكن مقتنعة بما تريده لنفسها, يصعب تحقيق أي شيء". وتستنتج أحلام أن الواقع يحتاج إلى أكثر من الحركات النسوية. انه يفتقد الى "خطة عامة للدولة وارادة المرأة قبل اي شيء".

ولا ترى الحقوقية أوجيني (27 عاماً) نفسها معنية بتلك الحركات التي "تتسم بالتطرف". وترى تطوراً في مفهوم النسوية: "في السابق, كان تواجد الحركات النسائية ضرورياً للحصول على الحقوق كحق الانتخاب والإجهاض. أما الآن, فأنا أخالف بعض مطالباتها مثل "الكوتا" اي حصة المرأة في المقاعد الانتخابية. ذلك أن الانتخاب يجب أن يتم بناء على المرشّح وليس جنسه. كما اعارض موقفها من استخدام المرأة في الدعاية. فأنا أرى أن المرأة التي اختارت ذلك, تعرف ما تريد وأرادت هذا العمل". وتعتقد أوجيني أن هذه المطالبات ليس الأهم فـ"هناك الأشياء اليومية كمحاربة العنف".


هل قلتم فروقاً؟

لا تزال "الفروق" بين المرأة والرجل التي تسعى الحركات النسائية إلى إزالتها, تفرض نفسها على الحياة اليومية. ويراها فرنسوا في "القوة العضلية للرجل والمهمات المنزلية للمرأة". ويقول: "حتى لو أردنا أن نكون عصريين, لسنا في وضع متوازن أو عادل. هناك اختلاف نابع من التربية ربما, ويحتاج الى تعاقب أجيال عدة ليزول. عندما يريد أصدقائي مثلاً المساعدة في الأعمال المنزلية, يختارون ما يعتقدون بأن قيمته رفيعة كالطبخ الذي يعتبرونه عملية خلق وابتكار فيما تتولى النساء تقديم الطعام!"

أما في مجال العمل, فالملاحظ أن رؤساء العمل يفضلون توظيف الرجال "لأن الرجال لا يحملون". والطفل ليس فقط صنيعة المرأة!

وترى الكسندرا في العنف المطبق على المرأة بسبب تفوق الرجل العضلي, سبباً لدعم الحركات النسوية فـ"المرأة المعنّفة لم تكن تملك وسيلة للتخلص من عذابها منذ 30 سنة. وكانت, اذا هجرت منزلها نتيجة هذا العنف, لا تحصل على حق الحضانة. هذه الاشياء تغيرت بفضل الحركات النسوية. فالنساء المعنفات هن بطبعهن خجولات لا يبدين رغبة في الشكوى والتذمر".

الا أن أحلام ترى وجود فروق "ايجابية" تميز المرأة عن الرجل. وتشرح: "كوني امرأة, يساعدني في الحصول على العمل. فجاذبية المرأة تساعدها في نيل فرص عمل أكثر. لكن تبقى الفوارق مثل اللامساواة في الراتب".

أما الفروق التي لا يمكن تغييرها بحسب أوجيني, فهي "القوة العضلية للرجل وإنجاب المرأة. لكن يمكننا تبني حلول تجعل ظروف العمل تتلائم مع طبيعة المرأة". وترى في التعليم "الحل الأمثل". وتضيف اوجيني أن الشيء الذي بقي على حاله هو "عقلية الرجل التي تدفع المرأة الى بذل جهد مضاعف لإثبات نفسها في عملها لتلقى القبول! كما ان الرواتب غير متساوية. صحيح انه عند التوظيف, تكون متساوية. لكن في ما بعد, يترقى الرجل بسرعة أكبر. كما أن الشركات تتردد عند التعاقد معي خشية اجازات الحمل والولادة ورعاية الطفل, فتفضل استخدام شاب. لكن التحدي يبقى أقوى للرجل. فالمرأة تستطيع الزواج وملازمة البيت متى شاءت".

وتعتبر أوجيني أن جهداً يومياً يجب بذله على المستوى الفردي وان المرأة الفرنسية بلغت وضعاً لا تحتاج فيه الى الشكوى والتذمر, اذ "انها تتمتع بامتيازات اكثر من الرجل عند الطلاق... والانتخاب ايضاً. وما علينا سوى مقارنة أنفسنا بالإيطاليين والأسبان لنرى النعيم الذي نعيش فيه!" الا انها ترى معركة دائرة على مستوى آخر: "نحن في مجتمع ينفتح على عدم مساواة في مجالات أخرى كحقوق الأطفال وعدم وجود مرجعية للجيل الجديد وصعوبة التواصل معه. وهو قد يصبح متطرفاً في حريته الجنسية, فمفهوم الإخلاص انتفى وأصبح التغيير الدائم للشريك طبيعياً. وهذا ما يقلقني أكثر بكثير مما تعانيه المرأة".