فرض الحجاب على الطالبات في مدارس العراق



وليد يوسف عطو
2011 / 11 / 5

كتبت جريدة الأهالي الليبرالية في عددها المرقم 364 بتاريخ 26 تشرين أول أكتوبر 2011 ( أكد ناشطون في مجال المجتمع المدني ان إجبار الطالبات على ارتداء الحجاب يخالف أعراف المجتمع العراقي ... و ان فرض الحجاب مشروع كبير يهدف إلى تحويل المجتمع العراقي إلى مجتمع متدين . و تقول سكرتيرة جمعية أمل العراقية هناء أدور ان الدستور العراقي أشار بشكل أساسي لحرية الأديان و حرية الفرد السياسية و الاجتماعية فلا يجوز للمدارس فرض الحجاب) . سبق ان كتبت عن حجاب المرأة في الإسلام و أوضحت انه لا حجاب في القران و ان الجلابيب ليست الحجاب الإسلامي المتعارف عليه حاليا و لا هو خمار المرأة و اختلف الفقهاء حول معنى الجلابيب و لكنه يبقى في الأخير ابن ظروفه و مكانه و هو يعني لباسا للمرأة يميز بين المرأة الأمة و الحرة حيث ان الامة لا تلبس الجلابيب و لبس الجلابيب كما سبق ان كتبت مرتبط بوجود الرق في المجتمع فهو ينتهي بنهاية الرق . الحجاب في المجتمع ليس لباسا ترتديه المرأة بل هو حجاب العادات و التقاليد و الموروثات البالية و موروثات المجتمع الأبوي الذكوري الذي يحاول قمع المرأة و تحجيبها فكريا و جعلها تابعا للرجل .هناك محاولات مستميتة من الأحزاب الحاكمة بشقيها الشيعي و السني في فرض رؤيتهم الدينية على المجتمع بالقوة وتحويل المجتمع العراقي إلى مجتمع متأسلم ظاهريا على طريقة طالبان أو طريقة ولاية الفقيه الإيرانية . عملية الأسلمة تتم ببطء و بصورة غير مباشرة و لكنها مستمرة . الأحزاب تحاول فرض قيودها الدينية عن طريق نوع الحجاب و لونه لدى المرأة و المسموح و الممنوع لبسه لدى الرجل و من مظهره ولحيته . كما تتضمن هذه الرؤية الاسلاموية المتخلفة محاربة الموسيقى و الغناء و الرياضة و مختلف الفنون التشكيلية و خصوصا الرسم و النحت . ان الحجاب مسالة شخصية و لكن ان يفرض على طالبات في مرحلة الابتدائية هنا تكمن الخطورة . و محاولة فصل الذكور عن الإناث كما رافق ذلك في بعض الأحيان فصل الخيار عن الطماطة باعتبار الاول يمثل قضيب الرجل و الثاني يمثل جهاز المرأة التناسلي . و الأخطر من ذلك ان يتم فرض حجاب الرأس على غير المسلمات في المدارس و الجامعات و في الوظائف العامة . من الملاحظ انه في المجتمعات التي تقل فيها الحريات و يتم فرض الشريعة الإسلامية بمظاهرها بالقوة تزداد نسبة الفساد و الإفساد في هذا المجتمع . حيث تزداد نسبة العلاقات غير الشرعية و زنا المحارم و اللواط و غيرها من مظاهر الشذوذ الجنسي و النفسي . مقابل هذا التشدد هناك مراوغة في لبس الحجاب فبتنا نرى فتيات لابسات حجابا ليبراليا يجعل المرأة أكثر إثارة و إغراءا من المرأة السافرة فإذا أضفنا لذلك الماكياج المبالغ فيه و اللباس الضيق أي البودي و لبس القميص الضيق تكاملت لنا الصورة في فتاة جذابة للنظر تكون مشتهى الرجال و ليس في لبسها حشمة بل إثارة أكثر من السافرة . و نرى كذلك النساء في مجالسهن الخاصة يلبسن أحدث صيحات المودة . ان الكبت الذي يمارسه المجتمع على المرأة تقوم المرأة بالرد عليه بوسائل مختلفة مقابلة و سينتج هذا مجتمعا يتسم بالأمراض النفسية و العصبية و الجنسية و بالنفاق . الحل يكمن في احترام المرأة و في حريتها التي يكفلها دستور مدني علماني .