المرأة العراقية وساحة التحرير بين الرغبة والتردد في المشاركة بالتظاهرات



صابرين فالح
2011 / 9 / 27

منذ اندلعت التظاهرات في الخامس والعشرين من شباط الماضي التي طالبت ومازالت باجراء إصلاح شامل للعملية السياسية، وايجاد حلول للواقع المزري الذي أصبح لا يطاق في ظل غياب الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء، واستشراء الفساد المالي والسياسي الذي ينخر في جسد الدولة، والصراع على السلطة وعدم قدرة سياسيينا على تحقيق ما يريده الشعب وما يحقق الصالح العام، إلا ان الملاحظ في تظاهرات ساحة التحرير قلة تواجد المرأة وعدم مشاركتها بشكل فعال في هذه التظاهرات، التي يراد منها تغيير واقع حال مجتمعنا، الذي أصبح السكوت عنه جريمة بحق المواطن العراقي الذي يفتقر إلى ابسط مقومات العيش الكريم. نتساءل: لماذا هذا الاحجام عن المشاركة وبالشكل المطلوب الى جانب الرجل للاحتجاج على واقعها الأليم، مع انها تشكل اكثر نصف المجتمع ويطولها ما يطول الرجل؟ للاجابة على هذا السؤال التقينا عددا من النساء اللاتي قلن:

* ولاء عبد الحسين وهي ربة بيت تقول: اعتقد ان المرأة خرجت لساحة التحرير وشاركت بشكل فعال في هذه التظاهرات التي تدعو الى تغيير واقع حال البلد بعد ثمان سنوات من سقوط النظام، خاصة اولئك اللواتي لديهن أبناء او أزواج او أخوة يعانون ظلم الحبس والاضطهاد بغير وجه حق. وحتى غيرهن أجد أن المرأة العراقية شاركت بصورة لا بأس بها في مثل هذه المظاهرات وكانت وقفتها مشرفة جنبا إلى جنب مع الرجل.
* داليا صلاح وهي طالبة جامعية تقول: لا أؤيد مشاركة المرأة في تظاهرات الغضب التي تحصل عندنا فنحن مجتمع له خصوصيته ولسنا كالدول الأوربية لتخرج المرأة بكل حرية في هذه التظاهرات وتبقى اياما وليالي خارج منزلها لتعتصم في ساحة التظاهرات. لنكن واقعيين، وهذا واقع حال مجتمعنا ثم أني لا أرى جدوى أبدا من القيام بمثل هذه التظاهرات التي لا طائل منها.
ورداً على هذا الرأي تقول ابتسام خالد، موظفة: انا لا اوافق داليا فيما ذهبت اليه، فخصوصية المجتمع العراقي لا تمنع المرأة من المطالبة بحقوقها المشروعة اسوة بالرجل، ومقارنة وضع المرأة العراقية بقرينتها الأوربية هو ظلم وتجنٍ بحقها، فلو كانت الأوربية تعاني المعاناة نفسها لفعلت اكثر من التظاهر من اجل المطالبة بحقوقها المشروعة.

* علياء عبدالرحمن، خريجة جامعية تقول: كنت أتمنى ان اشارك في التظاهرات والإعتصامات التي تجري في ساحة التحرير، فقد تخرجت منذ عدة سنوات والى الآن لم استطع العثور على الوظيفة الملائمة لتخصصي او حتى أي وظيفة كانت، لذلك كنت أتمنى ان اشارك ليصل صوتي الى المعنيين بالأمر، لكن لاعتبارات عديدة اهمها صعوبة خروج المرأة لمثل هذه التجمعات في ظل غياب الأمن، وعدم توفر الضمانات الكافية في عدم تعرضنا للإهانة وحتى الاعتقال رغم كل المزاعم والشعارات التي تؤكد بأننا بلد الحرية والديمقراطية، واعتقد بأن هذا هو السبب وراء عزوف الكثير من النساء عن الخروج والمشاركة في هذه التظاهرات.