.شؤون المرأة وشجونها في رمضان



صابرين فالح
2011 / 9 / 13

تستقبل العائلة العراقية شهر رمضان من كل عام بفرح غامر كونه يجمع شمل العائلة في تلك الايام، ويمنح الانسان فرصة للعبادة والتفكر، عله يراجع نفسه ويحاسبها ليتوب ويصحح اخطاءه، مع ان ذلك مطلوب طوال ايام السنة.
ولكن نلاحظ ان المرأة مع سعادتها بقدومه إلا انها في هذا الشهر تبذل جهوداً مضاعفة في سبيل توفير احتياجات العائلة. وتتراكم واجبات كبيرة عليها القيام بها على أكمل وجه من أمور الإفطار والسحور وتهيئة اللازم والضروري لهذه الوجبات، وإضفاء أجواء الراحة والسكينة لعائلتها الصائمة بما فيهم زوجها وأولادها مع أنها صائمة مثلهم، لكن لاعذر لها ابدا في التكاسل او التراخي عن أداء كل واجباتها او الإخلال بأمر من الأمور، فضلا عن تفكيرها المستمر بتوفير كل مايلزم بحيث يتناسب مع ايراد زوجها كي لا تشعر عائلتها بان شيئاً ضرورياً غائب عن مائدة الافطار.
من هنا تأتي المسؤوليات المضاعفة على المرأة في شهر رمضان.. حول هذا الموضوع استطلعنا رأي العديد من السيدات ومن مختلف الاعمار في هذا الموضوع...
تؤثر راحة الاسرة
على راحتها
السيدة الهام حسن تقول: رغم حلاوة هذا الشهر وفرحتنا بقدومه الا انه يحملنا نحن السناء أعمالا اضافية وواجبات علينا ان نقوم بها تجاه عوائلنا، ولكن تبقى فرحته الغامرة هي الأساس.
< وماذا عن زوجك، هل يساعدك في تحمل بعض من هذه الاعباء؟
- ليت ذلك صحيح بل انه يقوم بزيادة الاعباء على عاتقي بعصبيته المفرطة واحتجاجه الدائم على كل شيء. ولا يتحمل ان احتج او اعترض على سوء سلوكه وينسى اني ايضا صائمة ورغم ما يضاف اليَّ من اعباء لا اظهر تعبي وتذمري أمامه او أمام العائلة.
< وحول رأيها باجواء رمضان تقول السيدة الهام:
- اجواء رمضان الان تكاد تقتصر على الفطور والسحور ومشاهدة التلفزيون وغابت تقريبا المظاهر الاجتماعية والدينية من حياتنا بسبب وجود الفضائيات والانترنت في بيوتنا، ورغم ضرورة هذا التطور في حياتنا، الا انه قلل من زياراتنا لبعضنا التي تعزز صلة الود والقربى فيما بيننا.
أعباء تقتل الفرحة برمضان
أما السيدة تغريد شاكر فتقول:
- تكاد الاعباء والمسؤوليات التي عليَّ تحملها في هذا الشهر الفضيل تقتل فرحتي بقدومه، فالأعمال الكثيرة والإضافية التي عليَّ ان أقوم بها، خصوصا وأنا صائمة لا تترك لي الطاقة والقوة للقيام بواجباتي. أمور كثيرة علي تحملها وأهمها الأمور المادية وتوفير كل الاشياء الضرورية لهذا الشهر ومواؤمتها مع دخلنا المحدود خاصة مع إرتفاع الاسعار الذي نشهده هذه الايام، كل هذا يكاد ان يكون مهمتي الابرز.
وتضيف عن دور زوجها في تحمل الاعباء:
- اعتقد ان ما يصادفه في العمل وفي الشارع يكفي لاحمله انا اعباء البيت وهمومه في هذا الشهر، خاصة وهو صائم، لذا اتحملها لاخفف عنه، وهذا جزء من مسؤوليتي باعتباري ربة البيت، اتقاسم معه الهموم والاعباء.
اجواء المحبة والتواصل مفقودة في رمضان
وتحدثنا أم كامل (سيدة كبيرة بالسن) عن اجواء رمضان وطقوسه فتقول:
- كنا نحتفل قبل اشهر بقدوم رمضان بتحضير مؤونته والاستعداد بجلب لوازمه واحتياجاته كافة، ربما كانت المرأة في ذاك الوقت أكثر تدبيرا من نساء هذا الزمان، اللاتي يجلبن المواد الجاهزة من الاسواق لاختصار الوقت والتعب. بينما كنا نخزن الكثير من المواد ولا نستعملها استعدادا لمجيء رمضان حتى بيوتنا كنا نهيأها قبل مدة طويلة لاستقبال هذا الشهر.
وعن نكد الازواج سالناها ان كانت تعاني مثل سيدات اليوم من الاعمال الاضافية ومن نكد زوجها واولادها.. فاجابت:
- أبدا كل امورنا كانت سهلة وبسيطة ولم اكن اقوم بكل الاعمال وحدي فقد كنت مع اهل زوجي وكنا نتشارك جميعا بالقيام بكل الاعمال التي علينا القيام بها، بينما تجد نساءنا اليوم لا يحتملن العيش في بيت اهل الزوج، الذي من مميزاته اضفاء روح التعاون والمحبة بين افراد الاسرة الواحدة. ولم يكن رجالنا بعصبية ونزق رجال اليوم، ولو اني أراهم معذرون في هذا بسبب ظروف اليوم وتغير احوالنا الى الاسوأ.
وعن عادات رمضان وتقاليده بين الامس واليوم قالت أم كامل:
- كنا نجتمع، الرجال والنساء من اهل الحي الواحد او افراد العائلة واقاربهم بعد الفطور بمجاميع، الرجال للعب المحيبس والتسامر والحديث في كل شؤون الحياة ومنها السياسة.
اما النساء فكنا نجتمع مع اولادنا ونروي القصص والاخبار. كانت اعمال الخير وصلة الارحام واجبة على الكل في هذا الشهر حيث نساعد المحتاج ونرعى شؤون العوائل الفقيرة او التي لا معيل لها، كل حسب قدرته. هذه الامور ارى انها تكاد تختفي من حياتنا الان.
من هنا نرى وبعد هذه الاراء التي استطلعناها بان الشهر الفضيل هو شهر الاعباء الاضافية والواجبات المتراكمة التي يقع معظمها على كاهل المرأة فرفقا ايها الرجل بنصفك الثاني ولاتحملها بسوء مزاجك هموماً اخرى تضاف الى همومها في هذا الشهر. ولنعود في رمضان الى عادات وايام الزمن الجميل الذي كانت فيه اعمال الخير وصلة الأرحام واجبة على كل افراد المجتمع صغيرهم وكبيرهم لننعم كلنا بخيرات هذا الشهر الفضيل، وكل عام وانتم بالف خير.