إشكالية المرأة من منظور الفكر الدينى المتطرف



عبدالله صقر
2011 / 9 / 26

هل تتحول المرأة الى قطعة أثاث فى المنزل ؟ هل المرأة ستفقد دورها ومكانتها التى حققتها فى المجتمع ؟ هل وصلنا بفكرنا الى أن المرأة شيئ منكر ؟ هل نحن نتقدم بفكرنا أم نعود الى الخلف والى عصور لا نحب أن نتذكرها حتى فى خيالاتنا ؟ .
هناك جماعات دينية تطالب فى الآونة الآخيرة بتحجيم دور المرأة , ومكوثها فى البيت لخدمة السلطان الذى حضر من عمله , وتخلع عنه حذائه , ومنهم من يرى أن وجود المرأة مع رجل فى العمل , إنما هو رجس من عمل الشيطان , ويرون أن المرأة لا تتعلم ولا تخرج من البيت , هذه النظرة الدونية للمرأة أنما ترجعنا الى الخلف ألاف السنين , المرأة هى أحد مكونات المجتمعات البشرية , هى تعلمت وساهمت فى بناء الفكر الآنسانى .
هذه الجماعات رجعية الفكر تريد إقصاء دورها الذى كافحت من أجله سنين طوال , يريدون لها الردة الى العصور المظلمة , إنها نظرة دونية أنانية , تعيدنا الى فترة وأد الفتيات وهن أحياء , إن الجماعات الدينية التى تطالب بحجب المرأة عن مجتمعها , إنما تطالب بحجب نصف المجتع عن الحياة , وهم يلبسون عباءة الدين وينصبون أنفسهم أوصياء على الآسلام وتناسوا أن هناك حريات وأديان أخرى تعيش معنا ووسطنا , ولسنا بمنأى عنهم , لآنهم شركاء فى الوطن .
كان الآجدر أن يتعلموا سلوك الرسول والصحا بة فى معاملة المرأة وقت الحروب فكان الرسول يغزو بأم سليم ونسوة من الآنصار معه فكن يسقين الماء ويداوين الجرحى , وكن يشتغلن بالزراعة , وكن يشتغلن الآعمال اليدوية , والتعليم والفتوى , اذن المرأة عملت معلمة , وفى الطبابة فى الحروب وعملت مرشدة , كما عملت أسماء نت أبى بكر , وعملت فى التجارة كخديجة زوج الرسول , وعملت وصية على نفسها فى حالة عدم وجود ولى لها فكانت تزوج نفسها , وعملت داعية .
أذن هذه الجماعات التى تعمل جاهدة فى تحجيم دور المرأة يتناسون ما فعله الآسلام مع المرأة وتكريمه لها وعدم تحقيره للمرأة ودورها الفاعل فى مجتمعها , إن الآجندة الجديدة التى ينتهجها الجماعات الدينية هو تغييب وتحجيم المرأة فى المجتمعات العربية , فهم يهدفون أيضا الى إنقاص دورها المجتمعى بما يحمل من معانى إنسانية , وأعتقد بأن هذا هو الفكر الطلبانى الجديد الذى أتى على مجتمعاتنا مخرا .
نعم إنها أجندة بعيدة كل البعد عن صياغ مجتمعاتنا بعد التقدم الذى حققته مجتمعاتنا العربية فى السنوات الآخيرة من عمرها , وأنا بدورى أتساءل هل هناك نص قرأنى يمنع أو يحجب المرأة عن مجتمعها ؟ أعتقد كل الآعتقاد أن هذا الآتجاه الذى ينادون به غير موجود فى النصوص القرأنية ولا فى الآحاديث النبوية الشريفة , إنها أمور مستحدثة علينا من قبل مجموعة من أناس لديهم حالة من الاحساس الذكورى الزائد عن الحد , فهم يحاولون أن يضغطوا على المرأة عن طريق فرض الرأى أو عن طريق الحيل والتحايل لقوقعة المرأة وعزلها بأسم الدين , إنه فكر مرفوض ومتطرف يخرج عن الصياغ العام للعصر الذى نعيشه الآن , إن هذا الفكر ينقص المرأة حقوقها المشروعة فى الحياة , كما أنهم يطالبون بعدم تعليم الفتيات وذلك عن طريق التهديد والوعيد لكل بنت تذهب الى المدرسة , إنه الفكر الجديد لتيارات جديدة أتت علينا وما كانت فى الحسبان .
إنهم بذلك يهدفون الى محو دور المرأة لتصبح تابع ومقصورا على البيت فقط , أثبتت الدراسات والآبحاث أن الآم عندما تكون متعلمة فتعليمها ينعكس على أبنائها
, ويصبحوا متفوقون فى دراستهم وفى حياتهم بعد ذلك , ويقول بيت الشعر : الآم مدرسة إذا أعدتها أعدت شعبا طيب الآعراق , إن أسلوب التهديد والوعيد للمرأة غير مجد
, لآن المرأة عندما تريد فعل شيئ فلا راد لها إلا نفسها فقط .
هذه الجماعات الدينية تريد النقاب للمرأة ووضع حاجز بينها وبين مجتمعها , نحن نريد للمرأة أن تكون عنصرا فاعلا فى مجتمعها , نريد لها أن تحصل على حقوقها كاملة مثل الرجل لآنها شريكة الرجل فى الحياة , لآن المرأة هى الآم وهى الآخت وهى الآبنة , وهى كيان لا يستهان به لآنه نصف المجتمع .