المرأة و الوهابيين.....



ياسمين يحيى
2011 / 12 / 5

  يصور الوهابيين للناس أن المرأة دائما هي الضحية ، ودائما هي الخاسرة والنادمة، وهي الضعيفة المهزومة ،  والسهلة الكسر .


ليس حبا بها ولا خوفا عليها ، لا ، بل هو دس السم بالعسل ، بمعنى أنهم يقولوا هكذا كلام كي تبقى المرأة ضعيفة ومسكينة وضحية وخاسرة ونادمة دائما في أعتقاد الناس وفي نظر المرأة نفسها أيضا،  وهذا كله في مصلحة الذكر ( الذكر وليس الرجل ) .
مثلا كلنا يعرف بالفطرة أن الطلاق أمر يؤثر على الطرفين وليس الزوجة فقط ، ولكنهم حين يناقشونه لا يتحدثون عن أثاره السلبية على الرجل ، فقط على المرأة وبطريقة تهويلية ومصائبية وكأنه نهاية الدنيا بالنسبة للمرأة في حين أن الطلاق في كثير من الحالات هو نهاية جحيم بالنسبة للمرأة ، أو بداية حياة جديدة مختلفة تجد نفسها بها أكثر ، كأن تكون تكره زوجها ، أو أنها تتطلع الى أن تكون في حياة أجمل من حياتها مع زوجها ، ولكنهم لا يقولوا مثل هذا الكلام والسبب هو أنهم يريدوا أن تبقى المرأة أسيرة وخاضعة للزوج حتى لو لم تحبه ، أو لم تكن سعيدة معه فهذا ليس مهم بالنسبة لهم المهم أن زوجها يريدها ، اما لو كان العكس فلا مانع لديهم أن طلقها أو تزوج عليها والدليل أنهم لم يقولوا كلمة واحدة عن أثآر تعدد الزوجات ، ولم أسمع أو اقرأ لهم في حياتي أنهم وبخوا رجلا طلق زوجته لأي سبب من الأسباب ، وكل مايهمهم فقط هو تهويل الطلاق بالنسبة للمرأة حتى لا تفكر أي زوجة تطليق زوجها مهما كانت الأسباب لأنه سيكون طلاق من غير رغبة الرجل وهذا الأمر يغضبهم جدا ويجرحهم ، لذالك يصوروا لها الطلاق خسارة كبرى وغلطة لاتغتفر ، ومصيبة،  وقرار سيء ستندم عليه  الزوجة مدى الحياة ، وهو طبعا مايتمنوه لها ولكنه ليس الحقيقة بل ربما يكون لها
الطلاق باب من أبواب الجنة ،  وتوجد في الحياة أمثلة كثيرة على صحة كلامي .

النقطة الأخرى وهي أنهم دائما يصوروا للناس أنه عندما تحصل علاقة عاطفية أو جسدية بين شابة وشاب ، فالمرأة دائما هي المذنبة وهي الضحية وهي الغير شريفة ، والمدنسة ، والغبية التي لاتعرف مصلحتها ، والخائنة لعائلتها ، والمشوهه لسمعتها وسمعة قبيلتها بأكملها .
بينما لا يتحدثون عن الطرف الآخر في العلاقة وهو الرجل ، لا من بعيد ولا من قريب وكأنه خارج القضية وبعيد عن الموضوع، ولا يطلقون عليه نفس الأوصاف التي يطلقونها على المرأة ، رغم أن الدين يحرم عليه هذا الفعل وأيضا المجتمع ، ولكنهم أي الوهابيين  يخرجوه من القضية ويصبح جل حديثهم وتوبيخهم وتأنبيهم ولومهم للمرأة فقط ، وهكذا يعتقد الناس والمرأة أيضا أن المرأة فقط هي المسئوولة عن هذه العلاقة،  وأن الرجل مجرد أداة تستخدمها المرأة لأكمال جريمتها ، وبذالك ستكون هي المستحقة الوحيدة للعقاب والنظرة الأجتماعية السيئة .  

الوهابيين عندما يتحدثون عن المرأة التي تشغل تقريبا 90‎ ‎% من تفكيرهم ، لا يتحدثون عنها الا  لأهانتها وأخضاعها  وتجريمها وتحميلها ذنوب الرجل ، أو لزرع أفكار ذكورية في رأسها، أفكار ضد نفسها، لا تتلائم مع فطرتها ومشاعرها الأنثوية، يقنعونها بها بواسطة تأكيدها لها من القرآن والسنة ..


تحياتي لجميع القراء ،، أشاءالله ماتكونوا نسيتوني ،
وتحية كبيرة لأستاذي العزيز الدكتور كامل النجار وأشكره كثير على سؤاله عني في فترة غيابي ..