نساء مناضلات



كرمل عبده سعودي
2011 / 11 / 4

في تاريخ البشرية كثير من المناضلات اللائي استطعن تغيير حركة التاريخ وهدم الفكر المتعصب في حق المراه سواء الخاص بالنوع أو مشاركتها في المعاناة بسبب اللون وكانت تملك قوة لايتوقعها الكثيرين لما نسب في عقولهم من أفكار تحدد قدرات المراة ولابد أن نذكرهم من وقت لاخر حتى تستمر مسيرة الجهاد للوصول الي الحقوق كاملة في عصر تفتحت فيه العقول ولابد أن تنبذ فيه جميع التعصبات بانواعها في الولايات المتحدة التي تدعي حماية الديمقراطية حول العالم، ناضلت المرأة وذاقت شر انواع التعذيب في سبيل الحصول على حقها بالتصويت في الانتخابات فقط.اتذكر السيدة "اليس بول" الناشطة الاميركية في حقوق المرأة التي ولدت عام 1885 والتي ساهمت مع لوسي بيرنز بتغيير بند الدستور والسماح للمرأة بالادلاء بصوتها عام 1920، درست القانون وتمرست في الحقوق المدنية، سجنت بسبب مطالبها بالمساواة حيث كانت تلك المطالب عارا على مجتمعها الاميركي آنذاك. اثناء سجنها اضربت عن الطعام وكان سجانوها بمساعدة الطبيب يربطونها الى كرسي ويشلون حركة رأسها وينزلون الطعام بانبوب الى معدتها عنوة لكنها كانت تتقيؤه في الحال، وبمساعدة لوسي وصل ما يفعله السجانون بالنساء من ضرب وتعذيب وارغام على الاكل في حالات الاضراب عن الطعام، الى الصحافة ما اشعل فتيل الاحتجاجات واكسب النساء قضيتهن ضد الرجال في مجتمع كان لا يزال ذكوريا! في اميركا. والمناضلة روزا لويز باركس فقد اشتهرت قصتها بانها اشهر "لا" في التاريخ! لا ، غيرت تاريخ اميركا المعاصر. حيث كانت روزا اميركية من اصول افريقية عاشت من 4 فبراير 1913 حتى 24 اكتوبر 2005. وعانت كما عانى السود باجمعهم من التفرقة العنصرية وكان في حينها على السود اخلاء مقاعدهم في المواصلات العامة للبيض مهما كان الوضع حتى وان كانت الجالسة سيدة او حامل او عجوز من السود فعليه او عليها اخلاء المقعد "للسيد الابيض". وكان ان رفضت روزا اخلاء مقعدها لرجل ابيض، قبض عليها وغرمت 14 دولار جراء "هذا الانتهاك". ما اشعل الفتيل في ثورة السود. وادت لا روزا الى بداية اضراب عن ركوب الحافلات العامة من قبل السود مدة 381 يوما نظمه القس مارتن لوثر كينغ جونيور. ونال لوثر كينغ جائزة نوبل بعد سنوات لانجازاته في الحقوق المدنية. فقدت روزا وظيفتها لكنها تابعت نشاطها في الحقوق المدنية وهددت بالقتل عدة مرات.
لقبت روزا بزعيمة الحقوق المدنية وحصلت على الوسام الرئاسي للحرية عام 1996 والوسام الذهبي للكونجرس وهو اعلى وسام في البلاد.
نضال المرأة في كل اصقاع الارض غير مجرى التاريخ، وصنع مجتمعات جديدة في كل مكان ولدت من رحم ثورتها.
من هنا لابد وان ننوه أنه يستحيل مستقبلا قبول أي تعدي علي حقوق المرأة وخاصة أن الله سبحانه وتعالي كرمهن وأعطاهن حقوقهن المتساوية مع الرجال ففي الدين البهائي المبدأ الاساسي وهو مساواة الرجل والمراة في كافة الحقوق والواجبات وشبه العالم الإنساني كطائر له جناحان جناح الرجل وجناح المراة ولابد أن يكون الجناحان قويان حتى يستطيع هذا الطائر الطيران بكامل القوة وهذا مايحتاجه عالمنا الآن لتحقيق التطور والرقي ولا يمكن تحقيقه ونصف قوي العالم تقريبا معطله ولابد أن نتذكر أن المراة والرجل معا يمثلون الوجود الانساني ولا يمكن استواء الحياة علي الارض بجنس دون الآخر فليكن جهادنا من أجل مستقبل أفضل وليس من أجل تميز جنس علي جنس فالجميع خلقهم الله ورباهم ورزقهم