قصة امرأة اسمها ساره على موقع وفاء سلطان



جهاد علاونه
2011 / 11 / 9

نشرت الدكتورة النفسية وفاء سلطان على موقعها قصة عن امرأة اسمها (سارة) http://dawrytv.org/node/499 وما كان باللون الأسود بلسان سارة وما كان باللون الأزرق بسان الدكتورة وفاء سلطان وكانت سارة عبارة عن امرأة تزوجت من رجل حرمها من التعليم أولا ومن الحياة الكريمة ثانية,وأهانها بزواجهِ السري عليها ومن ثم نقلها من وطنها الأم سوريا إلى عدة بلدان بعد أن تعهد لها بالحماية وبالأمان وحصلت معها عدة مشاكل كانت كلها تدور حول زواج الزوج ومغامرات الزوج وإنفاق ماله على العاهرات وحاولت سارة التخلص منه كما كانت أمها تحاولُ التخلص من أبيها الذي تزوج على أمها سرا من امرأة مغاربية أمازيغية على ما أظن واكتشفت سارة بعد وفاة أبيها بأن لها إخوة غير أشقاء, وكان منطق زوج سارة مثل منطق أبيها مع أمها حيث كان يعتقد بأنها لن تستطيع العيش بدونه وكانت النتيجة أنها انتصرت عليه بشتى وسائل المقاومة, وروت سارة قبل ذلك قصة أمها التي لا تختلفُ عنها في أي شيء, وكانت لي هذه الملاحظة على القصة القصيرة:

إلى أي مدى تستطيع سارة أن تعيش كما عاشت النساء الأمازونيات,وإلى متى ستبقى موهومة بأنها تستطيع العيش بدون رجل آخر, وإلى أي مدى يبقى الوهم مسيطر عليها,وإلى أين تقود سفينتها في عرض البحر حيث بإمكانها أن ترسوا على عدة شواطئ بحرية؟؟؟..يقول أودلف هتلر:كلنا مثل القمر لنا جانب آخر مُظلم,وأنا أقول بأن(سارة) مثل العملة النقدية لها وجهان الأول أظهرته لنا براقاً بريئاً, والآخر تركتنا بين السطور معه يؤرقنا أحيانا وأحيانا أخرى يُمتعنا ونحن نتخيلها مع بطل آخر أخفت صورته عنا حين كانت في بعض الأيام تلتجئ إلى حضنه كما التجأ أنا في الأيام الباردة إلى حضن المدفئة, وفي الحقيقة لا تستطيع سارة أن تقاوم كل هذه المقاومة بدون(صديق) ترتمي على كتفه بكل أحزانها وبكل آلامها وتستطيع أن تسند ظهرها إليه كما أسنده أنا إلى الحائط لأن الرجل بالنسبة للمرأة هو الحائط الذي تسند ظهرها عليه,ومن المستحيل أن تستمر حياتها هكذا بدون صديق ولو كان بمخيلتها مثل الشبح يسيطر على تفكيرها في أحلامها.

وصدقوني لو سألتم كل القراء الذين قرءوا قصة سارة -التي روتها بنفسها- عن هذا البطل أو ذاك الرجل لقالوا كما قلت أنا بأنهم منذ البداية ومن بين السطور لاحظوا الرجل الذي عاش مع أم سارة بشحمه وبلحمه أو بطيفه كما حدث أيضا مع سارة الابنة وما المانع أن تكون المرأة سرُ أمها كما هو الولد سرُ أبيه؟, والتاريخ حقيقة يعيد نفسه,وهنالك من يقول بأن التاريخ يعيد نفسه من جديد وأنا أقول بأن التاريخ فايروس ينسخ نفسه من جديد مع اختلاف بسيط فقط في الأسماء, وكان زوج سارة محقا حينما قال لها لن تستطيعي العيش بدوني وكان مخطئاً حين ظن نفسه بأنه الرجل الوحيد في هذا العالم, حقيقة استطاعت سارة أن تعيش كما توهمت بدون زوجها ولكنها كانت تدرك بأنها لا تستطيع العيش بدون رجل,هذا إذا تغاضينا عن قصة (النساء الأمازونيات) اللواتي عشن بدون أزواج وليس بدون رجال,لأنهن كن يضاجعن الأزواج فقط من أجل أن تستمر دورة الحياة وهنا تقع سارة في عملية إيهام للعقل بحيث كانت توهم نفسها بأنها تستطيع العيش بدون زوج وليس بدون رجل علما أنها كانت تعيش بدون زوجها وليس بدون رجل, وكانت في قصتها وقصة أمها اختلاف في الأسماء فقط لاغير,وكانت تحاول أن تجد رجلا آخر أو صديقاً آخر تتكئ عليه كما قال أحد الشعراء الغربيين(لماذا تتكئين على حجر وكتفي موجود؟) وقد كان الرجل الآخر في قصة سارة هو مفتاح النجاح أو مفتاح الشخصية الذي بدونه لن تستطيع التكيف مع الظروف التي أحاطت بها,كانت سارة مثل أمها كانت بحاجة إلى رجلٍ أو إلى شخص أو إلى بطلٍ مثل المسيح يحملُ عنها كل ما يتعبها, وكذلك كانت أمها بحاجة ماسة إلى صديق آخر تنتقم بواسطته من الزوج الذي ضاقت معه مرارة الأيام لتعيش مع الصديق حلاوة الأيام وأن تقهره من خلال رجلٍ آخر كما قهرها زوجها بواسطة امرأة أخرى, فلا يقهر المرأة إلا امرأة مثلها ولا يقهر الرجل إلا رجل مثله وهذا سر نجاحها, وهنا كان يعتقد زوج سارة بأن باستطاعته أن يعاقب زوجته قانونيا وأن يسحب من تحتها أولادها بحجة أنها امرأة سحاقية,هكذا تصورها بأنها تعيش مع نساء مثليات جنسيات وهنا يحق للرجل الدفاع عن شرفه وشرف أولاده ,وأكاد أن أقول مع المفكر الليبي الشهير(الصادق النيهوم) بأن:شرف المرأة مثل عود الكبريت وشرف الرجل مثل قداحة(الرونسون).

عاشت سارة وما زالت تقاوم حتى الرمق الأخير,وكانت مخطئة في بعض الجوانب وكانت مصيبة في أكثرها وكان أمامها درساً تعلمته من الست الوالدة وكانت سارة عبارة عن ارتطام سفينة بتلة من الصخر في عرض المحيط وكانت سارة ضائعة وجدت بعد السنين طريقة للحياة مختلفة عن النساء التقليديات وكان لها روح بسبعة أرواح, عاشت سارة حياتها كما قررت هي أن تكون وليس كما كان زوجها يظن, وتلقت الدعم من صديقات ولم تتلقى الدعم من الرجال على الأغلب وبكلمةٍ أخرى مثل القداحة التي تعمل على الكاز بحيث أنها بطيئة الاشتعال, وبعبارة أوضح شرف المرأة سريع الاشتعال وشرف الرجل بطيء الاشتعال أو من المستحيل أن يشتعل, وشرف المرأة مثل لوح الزجاج ينكسر بسهولة دون امتناع وشرف الرجل مثل اللوح المعدني المصنوع من الفولاذ من الصعب أن ينثني ومن المستحيل أن ينكسر,وبأن شرف المرأة مثل عود القش وشرف الرجل مثل رمح الخيزران من الصعب أيضاً أن ينكسر.