من الضلع الأعوج



ليلي عادل
2004 / 12 / 10

ان الإسلام هو دين الأغلبية الساحقة في العراق , مع وجود تنوع ديني كبير يجمعه هذا البلد , ويدّعي رجال الدين ان هذه الأديان قد أنصفت المرأة و أعطتها حقوقها ..ربما هناك بعض الصحة لذاك الإدعاء لكن ماذا جرت عليها بالمقابل من قيود و, مع كون جميع الأديان الموجودة في العراق ذكورية الصنع , رسلها رجال و المبشرون بها رجال و القائمين عليها رجال .
في الدين الإسلامي نجد هناك نصوص قرآنية و أحاديث , تقلل من قيمة المرأة و تضعها بمرتبة أدنى من الرجل , وفي أحد النصوص يطلب من الرجال معاقبة نسائهم بدرجات تبدأ بالوعظ و تنتهي بالضرب , واعتبار الرجل قوام على المرأة , (سورة النساء ) , و في نص آخر يحل للرجل معاشرة ما طاب له من النساء , ويعطيه الحق بالزواج من أربعة في الوقت ذاته , ثم يأتي موضوع الإرث حيث يعاد ل الذكر بأنثيين كما في الشهادة داخل المحكمة , ويمنع نص آخر الرجل من الصلاة إذا ما لامس امرأة و كأنها نوع من القذارة .
ويأمر الإسلام المرأة بأن تدني عليها جلبابها (سورة الأحزاب ) , وليضربن بخمرهن على جيوبهن (النور), و لا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن .آيات تقمع المرأة حتى في ملبسها و في طريقة سيرها . وتعامل المرأة على أنها عورة لا بد من إخفائها , فالبنت التي تتربى على هذه المفاهيم تكبر و هي تحمل الإحساس بالدنو و أنها أقل مستوى من الذكر , والذكر الذي ينهل من تلك المفاهيم يكبر و هو مصدق بأنه أسمى درجة من الأنثى , وعلى هذا الأساس بني المجتمع العراقي و تبنى هذه المفاهيم الغير قابلة للنقاش او النقد , ومنها وزعت الأدوار بأيمان كامل من الطرفين , الأعلى درجة و الطرف الدنيء , ان المرأة في مثل هذا الموقع تفقد احترامها لذاتها و لإنسانيتها و بذلك تكون عضو غير سوي داخل المجتمع و غير مؤهل للقيام بأدوار المسؤولية عن بيت , و أطفال . أو حتى في مجال العمل .
ان من أشد المعارضين لمبدأ مساواة المرأة بالرجل و منحها الحقوق الكاملة هم من رجال الدين ,خوفا" من ان تأخذ المرأة مكانتها الحقيقية و بذلك يدمر ما سعت إليه المرأة لقرون من القهر و القمع , ومن نشر المفاهيم العنصرية , وأعلاء شأن الرجل و منحه الحق في قيادة الشعوب مهما كانت الوجهة التي يقودها إليها .
ومن أهم الأحاديث التي بررت كل ما سبق من تنكيل بالمرأة هو الحديث الذي يشير الى ان النساء ناقصات عقل و دين . فمهما حاولت النساء مناقشة النصوص القرآنية و فهمها بطريقة مغايرة , يأتي هذا الحديث لقطع عليها كل أمل في أخذ مكانتها اللائقة بها إنسانيا , فالحديث يتهم المرأة بالنقص فمهما ارتقت في العلم و التدين و المستوى الاجتماعي و الإنساني ستبقى ناقصة في نظر الدين , وقد حاول المفسرون تبرير هذه المقولة و إثبات صحتها بطرق شتى منها ان الأعراض الفزيولوجية الشهرية التي تمر بها المرأة , كذلك فترة الحمل , حيث اعتبروا المرأة بمرورها بهذه الفترات تكون ناقصة مع ان هذه المراحل تعبر عن تكامل المرأة كعنصر ديمومة للحياة و الإنسانية .