حقوق المرأة في ضل العلمانية



ساسي سفيان
2004 / 12 / 14

لأول مرة أُفسح المجال أمام منظمة حرية المرأة بأن تعلن عن مطالبها وتطلعاتها للنساء في العراق في برنامج تلفزيوني مطول يغطي جميع المدن العراقية كما ويمكن مشاهدته من دول عربية أخرى لكون القناة فضائية.
كان موضوع الحلقة علمانية الدستور وحقوق المرأة. بالرغم من تخوف منفذي البرنامج من ردود فعل الأحزاب الدينية من البرنامج والذين اعتادوا أن يبعثوا الوفود لاستنكار أية مواد متطلعة للحريات، إلا أن القناة قامت ببث البرنامج تحت ضغط من التحرريين العاملين في الاستوديوهات.
أدارت اللقاء الذي طال نصف ساعة السيدة بشرى إسماعيل. وتم خلاله نقاش ماهية العلمانية وكيفية تأثير الدستور العلماني المساواتي على أوضاع النساء مقارنة بدستور إسلامي يعادل كل رجل بأربع نساء وتم انتقاد كيفية تمكن مجلس الحكم من تجاوز حقوق 60 % من المجتمع بإقرار كون الدستور مستنداً بشكل أساسي على الشريعة الإسلامية. وفي مسألة نسب تمثيل المرأة في المجالس القادمة كان التطرق لكونه مطلباً مشروعاً إلا أنه موضوع ثانوي فيما لو قورن بالمجازر الصامتة التي ترتكب بحق النساء وأولها إسناد الدستور إلى الشريعة . كما وتم فضح ظاهرة الحجاب وأبعادها السياسية والاجتماعية الفعالة في قمع المرأة. ولما استفسرت مقدِمة البرنامج عن تقييم المنظمة لدور نساء مجلس الحكم في دفع عجلة الحركة النسوية إلى الأمام، قامت ينار محمد بافتضاح دورهن في تغيير يوم المرأة العالمي إلى تأريخ مبتدَع من قبل الإسلام السياسي لغرض عزل نضالات المرأة في العراق عن مثيلاتها في العالم .
تم بث الحلقة التي سببت نقاشا ومواجهات حادة في الأوساط الاجتماعية والسياسية .بدءاً من التصوير داخل الستديو حيث انفصل الموظفون والموظفات العاملات إلى فريقين على أساس كونهم مع أو بالضد من التوجه التحرري. كما وقامت العديدات من العاملات في الشبكة العراقية بطلب نسخ من جريدة المساواة.

ساسي سفيان
البريد الإلكتروني : [email protected]