الترمل والطلاق اقصر الطرق لاصابة المراة بامراض نفسيه وصحيه



علي الهاشمي الدوري
2011 / 11 / 5


بعد فقدان شريك حياتها المراه اكثر عرضه لامراض صحيه ونفسيه ‏هذا‏ ‏ما‏ ‏أكدته‏ ‏أحدث‏ ‏الدراسات‏ ‏العلمية‏ ‏حول‏ ‏وضع‏ ‏المرأة‏ ‏بعد‏ ‏فقد‏ ‏شريك‏ ‏الحياة‏ ولعل شعور المراه بالوحده وتحمل اعباء الحياة وصعوبة التعامل اليومي هو من اهم اسباب هذه الامراض التي تصاحب المراه فور احساسها بالفقدان ‏بعد‏ ‏سنوات‏ ‏عده من‏ ‏وجود‏ ‏زوج‏وشريك ‏في‏ ‏حياتها‏ ‏يشاركها‏ ‏الحياة‏ ‏بحلوها‏ ‏ومرها‏..
‏لذلك‏ ‏يقدم‏ ‏الخبراء‏ ‏النفسيون‏ ‏والاجتماعيون‏ ‏نصائح‏ ‏للأرملة‏, ‏كي‏ ‏تتجاوز‏ ‏محنتها‏, ‏وتتكيف‏ ‏مع‏ ‏حياتها‏ ‏الجديدة؟‏ ‏حتي‏ ‏لا‏ ‏يكون‏ ‏فقدان‏ ‏الزوج‏ ‏نهاية‏ ‏المطاف‏ .‏
‏ جاء‏ ‏في‏ ‏دراسة‏ عدد من ‏الباحثين‏ ‏من‏ ‏جامعتي‏ ‏شيكاغو‏ ‏وأوهايو‏ ‏الأمريكيتين‏ ‏أن‏ ‏استمرار‏ ‏العشرة‏ ‏الزوجية‏ ‏عامل‏ مهم من شانه ان ‏يرفع‏ ‏من‏ ‏المستوي‏ ‏الصحي‏ ‏للزوجين‏, ‏وأن‏ ‏الانفصال‏ ‏وانتهاء‏ ‏تلك‏ ‏العشرة‏ ‏إما‏ ‏بالطلاق‏ ‏وإما‏ ‏بوفاة‏ ‏الشريك‏ ‏سبب‏ ‏في‏ ‏تدهور‏ ‏الحالة‏ ‏الصحية‏ ‏للمتزوجين‏.‏
ولكن‏ ‏الملفت ‏للنظر‏ ‏في‏ ‏دراستهم‏ ‏المنشورة‏ ‏في‏ ‏المجلة‏ ‏الأمريكية‏ ‏للصحة‏ ‏والسلوك‏ ‏الاجتماعي‏ Journal of Health and Social Behavior, ‏أن‏ ‏الأشخاص‏ ‏الذين‏ ‏ينتهي‏ ‏ارتباطهم‏ ‏وعيشهم‏ ‏مع‏ ‏شريك‏ ‏الحياة‏ ‏في‏ ‏مرحلة‏ ‏ما‏ ‏من‏ ‏العمر‏, ‏إما‏ ‏بالطلاق‏ ‏وإما‏ ‏بوفاة‏ ‏الشريك‏, ‏كانوا‏ ‏أكثر‏ ‏عرضة‏ ‏للإصابة‏ ‏بالأمراض‏ ‏المزمنة‏, ‏بالمقارنة‏ ‏مع‏ ‏أولئك‏ ‏الأشخاص‏ ‏الذين‏ ‏استمر‏ ‏تنعمهم‏ ‏بالعيش‏ ‏في‏ ‏عش‏ ‏الزوجية‏ وكان هذا الافتراض هو اعتمادهم على بعض العينات التي قدموا دراستهم بشانها .‏
وقالت‏ ‏الباحثة‏ ‏الدكتورة‏ ‏ليندا‏ ‏ويت‏ ‏إنه‏ ‏يبدو‏ ‏أن‏ ‏للطلاق‏ ‏أو‏ ‏الترمل‏ ‏آثارا‏ ‏سلبية‏ ‏بعيدة‏ ‏المدي‏ ‏علي‏ ‏الصحة‏ ‏البدنية‏, ‏بشكل‏ ‏يفوق‏ ‏آثاره‏ ‏السلبية‏ ‏علي‏ ‏الصحة‏ ‏النفسية‏.‏
والصحة‏ ‏النفسية‏ ‏تتفاعل‏ ‏بشكل‏ ‏أكبر‏ ‏مع‏ ‏الحالة‏ ‏الآنية‏ ‏التي‏ ‏يعيش‏ ‏فيها‏ ‏الشخص‏, ‏, ‏أما‏ ‏إذا‏ ‏ما‏ ‏بدأ‏ ‏المرء‏ ‏بإهمال‏ ‏صحة‏ ‏جسمه‏, ‏عبر‏ ‏عدم‏ ‏ممارسة‏ ‏الحركة‏ ‏والنشاط‏ ‏البدني‏ ‏بالرياضة‏ ‏اليومية‏ ‏أو‏ ‏عدم‏ ‏الاهتمام‏ ‏بالحرص‏ ‏علي‏ ‏تناول‏ ‏الطعام‏ ‏الصحي‏ ‏وبطريقة‏ ‏صحية‏, ‏أو‏ ‏عدم‏ ‏المتابعة‏ ‏مع‏ ‏الأطباء‏ ‏والاستماع‏ ‏بتمعن‏ ‏لنصائحهم‏ ‏وإرشاداتهم‏, ‏وبخاصة‏ ‏حينما‏ ‏يكون‏ ‏الشخص‏ ‏مريضا‏, ‏فإن‏ ‏هذا‏ ‏كله‏ ‏سيكون‏ ‏ذا‏ ‏تأثيرات‏ ‏سلبية‏ ‏علي‏ ‏صحة‏ ‏الجسم‏ ‏في‏ ‏المدي‏ ‏البعيد‏, ‏وهذه‏ ‏السلوكيات‏ ‏السلبية‏ ‏تجاه‏ ‏الاهتمام‏ ‏بالصحة‏, ‏هي‏ ‏غالبا‏ ‏ما‏ ‏يفعله‏ ‏الكثيرون‏ ‏بعد‏ ‏الطلاق‏ ‏أو‏ ‏فقد‏ ‏الشريك‏.‏
وقالت‏ ‏الباحثة‏ ‏إن‏ ‏هذه‏ ‏النتائج‏ ‏تستحق‏ ‏الاهتمام‏ ‏من‏ ‏الأطباء‏ ‏وأصدقاء‏ ‏وأقارب‏ ‏هؤلاء‏ ‏الذين‏ ‏عانوا‏ ‏الطلاق‏ ‏أو‏ ‏الترمل‏, ‏وعلي‏ ‏وجه‏ ‏الخصوص‏, ‏يجب‏ ‏علي‏ ‏الأطباء‏ ‏الاهتمام‏ ‏بشكل‏ ‏خاص‏ ‏بأولئك‏ ‏الأشخاص‏ ‏والنظر‏ ‏إليهم‏ ‏كأشخاص‏ ‏أكثر‏ ‏عرضة‏ ‏للإصابة‏ ‏بالأمراض‏ ‏المزمنة‏, ‏مثل‏ ‏ارتفاع‏ ‏ضغط‏ ‏الدم‏ ‏أو‏ ‏ارتفاع‏ ‏الكوليسترول‏, ‏وهم‏ ‏يحتاجون‏ ‏إلي‏ ‏ترابط‏ ‏اجتماعي‏ ‏أفضل‏ ‏لتخفيف‏ ‏التوتر‏ ‏والضغط‏ ‏النفسي‏ ‏عنهم‏.‏
ومن‏ ‏ثم‏ ‏فانفضاض‏ ‏مؤسسة‏ ‏الزواج‏ ‏ـ‏ ‏ترملاـ‏ ‏قد‏ ‏يولد‏ ‏لديها‏ ‏معاناة‏ ‏تنطوي‏ ‏علي‏ ‏معان‏ ‏نفسية‏ ‏وعاطفية‏ ‏واجتماعية‏ ‏واقتصادية‏ ‏أعمق‏ ‏مما‏ ‏قد‏ ‏يتولد‏ ‏عند‏ ‏الزوج‏ ‏الأرمل‏. ‏فالأرمل‏ ‏وبخاصة‏ ‏المسن‏ ‏قد‏ ‏يواجه‏ ‏مشاكل‏ ‏أخري‏ ‏تختلف‏ ‏عما‏ ‏تواجهه‏ ‏الأرملة‏, ‏إذ‏ ‏يجد‏ ‏صعوبة‏ ‏فيما‏ ‏لم‏ ‏يعتد‏ ‏عليه‏ ‏مثل‏ ‏إدارة‏ ‏الشئون‏ ‏المنزلية‏ ‏وغيرها‏, ‏وهذا‏ ‏ما‏ ‏قد‏ ‏يدفع‏ ‏به‏ ‏إلي‏ ‏الزواج‏ ‏مرة‏ ‏أخري‏. ‏أما‏ ‏هي‏ ‏فقد‏ ‏يحدث‏ ‏لها‏ ‏مرحلة‏ ‏من‏ ‏عدم‏ ‏الاتزان‏ , ‏والانعزالية‏.. ‏فإما‏ ‏أن‏ ‏تتماسك‏, ‏لتقوم‏ ‏بتحمل‏ ‏مسئولياتها‏, ‏والنهوض‏ ‏بأعباء‏ ‏إعالة‏ ‏أولادها‏ ‏لامتلاكها‏ ‏قوة‏ ‏الإرادة‏ ‏والعزم‏ ‏والمثابرة‏, ‏والمقدرة‏ ‏علي‏ ‏تحمل‏ ‏وتجاوز‏ ‏الصدمات‏, ‏فتقوم‏ ‏بدور‏ ‏الأم‏ ‏والأب‏ ‏معا‏. ‏وإما‏ ‏أن‏ ‏تنهار‏.. ‏استسلاما‏ ‏للعديد‏ ‏من‏ ‏الآلام‏.‏
ولعل الارمله تعاني من الام عده تكون مجبره عليها وهي اسالة اطفالها عن ابيهم التي تعجز الام عن اجوبتها ( ‏ابي تاخر لماذا ياامي ؟‏, ‏دعيني‏ ‏اتصل به ؟‏, ‏هل‏ ‏هو‏ ‏زعلان منا يااماما ؟‏, ‏اتصلي به فقد وحشنا كثيرا ؟‏, ‏هل سياتي بالعيد ؟‏
وشعورها بعدم وجود غطاء زوجي يحميها ويحافظ عليها من مجتمع بنهش الارمله بانيابه دون التفكير ولو لوهلة واحده انها انسانه ولها حق العيش والتصرف بطبيعه وكانها تحت عش الزوجيه ‏وتتألم‏ من ان تمس من كلام الناس بسوء ‏, ‏وتتألم‏ بكل شي يذكرها بزوجها واماكن تجمعهما سوية ‏, ‏
وهي‏ ‏تتعرض‏ ‏إلي‏ الم شديد ‏, ‏وبخاصة‏ ‏اذا كانت بريعان شبابها ‏, ‏فتعاني‏ ‏صراعا‏ ‏بين‏ ‏شعورها‏ ‏بعدم‏ ‏الاستقرار‏ ‏النفسي‏ ‏والأسري‏ ‏والعاطفي‏, ‏و‏ ‏الحاجة‏ ‏إلي‏ ‏الزواج‏ ‏لسد‏ الاحتياج المتعدد‏, ‏وبين‏ ‏القلق والخوف على ابنائها ومستقبلهم ‏ ‏. ‏وهي‏ ‏تتعرض الى عوامل قاسيه من الجانب الاجتماعي و ‏قد يكون تفكيرها بالزواج اجاحفا ونكرانا لزوجها السابق ‏. ‏ولو‏ ‏أرادت‏ ‏أن‏ ‏تتزوج‏ ‏ولديها‏ ‏أبناء‏ ‏تبدأ‏ ‏مشاكل‏ ‏الحضانة‏, ‏وأحيانا‏ ‏يطلب‏ ‏أهل‏ ‏زوجها‏ ‏الراحل‏ ‏منها‏ ‏الزواج‏ ‏من‏ ‏أحد‏ ‏أفراد‏ ‏العائلة‏, ‏وذلك‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الأولاد‏, ‏و‏ ‏كرامة‏ ‏العائلة‏ . ‏