لننصر المرأه ولنهزم التخلف (2)



فؤاده قاسم محمد
2011 / 11 / 15

لننصر المرأه ولنهزم التخلف (2)

موضوع آخر اصبح للبعض بديهي وعاده متمسكين بها دون تفكير , فأصعب شيء على الانسان
التخلص من موروثاته التي كبله بها مجتمع جامد وفاسد من الداخل ومتحفظ من الخارج , البعض لا يتقبل النقاش بهذا الموضوع بالرغم من قناعتهم بالحجج المطروحه امامهم , فقد وضعوا النقاط على الحروف وانتهى وبسبب ما يتمتعون به من ضيق افق لعقول دمرتها عاداتهم بالرغم من قناعاتهم بالحجج .
هو موضوع الحجاب والتبرج
ايضآ كان لي بهذا الموضوع نقاش مع زوجي وكانت نتيجته عقيمه بعقم تفكير مجتمعه ومخلفات هذا المجتمع على الاغلبيه الساحقه منه .
--- قال بأن التبرج حرام وعدم ارتداء الحجاب ايضا حرام وأنا كمسؤول عنك ارتكب الان أثم بالسماح لك بأظهار زينتك واستطيع ان افرضه عليك بالقوه لكني اتجنب المشاكل , ويقصد بالمشاكل طبعا انني سأنغص عليه سعادته المزيفه ليس الا .
(هو مسؤول عني ) ! ! كوني لا امتلك عقل كما خبره دينه وكوني ضعيفه لا أستطيع الدفاع عن نفسي لو جابهت موقف معين في شوارع المسلمين التي لو سارت بها المرأه تكون محط انظارهم من ما يعانون من كبت .
فقلت له :- وهل من المعقول بأن لو تزوجت أمرأه متعلمه من شخص اٌمي يكون مسؤل عنها وعن تصرفاتها وان يفرض عليها فكره الامي ويعلّمها ويطالبها بالحجاب ,فهل يكون زوجها الامي مسؤول عنها وهو لا يعلم من امره شيء ؟؟هل هذا العدل الالهي ؟ أم ان هذه النقطه نساها شرعنا العادل من مفهومكم , أضفت له لتأتي الافكار واحده تلو الأخرى : أنا برأيّ ان الحجاب يشجع الفساد ايضا وليس العكس .
نعم انا عن نفسي اخاف على بناتي من المحجبات ان تفسدهنّ بأفكار مشوشه وايمان بخرافات من سحر وحسد من جراء رغباتهن المكبوته ..(.لكني قلتها لغرض تبيان مدى اخطاء المحجبات وليس خوفآ فلا خوف على من ادرك الحقيقه وعاش دون قمع ) المرأه كما هو الرجل لا ترغب في ارتداء الفضفاض وكما انت لا ترغب بأرتداء جلاليب مهلهله وتقول عنها غير انيقه هي كذلك لديها متطلبات كما هي متطلباتكم , ومتطلباتها بسيطه للغايه وهي ان تكون جميله وأنيقه ليس لأجل الرجال كما تصور لكم ادمغتكم (فالاناء ينضح بما فيه )لكن لأجل ذاتها التي تحاولون تشويهه , فهل انعكست آيتكم اليوم وأصبح الرجل هو من يهتم بأناقته وجماله وجعلتم المرأه تهمل ما تبقى لها من كيان وتكون حكرآ لكم فقط وبالنتيجه لديكم الحجه للذهاب الى غيرها .
كبت المرأه لاجلكم بهذا السواد من عبائات وخرق يفسر لنا فساد اخلاق مجتمعاتنا ومحجباتنا وبالتالي فساد الرجال ايضآ فهو تدخّل اجباري بطبيعة الانسان من قبلكم ونتائجه حتما عكسيه .
فأجابني جوابه التقليدي :- لا علينا سوى تطبيق شريعة الاسلام وأن نحافظ على انفسنا وعلى شكلنا اجتماعيا ودون سؤال !
الشكل الاجتماعي هو الاهم لكي يقول علينا هؤلاء الاغبياء بأننا شرفاء بهذا الجلباب القبيح وبه حجبنا حقيقه هي بالاصل مره ولم نفكر بعلاجها وليكن ما يكون من اعمال في الخفيه ! وفي محاوله يائسه لكي يستخدم عقله .
قلت له لنفكر بسبب تحريم التبرّج فهل حرام ان نفكر لنتوصل الى نتيجه نكون مقتنعين وراضين بها حتى نطبق ويكون تطبيقنا عن قناعه وبالتالي نبتهج بما نعمل ......
فأجاب :- حتى لا ينظر اليها الرجل ويرتكب اثم بأشتهائها جنسيا .!!

يا لهول افكارنا نحن مجتمع المسلمين
هل من المعقول ان نحمّل شخص ضعف وعيوب غيره عوضآ عن محاولاتنا تصحيح الخطأ نقع بأفدح منه عوضآ عن تشذيب هذا الجانب الضعيف بالرجل نكمل عليه بكبته وكبت المرأه ايضا , وتتحمل المرأه بذلك اغلاط غيرها فتجبر على ارتداء الحجاب وتحجب حريتها بسبب سلبيات رجلنا الشرقي الذي بدوره هو ضحية هذه التعاليم كونه لا يستطيع السيطره على شهوته وهي اهتمامه الوحيد معتبرا بذلك جسدها عوره عليه حجبه عن نظرته المتخلفه هذه .
فجاء جوابه التقليدي :- لا يحق لنا ان نناقش علينا التطبيق فقط فكل ما جاء به الرب هو عادل فلماذا نتعب انفسنا بالتفكير .
وكالعاده تهرب من النقاش كونه لا يمتلك حجج يدافع بها عن ما ورثه من افكار وعادات هدمت مجتمعاتنا وكون هذه النقاشات لا تطعمه ولا تغنيه , فلماذا أذن يشغل دماغه فليحتفظ به فاضي ويريحه احسن له .
طالما سألت نفسي لماذا اشمأز عندما اضع في موقف يجبرني على ان احجب نفسي عن الرجال او يجبرني الموقف على الهروب من ملاقاتهم مسايره لمن معي او مجبوره كأن اكون أحيانا في ملابس هي عاديه لكنها في مجتمعنا غير محتشمه فأتجنب الموقف مجبره , وأشعر بضعفي وبأني عيب غليّ أخفاءه عن الانظار !! اليوم فقط عرفت السبب , عرفت بأن المرأه في مجتمعنا عوره وعيب وكنتيجه لهذه العقول وكنتيجه لشهوة الرجل , تكون المرأه في حالة تجنب وخائفه باستمرار اذا تحدثت اليه او اختلطت به فيزداد الكبت على الطرفين , وطريقة التفكير هذه التي نشأت عليها هي ما أدت بها الى الخوف , والخوف لنساؤنا ألعربيات أيضا هو رمز الانوئه ومكمل لها تربت على اساسه وهذا ما يريده المجتمع من المرأه , والادهى من هذا كله ان ما نراه اليوم من مشاهد حيه بأن قسم من الفتيات ممن اجبروا على ارتداء الحجاب من قبل اهاليهم ينتهزون اي فرصه لخلعه عند ابتعادهن عن المنزل وهذا دليل على الكبت الواقع عليهن , بالاضافه الى اهتمام المجتمع بشكليات تافهه ومحاوله منه ومن شيوخه بالحفاظ على هيمنة الحجاب كشكل يخدعون به انفسهم بأنهم معصومون من اي خطأ بتشجيعهم عليه ناسين بأن كل كبت يولد انفجار وكل حجب يولد الرغبه بالضد , وهذه الظاهره في تزايد اليوم فكلما ازداد المجتمع بأنحطاطه كلما ازداد الكبت والحجب وبالنتيجه يعمل هؤلاء الفاحشه بالظلام دون ان يرى احد حقيقتهم ويقابل المرأه المحجبه الرجل المؤمن بالحجاب وبالدين الاسلامي في ارتكابها للفاحشه .

ألمرأه العربيه ساذجه الى حد الغباء حكمت بقيود مجتمع رفض حريتها حتى لو امتلكت الوعي الحقيقي بذاتها ولو امتلكت القدره والذكاء ولو بحثت عن الوسائل الحقيقيه التي تقودها للسعاده ستواجه مشاكل جمه فهي مقيده بالمنزل والزوج والاولاد واهتمامات محصوره بأرضاء الزوج وأعمال روتينيه تقتل بها كل حس حياتي تفكر بأطعام زوجها لتملي غريزته الازليه بألاضافه الى انها انجبت له عدد لا بأس به من الابناء فتزيد بذلك الطين بله ويرغب هو بالمزيد , فألاطفال بنظرهم نعمه من الرب ومجانيه لا تكلفهم شيء يأتون ويأتي معهم رزقهم ( والعكس صحيح )وهذه الحلقه المفرغه الضيقه هي نتاج وثمن لاستقرارها ألذي لا بد منه , فغصبت المراه العربيه من خلال سلطة المجتمع على ان تكون اداة للهدم ليس بأرادتها وهي على غير درايه مما آلت اليه من وضع مشين , هذه حقيقة مأساويه لمجتمع عاش سنينه ولا يزال في حالة تبديد واسع لكل ما هو جميل في الحياة , فعندما يكون نصف المجتمع بل اكثره بحالة قتل لفكره سيكون مجتمع مشوه ومن الصعب الارتقاء به وتخرج المراه فيه خاسره دائما كما ويخرج جيله القادم لا يمتلك لابسط القيم الانسانيه وخاسر للكثير مما له علاقه بالانسانيه الحقيقيه .

فكثير من العرب نسوا الواجب القريب منهم ونظروا اليه بأزدراء فعلى الرجل ان لا ينسى بان ألمرأه فاقده الثقه بنفسها , واحساسها بأنها لا قيمه لها ولا اهميه جعلها مدمره وهذا النوع من الشعور بالتفاهه هو امر مدمر وقاتل يؤدي الى انهيار الشخصيه تماما ويؤدي الى نوع مرير من التمزق والقلق , وترجع مسؤؤلية هذا الشعور الى تجاربها التي مرت بها وتربيتها في ظل هذه المجتمعات التي تحط من قيمتها باستمرار وتجعلها تنظر الى نفسها ككيان ناقص وبنفس الوقت يمتلكن طمأنينه وسعاده مزيفتين , الاطمئنان هو البلاهه وعدم التفكير بشيء والقناعه الكامله بما وصلت حالها هو الركود فقناعة المراه هنا خنوع والرضا عن النفس هو الوقوف بنفس النقطه , وبذلك تبقى المراه ساكنه وحتى لو عاشت مئات السنين هي طفله بتفكيرها وأمرأه بجسدها ( كيان مشوه ) وهذا ما اعطاه ايانا مجتمعنا وديننا ...
فكم من الآهات كتمت لنساؤنا وكم من النساء تجرعن الالم وهن خانعات ...
فالرجل الشرقي لم يحاول أن يقوم بالواجب القريب منه ويفضل أن يشكو من غباء زوجته وبأنها لا تشاركه افكاره ومشاعره , يراها وقد شوهها مجتمعها ليتلذذ بها ولكي تشعره برجولته التي قتلها وشوهها مجتمعه , فلم يحاول يوما ان يقوم بتجربه بسيطه وهي ان يساعدها على المعرفه والتطور حتى تصبح قريبه منه ومن عقله , ويفضل أن يشكو ويأن على ان يعمل شيء , وأبسط الطرق هي ان يسير وراء آيات تحطم كيان المجتمع وتزيد طينه بلل بزواج فاشل ثاني وثالث , أو بالهجر او الضرب كما سمح له دينه .
فالشجاعه ايها الرجل الشرقي هي ليس بكثرة زواجات ولا بالهجر والضرب كما علمك الدين الاسلامي لكن ان تعيد النظر بما قولبت به , وان تبحث دائما عن المعنى الايجابي في التجارب التي تعيشها وان ترى في الالم طريق للسعاده وفي الفكر طريق للنور وترفع كل ما يحجب عنك النور , وان تطلب من زوجتك برفع ما تحجب به وجهها وحقيقتها ألجميله ولا تسمح بتشويهها وتشويه فكرها , عندها فقط ستضع نقاطك على الحروف وترى حياتك وقد تغيرت وستزول مخاوفك من أن تذهب أمرأتك لغيرك وتنسى همومك فثقتك بها هي ليست بالسيطره الفارغه ولا بالهجر اوالضرب بل باعطائها الحب لتعطيك اياه ولتعطيك سعاده اكثر لك ولابنائك .
هذا إن كنت لا تزال تمتلك الرغبه بالتغيير .

أنهيت نقاشي بأن قلت وبأعلى صوتي : لا اسمح لك ولمجتمعك الغبي ما حييت بان يفسدني وأن يجعلني لعبه وشبح قبيح من الخارج وفاسد من الداخل , ولا ارضى لضميري ان ارتدي الحجاب لاتستر به ولأخفي حقيقه تريدون لها ان تكون مره وأن افعل به ( الحجاب) ما أشاء , لن اسمح ولأخر يوم من عمري ولا ارضى ان اعمل ما يفسد روحي وينهش بفكري


ولنهزم التخلف ولننصر الانسانيه