قراءة لمؤتمر النساء العربيات في مراكش



ساسي سفيان
2004 / 12 / 13

قراءة لمؤتمر النساء العربيات في مراكش
" التناقضات العربية وهيمنة الحرب الأمريكية "

يبدو أن الحكومة الأمريكية لن تترك للشعوب الإسلامية والعربية أي فرصة لالتقاط الأنفاس وإجراء مراجعة نقدية شاملة للظروف التي آلت إليها أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .
ولا هي راعية للحكمة التي تقول الكلب الذي سنجبره على الصيد . لا داعي لمرافقتك ولا نتائج لصيده. فكيف بالإنسان الذي احترقت ذاكرته بكل ما حفلت به تاريخ المجتمعات الإنسانية من تناقضات وصراعات لم تكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة بعيدة عن أسبابها و مؤثراتها ونتائجها، وإذا كانت الآن فرصة لعض الأصابع للإدارات الأمريكية فيجب الاعتراف بها لا أن تعض شالات بعض النسوة المشاركات في مؤتمر العالمي للمرأة الذي انعقد في مراكش بين 29-27 وتمارس هيمنتها ضمن لعبة ( الكبار يعملون والصغار ينفذون ) وحرمان الشريحة الأهم والأكثر هيبة واحتراماً في المجتمعات العربية والتي تتمتع بخاصية فريدة مضاعف للرجال في مجتمعاتها وهي الاستفاضة بالحديث ثم الحديث الذي لا ينتهي. ولن تنفع الإدارة الأمريكية بالتذكير بتجاربها في أفغانستان وفي بلاد أخرى حول جدية مشروعها الإنقاذي أو الإسعافي أو تنظيف البيت العربي من الداخل عبر الأهم في توسعة إذ تحتل المرأة العربية باعترافي أنا وزملائي أنها تحمل الحقيبة الأكثر أهمية.
اسألوا وزراء الداخلية العرب منهم دائماً على اتفاق ولم يختلفوا بشيء ولكن هم من حصدو نتائج ثقافتهم.
ويبدو أن الحديث عن أهداف البرنامج والتعاون الذي طرحته الإدارة الأمريكية المتضمن (رصد 2 مليار دولار) للمنطقة تحت أسباب :
1- مواجهة التطرف الذي يعتبر الأرضية الخصبة للإرهاب ،
2- السعي إلى تغيير الأوضاع في الدول العربية باتجاه المزيد من الديمقراطية والمساواة الاجتماعية ،
3- تحسين صورة الولايات المتحدة الأمريكية لدى شعوب المنطقة .
كان من صلب الموضوعات المطلوبة إنجازها وذلك عبر وفود الدول العربية المشاركة وتحدث تقرير عن تركيز الوفد الأمريكي على تشجيع سيدات الأعمال على نسج شبكة من العلاقات مع مجتمع المال والأعمال في الولايات المتحدة بهدف خلق مصالح مشتركة ومشاريع يعتبرها الأمريكيون وسيلة مهمة في أيدي النساء من أجل التأثير على القرارات السياسية والاقتصادية في بلدانهم.
ومن أجل تفعيل مشاريع اجتماعية واقتصادية في الأوساط التي تعيش الحرمان والفقر، ولاحظ التقرير أن النسبة الكبرى من سيدات الأعمال العربيات المشاركات هن من فئة النساء اللاتي يدرن أعمال صغيرة أو متوسطة وتغطي أنشطتهن الاقتصادية قطاعات تقليدية واجتماعية، مثل الصناعات النسيجية والتدريب على المهن الأمر الذي خلق صعوبات في توصيل رسائلهن إلى وفود النساء الأمريكيات والأوربيات لأنهن ينتمين إلى أوساط أعمال عالية المستوى ويدرن شركات ضخمة مثل صناعة الموضة والمستحضرات والأدوية والتكنولوجيا والاتصالات.
وفي حديث إعلامي على هامش المؤتمر كشفت شارلوت بونيتكلي كبيرة منسقي البرنامج العالمي للمرأة، أن (حكومة الرئيس بوش تضع النهوض بأوضاع المرأة كجزء أساسي من الحلول المطروحة للقضاء على التطرف والحرمان ) ولاحظت أن (الدول التي يحرم فيها سكانها من العيش الكريم ومن الحرية والعدالة لا تستطيع كسب المعركة ضد التطرف والإرهاب.
وكان الحضور النسائي العربي قد ركز على أمرين أساسيين:
1- تغيير النظرة السائدة عن المرأة العربية
2- إبراز النجاحات والإنجازات التي حققتها نساء عربيات في ميدان الأعمال والتعليم والإدارة وتوظيف التكنولوجيا الحديثة.
وكانت التصريحات الصحفية لعدد من المشاركات حول تقيمهن لنتائج أعمال المؤتمر تبين الشكل والمضمون الذي انعقد المؤتمر لبحث مواضيعه قالت مريم سلطان لوتاه أستاذة العلوم السياسية في جامعة الإمارات وعضو المجلس الاقتصادي لإمارة دبي وممثلة الاتحاد النسائي الإماراتي : " كنا نتمنى أن تكون الجلسات الخاصة بالنساء أكثر فائدة بالنسبة للمرأة العربية والاقتصاد العربي والمجتمع العربي ، و أضافت كانت بودي أن تتاح الفرصة للتركيز على ضغوط العمل التي تواجهها المرأة العربية وخاصة أنها تعيش تحت ضغوط ثقافتين متعارضتين إلى حد ما ثقافة تقليدية تفرض عليها القيام بواجباتها كزوجة وأم ومسؤولة على الأسرة، وثقافة جديدة تملي عليها مشاركة مجتمعية وأن قصرت في أحد هذين الدوريين فهي ملامة باعتبارها مسؤولة عن التقصير. وعن التوصيات القمة شددت على أهمية تيسير سبل الاستفادة من التكوين في مجال التكنولوجيا الجديدة وتنمية ثقافة التواصل وتبادل الخبرات واتخاذ الإصلاحات البنيوية على الصعيد ( الماكرو – اقتصادي ) مع الدعوة إلى أنسنة العولمة والحرص على الإنصاف في توزيع الثروات ومراجعة المناهج التربوي لضمان مردودية معرفية تخدم سوق العمل .
وتوصلت المشاركات إلى اتفاق بخصوص بعد الأوليات الكبرى المتعلقة على الخصوص بضمان حق التعليم، والاهتمام بالصحة الإيجابية وإصلاح القوانين الخاصة بالمرأة وتنظيم الأسرة وتقوية الشراكة بين الحكومات وفعاليات المجتمع المدني .
وحول الإصلاحات الديمقراطية والمشاركة الأوسع للنساء في صنع القرار السياسي والاقتصادي دعت القمة إلى إقرار التزام سياسي واضح يتيح الفرصة لصيانة الأنظمة الديمقراطية؟؟! وتحسين تدبير الشأن العام، وتوفير مناخ ملائم يمكن المرأة من مشاركة أفضل في الحياة السياسية والاقتصادية .
وأخيراً أن العالم على كف عفريت بأوضاعه الاقتصادية والاجتماعية وسياسية وأن موضوع المرأة في الغرب والشرق يحتاج بتلخيص مكثف إلى عالم تختفي فيه الحروب والعنف والتفاوت بين الشعوب واحترام الاتفاقات والمواثيق الإنسانية التي تضع البشر أمام خيارات السلام والعدل والحرية .
ساسي سفيان
البريد الإلكتروني : [email protected]