دونجوانزم-2 / منتج نسائي



ايفان الدراجي
2011 / 8 / 18

أنت أيتها الحمقاء..بل انتن جميعا.
في مقال للكاتبة السورية ماجدولين الرفاعي تذكر فيه ان زير النساء هو صناعة نسائية، أوافقها الرأي على ذلك. ان احد اهم مقومات نشوء مثل هكذا رجل هو المرأة نفسها. كيف؟
الطفولة: أول من يزرع تلك البذرة في عقل الرجل هي الأم، حيث تظل تمدح وسامته وسحره وتغريه بركض الفتيات وراءه اذا ما كبر في حين وبالمقابل هي لا تردد لابنتها مثلا ان الرجال سيلاحقونها لجمالها حين تكبر - أدلجة مرة أخرى- !
ان تنشئة الرجل منذ طفولته على انه الوحيد الذي بإمكانه النيل من النساء ومعرفة ومصاحبة عدد غير محدد منهن وإعطائه الحق بذلك أضف الى هذا عدم معاقبته اذا عاشرهن او لومه، في حين تعاقب البنت على ذلك، ان التنشئة وفق هذا المنظور تجعل الشاب مطمئنا من نظرة المجتمع له إذ انه ليس بمذموما ولا مكروها ولا مخطئا بل على العكس ينال التشجيع والتهليل ويصبح محبوبا وذو شعبية أيضا!
الأم مرة أخرى: هناك آلية أخرى تمارسها الأم على الطفل تولد عنده حب النساء حين يكبر، نقص الحنان. هناك امهات عاملات تحملن مسؤولية ومشاق الحياة لدرجة جعلتهن يتناسين او يخفين مشاعرهن وهذا ما ينعكس سلبا على الطفل. وهناك امهات قاسيات باردات بطباعهن لا يبيّن مشاعرهن ولا يغدقن اولادهن بالحب والحنان بل يمارسن معهم دور الضابط او مدير المدرسة في تربيتهم متجاهلات دور العاطفة ( القبلة، الاحتضان، الكلمة الطيبة وحتى احيانا الدمعة) في تلبية احتياجات الطفل العاطفية فنجده ينشأ ويكبر عطشا جائعا لعاطفة الأنثى في حياتها ويذهب هنا وهناك ليحصل عليها من أي امرأة كانت التي ستلبي بدورها رغبته في إشباع ذلك النقص العاطفي الذي يعانيه دون أن يدري. والأمر إن امرأة واحد لا تكفيه ولا تشبعه فينتقل من حضن إلى آخر ويجيد ذلك.
امرأة في حياته: احد اهم أسباب ودوافع تنقل الرجل من حضن امرأة الى اخرى دون الوصول لحالة الاكتفاء او الملل هو الانتقام. اذ يتصور انه بحصوله على اي امرأة فهو يسجل نصرا آخر له، ان هذا الرجل مريض وسبب ذلك امرأة في حياته، ربما تكون أمه أيضا، أو أخرى سببت له ألما أو قست عليه لدرجة إيذاءه بشدة ، أو سلبته ثقته بنفسه وجعلته يظن بأنه عديم النفع وأفقدته احترامه لذاته، فتراكمت عنده نزعة الانتقام في عقله الباطن دون ان يشعر، وهو بتعلقيه امرأة ثم هجرها يكون قد وجه ضربة لتلك المرأة في حياته وهذا ما يمليه عليه عقله الباطن. او من خلال تحوله لمحط أنظار النساء ورغبتهن به بشدة واهتمامهن به فان هذا يدحض الفكرة التي زرعتها به تلك المرأة فحولته الى كائن لا يحترم نفسه ويقلل من شانه، اذ انه لا يجد نفسه عظيما او ذو اهمية ولا يشعر بالثقة الكبيرة الا بممارسته (الدونجوانية). انها عقدة الانتقام او اثبات الذات التي قد تصل أحيانا للهوس في الحصول على امرأة ما ترفضه حيث يتحول الامر بالنسبة له الى تحدٍ او معركة يجب ان يكون هو الطرف الرابح فيها بسبب رفض فكرة الخسارة او الخضوع مرة أخرى لظلم وسطوة (تعنيف) تلك المرأة في حياته .
تافهات – عفوا- : حين يكون الرجل وسيما فتلك مصيبة، وحين يكون وسيما وثريا تزداد المصيبة، وحين يكون وسيما وثريا ومرتبطا بامرأة.. فالمصيبة اكبر. لماذا؟
لانه بكونه وسيما وثريا سيكون محط أنظار النساء، فهو من النوع المفضل عندهن ويرغبنه بشدة خصوصا التافهات السطحيات منهن.. واذا كان مرتبطا فانهن لن يضعن ذلك ابدا بعين الاعتبار بل بالعكس، يعتبرن ذلك تحدٍ من نوع ما بالنسبة لهن، سرقته وخطفه من بين يدي تلك المرأة هو انتصار لهن وبداية تكوّن فكرة (استطيع الحصول على ما أشاء من النساء فهن من يردن ذلك) عند الرجل، ليس بالضرورة ان يكون وسيما ثريا بنفس الوقت، بل يمكن ان تتوافر فيه صفات أخرى تجعله محبوبا عند النساء بل ويستمتن عليه، كالشهرة او التأنق أو حضوره الباهر وطبيعته الدمثة. المرأة هنا لا تفكر بالمرأة الأخرى بل وتقبل على نفسها مشاركته معها او مع أخريات أيضا! هل هناك تفاهة ودناءة أكثر من ذلك؟ حيث جلّ ما يهمها أن تقترن به وتسجل حضورا معه لسبب أو لآخر وهن بهذا يشجعن الرجل على (الدونجوانية) فقد رسمن صورة رخيصة ومبتذلة للمرأة..
شكرا لكّن!