مساواة الرجل والمرأة لم يكن ابدآ هو تبادل الأدوار



امال رياض
2011 / 11 / 3

ان مفهوم مساواة الرجل والمرأة لم يكن ابدآ هو تبادل الأدوار وان تأخذ المرأة مكان الرجل فى كل شىء او تحاول ان تعمل فى كل مجال عمل به الرجل من اجل المساواة ,,,, هذا المفهوم بعيد كل البعد عن مطالب المرأة , ولكن خلق الله تعالى لكل كائن خصائص مميزة تجعل لكل منهم مقدرة مميزة فيه مثل الأمومة للمرأة والقوة العضلية للرجل فالحياة مزيج من التنوع المتآلف فى محبة فالأشجار والزهور لكل منها رائحة وعطر مختلف واثمار مختلفة ولكن يكفى انها تعمل على العطاء , إذن لبد ان لا ننظر لحقوق المرأة من نطاق العلاقات المحدودة بينها وبين الرجل ولكن الرؤوية اكثر شمولآ وهم كما قولنا نفس واحدة خلقها الله وهذه النفس خاضعة لقانون الوجود فلا يوجد امتياز جوهرى لجنس على الأخر لأن القدرات الفكرية والملكات الروحية لهما هما جوهر انسانى واحد ونجد ان الله تعالى لم يفرق بين الرجل والمرأة من حيث العبودية له فإذا كانوا متساويين فى الثواب والعقاب فى الآخرة فالماذا لا يتساويان فى الحقوق والوجبات ؟ ان حقوق المرأة التى تطالب بها هى حقوق حرمت منها على مر التاريخ عندما لم تتيح لها الفرصة فى إثبات وجودها وقدراتها وهذا حق لها كروح انسانى وعقل ووجدان لا يعرف تمييز , لقد كبلت القيود عقلها وفكرها حتى تأخرت طويلآ فى اكتساب العلوم والثقافات وبدت وكأنها مخلوق ناقص وراحت تعانى من القهر بكل انواعه من الأب والأخ والزوج وحرمت من إتخاذ اى قرار لأنها حرمت حتى من المشورة فى المنزل واليوم عندما فتحت لها ابواب تلقى العلم والمعرفة أثبتت بكل جدارة مهارتها فى جميع مجالات الحياة بجدارة وقدرة ,, وهناك من هم يتهمون المرأة المتحررة بأنها تجردت من القيم والمبادىء أود ان القى الضوء على ان تحرر المرأة لا يعنى التجرد من الأخلاق والقيم بل هو تحرر فكرى وعقلى من القيود الموروثة أما التجرد الأخلاقى هذا فهو يخص الجنسين لأن العفة والطهارة والتقديس تخص النفس البشرية التى هى ليست بأنثى او ذكر

اننى اتحدث من منطلق انى روح انسانى خلقها الله وليس من منطلق انى إمرأة وكما اوضحت ان كل كائن الله اختصة بميزات رائعة على قدر امكانياته التى وهبها الله تعالى بها ولا اقول اى منهما افضل لأن الفضل فى الكمال يرجع الى النفس البشرية ( وإن اكرمكم عند الله اتقاكم ) فدعنا من اثبات الأفضلية او السيادة لكل منهما لأن الرجل امتاز فى بعض الأمور وكذلك المرأة امتازت فى امور اخرى ولس هو موضوعنا بالمرة .
كل ما اريد القاء الضوء عليه هو مساواة الروح الإنسانى التى هى ليست بأنثى او ذكر وكذلك القدرات العقلية والفكرية وهبها الله تعالى للجنسين وهذا ما اتكلم عنه .. وعندما نحرم طفل مثلآ من تلقى العلم ونقول عنه بعد ذلك انه ناقص المعرفة . بالطبع يصبح هذا ظلم واستبداد
فالإنسان آية الرحمن وهو صورة الله ومثاله وهذا تعميم لا تخصيص بالرجال دون النساء. لأنه ليس عند الله ذكور وإناث وكل من هو أكمل فإنه أقرب الى الله سواء كان رجلا أم امرأة. لكن النساء لم يربين حتى الآن تربية الرجال ولو ربين كذلك لأصبحن مثل الرجال. وعندما ننظر الى التاريخ نرى كم من شهيرات النساء وجدن في عالم الأديان وفي عالم السياسة…” إن عدم اشتراك المرأة في الماضي اشتراكاً متكافئاً مع الرجل في شؤون الحياة، لم يكن أمراً أملته طبيعتها بقدر ما برّره نقص تعليمها وقلة مرانها وأعباء عائلتها وعزوفها عن النزال والقتال. أمَا وقد فتحت اليوم أبواب التعليم أمام المرأة، وأتيح لها مجال الخبرة بمساواة مع الرجل، وتهيأت الوسائل لإعانتها في رعاية أسرتها، وأضحى السلام بين الدول والشعوب ضرورة تقتضيها المحافظة على المصالح الحيوية للجنس البشري، لم يعد هناك لزوم لابقاء امتياز الرجل بعد زوال علته وانقضاء دواعيه. إن تحقيق المساواة بين عضوي المجتمع البشري يتيح الاستفادة التامة من خصائصها المتكاملة، ويسرع بالتقدم الاجتماعي والسياسي، ويضاعف فرص الجنس البشري لبلوغ السعادة والرفاهية.”
فلا تيأسى سيدتى استمرى فى طريقك بكل صمود حتى يعتدل ميزان العدل والأنصاف وتتوازن الحياة التى هى كالطائر الذى له جناحان احداهما الرجل والأخر المرأة