المرأة..في المنتديات والمواقع الالكترونية الاسلامية



أمجد الرفاعي
2004 / 12 / 23

يعتبر موضوع المرأة من المواضيع المفضلة لأغلب منتديات ومواقع (الاسلام الأصولي )الألكترونية.
وتنتشر هذه المنتديات والمواقع(الدعوية)في طول وعرض الشبكة العنكبوتية،وهي تبث سمها الزعاف وتخلفها وتحجرها العقلي في كافة الأرجاء والاتجاهات ،مغلفاً بورق(سيلوفان)الدعوة للفضيلة والتمسك بأهداب العفة والتقوى!.وهي إذ تستخدم الاسلام كسلاح وترتديه كقناع ،فانها تستهدف أول ماتستهدف ..عقل المرأة ،في سبيل السيطرة عليها،وكبح جماح نزعاتها التحررية للتخلص من الظلم الواقع عليها سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.


ان أول مايحاول أصحاب العمائم واللحى والدشاديش القصيرة عمله هو تقديس أنفسهم .واعتبار أن أي مساس بشخصياتهم الكريمة هو مساس بالدين!.وهذا كله زور وبهتان فلم يعرف فجر الاسلام أي "رجال أكليروس اسلامي"..ولا حاول أن ينشئ طبقة من رجال الدين كما في الأديان الأخرى،تحتكر فهم الدين وتفسره على هواها،وتصدر فتاويها فيه..
وباختصارتسعى هذه الطبقة لجعل نفسها سداً منيعاً ،أو واسطة ،بين الانسان وربه...
وبعد أن يقدس رجال الدين أنفسهم بادعائهم العصمة،يبدأون باصدار الفتاوى والتحريمات فيما يخص المرأة ..فيمطرونها بجملة من الأوامر والنواهي تبدأ بضرورة ارتداء الحجاب أو النقاب أو"الشادور"، مروراً بالتخلي عن حاجاتها الجسدية والنفسية ....ولا تنتهي بوجوب طاعة الزوج والامتثال لأمره!.

وفي سعيهم لتحقير المرأة والحط من شأنها يحاولون بشتى الوسائل والأدوات نشر"وعي زائف"لديها عن طريق تلقينها ثقافة "الخطيئة الأولى" وثقافة"الطهارة والحيض والنفاس والعدّة.."،وعن طريق تقديم النصح والارشادات التي ليس لها آخر،فتعتقد المرأة بعدها،أن في طأطأتها لبعلها واهدار كرامتها أمامه والتصاغر في حضرته،انما هو قمة العبادة والصلاح والفضيلة..
وأحد أهم أركان هذا الوعي الزائف المضلل تفسيرهم (الناقص!) لمقولة"النساء ناقصات عقل ودين"والذي اعتمدته-وللأسف-أغلب نساء العالم الاسلامي كتفسير مؤكد ومقدس لايجوز دحضه أو مناقشته..
وكان من الطبيعي أيضاً وفق هذا الفهم(...أن يمنعها البعض من الإنتخابات بإسم نقصان العقل ،وأن يحرموها من قيادة السيارات ومنصب القضاء أو الرئاسة بإسم تغلب العاطفة ،وأن يتركوها لتحترق مثلما إحترقت البنات فى إحدى المدارس السعودية لأن المطوعين رفضوا خروجهن كاشفات الشعر لأن هذا الكشف هو نقصان الدين بعينه ،وهكذا تم إعطاء الغطاء الشرعى والمبرر الفقهى للقهر النسائى ،وتم تغليف البربرية والعنصرية بغلاف سيلوفان دينى براق ،وتضخمت غدة الوصاية عليها حتى وصلت إلى درجة تسمم جسد المجتمع كله .......من مقال لخالد منتصر)..

ورغم محاربة دجّالي الدين للحرية،الا أنهم يستخدمون أرقى وأحدث أدواتها-الانترنت-لنشر هلوساتهم وعدائهم الصريح للمرأة،عبر مواقعهم ومنتدياتهم ،التي تنمو مع الزمن نمو الفطر السام..

ولأن الجهل لايصمد أمام العلم..والخرافة أمام العقل..والظلام أمام النور..فلقد بدأت في الآونة الأخيرة تبرز بعض الأصوات العاقلة معبرة عن نفسها عبر منتديات ومواقع رزينة تعتمد المنطق العقلي والحوار الهادف البناء لغة لها..وبدأت هذه الأصوات "وبعضها أصوات اسلامية"تطالب بالعودة للمنابع الاصلية للدين،وإعمال العقل والمنطق فيه،ونبذ ومحاربة مايخالف العلم،وفضح وتعرية كل مالحق بالدين من زيف وافتراء وخزعبلات مسيئة للانسان وعقله..وتطالب أيضاً باعلاء شأن المرأة واحترامها ودعوتها لأخذ مكانتها الحقيقية كشخص مستقل تمام الاستقلال عن الجنس الآخر،من خلال الدعوة لتحريرها اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً.................