كيف ارتفع جبل الرب



علا جمال
2011 / 9 / 25

ان جبل الرب الذي تنبأ به النبي أشعياء في التوراة منذ 3000 سنة هو جبل الكرمل بحيفا بفلسطين حيث قال:
"ويكون في اخر الايام ان جبل بيت الرب يكون ثابتا في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري اليه الامم" اشعياء-2
فبعد ان استشهد حضرة الباب ومعه رفيقه انيس عام 1850 نقل الجسدان المختلطان من ثكنات الخندق خارج اسوار المدينة. وفي اليوم التالي وضعهما مجموعة من البابيين في صندوق خشبي ونُقل الى مكان امين وظن الناس ان الجسدين اكلتهما السباع وكان الشيوخ من فوق منابرهم يفتخرون ويتهكمون ان جسد الامام المعصوم نهشته السباع
وظل الصندوق ينتقل خفية بتوجيه من حضرة بهاء الله ثم حضرة عبد البهاء الى اماكن متفرقة بايران حتى وصل الى بغداد ثم دمشق ثم بيروت واخيرا بالبحر الى عكاء بعد قرابة 50 عام من استشهاده في سبيل الخالق عز وجل
وفي عكاء ظلت المشاكل والهواجس بالجثمان المبارك تضرب بعنف من اعداء الامر ومن رجال الحكومة ومن صاحب البقعة التي اختارها حضرة بهاء الله على سفح جبل الكرمل بحيفا بسبب الثمن الباهظ الذي اراده وكذلك كيفية شق طريق يؤدي الى ذلك المكان لاكمال البناء
وفي نفس السنة التي ثل فيها عرش السلطان عبد العزيز سلطان الامبراطورية العثمانية في تركيا كما تنبأ بذلك حضرة بهاء الله في اللوح الذي وجهه اليه قائلا:
"إن قبضة من الطّين عند الله أعظم من مملكتكم ... وَسَوْفَ يَأْخُذُكُمْ بِقَهْرٍ مِنْ عِنْدِهِ وَيَظْهَرُ الفَسَادُ بَيْنَكُمْ وَيَخْتَلِفُ مَمالِكُكُمْ، إِذاً تَنُوحُونَ وَتَتَضَرَّعُونَ وَلَنْ تَجِدُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ مُعِينٍ وَلا نَصِير"
فُك حبس حضرة عبد البهاء وهو نفس الوقت الذي عقد فيه المؤتمر البهائي الاول في امريكا لتشكيل هيئة دائمة لبناء مشرق اذكار شيكاغو اي بعد عشر سنوات اخرى من وصول الرفات المقدسة لحضرة الباب وانيس الى عكاء وفي مساء يوم النيروز عام 1909 أي بعد استشهاد حضرته ب 60 عاما وضع التابوت الخشبي بيد حضرة عبد البهاء داخل تابوت مرمري على ضوء قنديل واحد على مشهد من جميع الاحباء يهز المشاعر والاحاسيس لتلك اللحظة التاريخية العظيمة التي انتظرها العالم ليرتفع خباء مجد الرب على جبل الكرمل
وبعد الانتهاء خلع حضرته عمامته ونعليه ونزع عباءته وركع بين يدي التابوت وكان مفتوحا واراح بجبينه على حافة التابوت الخشبي وشهق شهيقا عاليا وبكى بكاء ادمى عيون جميع من حوله لانه انهى هذه المهمة الجسيمة
لقد كان حضرة عبد البهاء دائما يردد "رفعت كل حجر ... بدموع لا نهاية لها وجهد لا حد له ووضعته في مكانه"
ان المرقد يحف به كهف ايليا من الغرب وتلال الجليل من الشرق ومدينة عكاء في قبالته وعن ورائها الروضة المباركة لحضرة بهاء الله ويشرف على مستعمرة الهيكل الالماني