العورة غايشا



خديجة آيت عمي
2011 / 12 / 12

في ساعة مبكرة هذا الصباح فتحت الأورديناتور لأكتشف أن روائية مصرية خلعت الحجاب و" شَتَفَتْ " عليه ثم ألقت به ( تخيّلْتُها ) من الشباك ، ثم راحت تبشّر بفعلتها الإعلام الكاره لمثل هذه التصرّفات المخلة بالأخلاق و الحشمة .
صراحة لم أستمع سوى للدقيقة الأولى و خطر ببالي أن أكتب شيئا عن موضوع " العورة " ، هذا المصطلح البشع الذي سمعته والذي لم يتردّد إلى مسامعي لحسن الحظ سوى بضع مرات في حياتي.
حسب طفولتي " العورة" هي من فقدت نظرها و الأعور كذلك ، لكن ذات مرة قرأت أن "العورة " مصطلح فقهي خبيث ينعتني(أنا الأنثى )عن قصد أو دون قصد (ربما ) بالعورة رغم كوني أتمتع بصحّة جيدة و أنّ معدّل نظري 10/ 10 .
منذ زمن طويل جدا لم يُقذَف هذا المصطلح إلى مسامعي والذي أعتبره خادشا للحياء على اعبتارين إثنين :
أولهما أنه يضرب بعملية "الخلق" عرض الحائط و يقذف بها إلى المزبلة مباشرة و لا يعترف بحدوثها رغم كونها من أجمل الأشياء المُبتكَرة لحد الآن ، و قد تسأل أي أمّ كيفما كان جنسها أو ثقافتها لتخبرك بانبهارها و احترامها لهذه العملية النبيلة (الخلق) حتى و إن كان المخلوق المولود من أبشع المخلوقات على وجه الأرض ، و مع ذلك تتعامل الأم مع مولودها كقطعة زجاج رهيف مخافة من الوقوع و الكسر ، و تقضي الليالي الطوال في سهر رغم العمل و الإرهاق مصرّة على ألاّ تُحوّل الحمّى طفلها إلى إعاقة معلولة إلى الأبد.
ثانيا أعتبره خادشا و مهينا لكونه يختزل مهمة المرأة كاملة في الجنس ،كل الجنس و لا شئ غير الجنس ، و أنها مخلوق مهمّش وبصريح العبارة (غير مرغوب فيه) دنيا وآخرة ،و أنها في نهاية المطاف ليست إلاّ اختزالا للرغبات الجنسيّة النّجسة المُخلّة للآداب العامة التي لا تستدعي سوى لكمات" المُطوّع " في كل الأمنكة التي تطؤها قدم " الأنثى" ، وإثرها انقسم المجتمع إلى نجس وآخر طاهروجنّد مُطوِّعِين مُتَطوّعين ينهون عن منكرٍ يدعى "فتنة الأنثى".
تأملت في الموضوع أكثر لأجدني لست سوى عاهرة ، فاتنة ، أختا للشيطان (غايشا بالياباني ) وأنه مهما أهملني الذّكروصفعني فإنه عليّ بحمد الله الخالق على هذه النعمة .
فمن أكون إذن ؟