نجمتان خليجيتان: لـُبنىَ العِلَيّان..و نَدىَ زيدان



ابراهيم عباس نتو
2004 / 12 / 7

* لبنى سليمان العليان، سيدة الأعمال السعودية التي طبَّق اسمُها الآفاق في منتدى جدة الاقتصادي العالمي في السنة الماضية—عاد فبزغ نجمها المتجدد مرة أخرى إلى العيان، فأضافت لنفسها مقعداً علياً في المجتمع السعودي في عالم المال و الاقتصاد، حينما تم انتخابها عضوةً في مجلس إدارة البنك السعودي الهولندي، فصارت بذلك الحدث الفريد أولَ سيدة سعودية يتم انتخابُها انتخاباً حراً مباشراً في منصب عمومي في البلاد..(و لقد اشترك في التصويت لها عموم مساهمي البنك ..من الرجال و النساء، و في جمعية عمومية عضوية يتكون غالبها الأغلب من معشر الرجال!

فلقد تم انتخاب السيدة لبنى العليان..لعضوية ذلك المجلس لمدة زمنية مدتها 3 سنوات،..قابلة للتجديد (فيما إذا قررت السيدة لبنى أن ترشح نفسها للانتخاب) مرة أخرى،.. و مرات.



(كما و لقد سبق حدث انتخاب السيدة لبنى العليان لعضوية مجلس البنك السعودي الهولندي..أن قامت "سيدات المجتمع" أيضاً في السعودية في مجال المال و الأعمال، ..أن قمن بـ"التصويت" لاختيار أعضاء مجلس إدارة غرفة التجارة و الصناعة في انتخاب عام ..(و لو أنه –و للأسف الشديد ..في هذه الحالة—لم يُسمح لعضوات الغرفة السيدات أن يترشحن بأنفسهن لشغل أي من المقاعد -- بل أمكنهن فقط الإدلاء بأصواتهن لصالح زملائهن الأعضاء المترشحين من الرجال..)

و لكن، كان ذلك "التصويت".. في حد ذاته..حدثاً لا سابق له في التاريخ السعودي،.. فلقد قامت السيدات من أعضاء الغرفة بممارسة حقهن في الإدلاء "بأصواتهن" لأول مرة. و ما من شك عندي في ان ذلك الإدلاء سيأتي -في المرات القادمات- في شكل التصويت للمترشحين و للمترشحات سواء بسواء.



كان ذلكما الحدثان التأريخيان [حدث تجدد بزوغ نجم السيدة لبنى العليان و انتخابها عضوةً في مجلس إدارة أحد البنوك من ناحية، ثم حدث تمكن و تمكين السيدات السعوديات عضوات الغرفة التجارية الصناعية.. من التصويت في انتخاباتها] ..كانا قد حدثا مؤخراً في الرياض في المملكة العربية السعودية.



* ثم كان هناك حدث آخر لسيدة خليجية فريدة أخري، هي "ندى زيدان"..التي جاءت بحدث تأريخي من نوع آخر.. في دولة قطر الشقيقة. فالفتاة اليافعة ندى، 28 ربيعاً، اقتحمت بكل اقتدار عالماً كان غالبه حكراً على الذكور ..ألا و هو مجال "سباق السيارات".

عندما سُئلت الآنسة القطرية "ندى" عما دفعها إلى الاهتمام بسباق السيارات، أجابت بأنها: 1. أحبت السيارات، و كانت من "مشجعي" سباقات السيارات لعدة سنوات؛ 2. و أنها كانت من أوائل السيدات القطريات الحاصلات على رخصة السياقة(..منذ 10 سنوات)؛ و عندما سئلت عن بدء رغبتها في المشاركة في السباقات، قالت إنها قرأت ذات يوم مقالة في جريدة قطرية محلية أن رئيس "إتحاد السيارات القطري"..[السيد ناصر العطيِّة] كان يناقش موضوعات السباقات..و أنه عبَّر عن "أمله" أن تشارك يوماً ما "أنثى" قطرية في السباقات كعضوة في الإتحاد..



فحركت تلك المقولة في تلك المقالة ذهن و اهتمام الآنسة "ندى"..و بدأت تفكر جدياً في المشاركة؛ بل و توجهت في الأسبوع التالي مباشرة إلى مقر الإتحاد؛ و بعد إتمام مقابلة موفقة، خرجت ندى ملتزمة في اتفاق وقعت عليه للمشاركة في فبراير في بدايات هذا العام، 2004م، ..و منذها دأب الإتحاد القطري للسيارات على تشجيعها في هذا المضمار. [ يستمر تعاقدها الحالي إلى نهاية 2005م على الأقل.]

و إضافة إلى اهتمامات "ندى" في مجال سباق السيارات، فهي ممرضة مؤهلة و تعمل في مستشفي مشهور في دولة قطر؛ كما أنها عملت على تخصيص بعضاً من وقتها للتطوع في الخدمة الاجتماعية في جمعية قطر للسرطان، و في الندوة الخليجية لسرطان الثدي، و جمعيات كبار السن، و المعاقين، و ذوي الحاجات للعلاجات النفسية و..أيضاً لوزارة الدفاع.



و فوق كل ذلك،.. فالآنسة ندى ماهرة في "التايكواندو" [بدرجة الحزام الأخضر]،..و كذلك في ركوب الخيل، و في القراءة (و ايضاً الكتابة..)، و الأشعار، و الاستماع إلى الموسيقى،..إضافة إلى السباحة...و ركوب الخيل،..بل و في "الرماية" بالسهام و الرماح ..أيضاً! (في الرماية..كانت ندى المشاركة العربية المسلمة الأولى المشاركة في بطولة الألعاب الآسيوية الـ14..في بوسان، كوريا الجنوبية؛ و أيضاً في المسابقة الآسيوية في تايلاند؛ و في المنافسة العربية في ليبيا؛ و هي تحتل المركز العربي الرابع في تلكم الرياضة. فبهذا قد جمعت الآنسة ندى -إضافة إلى بقية المهارات الأخريات-- بين السباحة و الرماية و ركوب الخيل..في آن.



فيا فخر السعودية بلبنى ..و قطر بندى؛ و يا فخر الأمة بهما.



_____________

د. إبراهيم عباس نـَـتــُّـو

Dr. Ibraheem A. NATTO

Box 28765 BAHRAIN