مقارنات ما بين الاسلام المتطرف و السياسيات الأمريكية من جهة و ما بين السفور المجتمعي و المحافظة المتطرفة من جهة أخرى .. تقارب



نورا أبو عسلي
2011 / 10 / 24

الان و بعد مرحلة الثورات العربية نرى مرحلة جديدة من بروز التكتلات الاسلامية في محاولة للاستيلاء على السطلة بمرحلة ما بعد الحكم الديكتاتوري القمعي السياسي العربي الذي استمر على مدى نصف قرن الماضي كنوع من ردة الفعل على الضغط المقصود الذي مورس من قبل الحكام العرب السابقين ..
في حين أن للسياسيات الأمريكية دورا مهما في تقوية النزعات الاسلامية و التوتاليتارية المشابهة بصورة كبيرة للحكم السياسي القمعي السابق و لكن تخالفها في الاتجاه ..

لقد استغلت السياسات الأمريكية التطورات العربية و زرعت يدها في محاولة لخطف حركة الثورات العربية بشكل سافر واضح لا يخفى على الأوساط السياسية من خلال ايهامها للسلطات الديكتاتورية بأنها تقف الى جانبها في حين أنها تدعم الحركات الأوصولية الاسلامية و تقويها على الجانب الآخر لكي تتمكن من الوصول الى الحكم في مرحلة ما بعد خلع الرئيس ..

الهدف من السياسات الأمريكية في الثورات العربية من ايصالها للأصوليين الى سدة الحكم هو بالضرورة خلق حالة من كانتونات دينية حاكمة متعصبة متخلفة تقوم على شريعة الاسلام التي تنفي الآخر و تمجد الذات ( مشابهة للحكم السياسي المخلوع بالمضمون و مخالفة بالشكل ) لكس تستمر من مص دم و خيرات الشعب الاقتصادية و في الوقت ذاته .. معززة لوجود دولة اسرائيل القائمة في الأساس على بنية كانتونية دينية فريدة في المنطقة لكي لا تترك وحيدة مزروعة في محيط كان من الممكن ان يكون ديمقراطي لو كان واعيا و يغير من المنظومة الموجودة أصلا في المنطقة لمصلحته ..


في خضم كل ذلك ..
أرى مقاربة جدا وثيقة ما بين صورة الاسلام السياسي العنيف و طريقة التربية العربية للفتاة و المجتمع الذكوري بالأخص .. يجب ان لا ننسى أن الأحزاب الاسلامية الأصولية هي وليدة المجتمع و منه انطلق و ازدهر ..
أما السفور و العهر المجتمعي هو مقارب الى حد كبير السياسات الأمريكية التي تستخدم خلقت نوع من انواع الفوبيا المجتمعية و سيطرت بالمقابل على الفكر المجتمعي و فرضت سياسة أنا الفعل و ردة الفعل هي التربية الأوصولية المحافظة المتزمتة ( لكنها تخدم الفكر المتسلط ) ..

الحل باعتقادي ... يكمن بالتوعية الفكرية و المجتمعية .. لا بد من انشاء مراكز للفكر و النقد البناء و نشر الثقافة بين عامة الشعب بالمجان بطريقة محببة و متاحة للجميع لكي يفهم الناس ما يحاول الآخر فرضه علينا .. يجب أن نعي حجم التغيرات و نثبت أننا لسنا ردة فعل بل يجب ان نصنع الفعل المعتدل الذي يعمل على الصناعة للفكر و تحليله ( مع أنني لا أستحب لفظة الاعتدال لما كانت تستخدم لوصف سياسات الحكام الذين يطبعون علاقاتهم مع اسرائيل, إلا أنها لفظة مختلفة هنا لتعطي المعنى الحقيقي لوصف التعامل بحيث يتم أخذ المعلومة ثم تحليلها ثم القيام بالتعامل معها بشكل منطقي غير تصادمي و عقلاني يجلب المنفعة و يفهم ما بين السطور) .

إن وضع المرأة بالمجتمعات العربية إن دل على شيء فإنه يدل على البعد السياسي الذي نقبل عليه في الفترة القادمة .. إننا ندور في حلقة مفرغة ما بين الحكم الديكتاتوري القمعي السياسي و ما بين الحركات الوصولية الاقصائية .. و كلاهما وجهان لعملة واحدة يعاملان المرأة إما بقمة السفور و الاستحقار و إما بقمة القمع و الحجب و الاستبعاد .

فلنلعم جيدا أن دربنا جميعا ,ذكورا و اناثا, للخلاص من العذاب الاجتماعي و السياسي هو تحرير المرأة من كل القيود التي يفرضها المجتمع عليها و تبدأ من البوليمر الصغير المكون للمجتمع ألا و هو " العائلة ".

نورا أبو عسلي