أصحاب اللحاة الطويلة ... أتركوا المرأة



عبدالله صقر
2011 / 12 / 16

يقولون عن المرأة أنها شيطان , فأى كارثة تقع على المجتمع الذكورى , فوراءها أمراة , نعم أنهم يشوهون صورة المرأة فى المجتمع , وبالأخص فى مجتمعاتنا العربية ساعات يقولون أن شعرها عورة , وساعات يقولون أن وجهها عورة , وأخيرا قالوا أن المرأة كلها عورة !!
موش عارفين هم عاوزين أيه من المرأة بالضبط ؟ ! المهم من هم الذين يقولون هذا الكلام فى القرن الواحد والعشرين ؟ إنهم جماعة ظهرت أخيرا كانت تعيش تحت الآرض , فأنشقت الآرض بهم , وظهروا لنا ليعلنوا أن كل شيئ فى المجتمع أصبح حرام فى حرام , هؤلاء ما كنا نسمع بهم لولا أن ظروفهم سمحت لهم بالظهور , فى أوقات نحن فى حاجة ماسة لتنظيف العقول , إنهم يطالبوننا بالرجوع للخلف والتخلف البائن , لم أتخيل فى يوم من الايام أن نصل فى الفكر الدينى الى هذه المرحلة .

إنهم نسوا أو تناسوا دور المرأة فى المجتمعات البشرية , لآنهم أصيبوا بالزهايمر الفكرى آ و العته الدينى , لآن المرأة أصبحت طبيبة , ومحامية ومهندسة ومدرسة وممرضة وعاملة فى مصنع , وحققت أنجازات كبيرة فى مجال عملها يفوق الرجل , هم يريدونها فى مستنقع الشهوة والجنس فقط . لقد لاحظنا فى الآونة الآخيرة , بعد قيام الثورة دعاوى تطال المرأة وتطالب بجعلها رمزا للعورة , وحجبها فى البيت .

إن المرأة رمز ا للعفة والعطاء المتدفق , سواء فى بيتها أو فى عملها , على مستوى المجتمعات العربية , فكثير من النساء ذوات عقول نيرة , تفوق الرجل , فى عدة مجالات , ويجب على العقلية العربية ألا تختزل المرأة فى الجنس والشهوة , حتى تصبح المرأة مساندة للرجل وتخدم وطنها , إن المرأة فيها من الحكمة والعزيمة ما يؤهلها لقيادة جيوش كاملة , لآنها لا تنقص عن الرجل فكرا وذكاءا , فأنا شخصيا عملت مع مدبرة مدرسة حين كنت أعمل مدرسا , وكانت فيها من الكفاءة والتخطيط والحنكة والقيادة الرشيدة ما يفوق الرجال .

إذا كنا فى حاجة الى ثورة على رؤوس الفساد , فنحن الآن فى حاجة ماسة الى ثورة على فساد الفكر , لآن فساد الفكر سوف يؤخرنا قرونا كاملة , نحن فى حاجة الى الفكر المستنير , ولسنا فى حاجة الى الفكر البالى الذى عاف عليه الزمن , هؤلاء الذين ينادون بحجب نصف المجتمع , إنما ينادون بالرجعية المقيتة التى تمخضنا منها , والخوف كل الخوف أن هذه الآصوات تعلو , بعد أن خبت , وكانت فى الجحور مخبأة . بلا أدنى شك نحن فى حاجة لعقول تنهض ولا تهدم فى المجتمع , مال هؤلاء والمرأة ؟ !, كنت أتمنى من هذه الآصوات أن تعلو وتنادى بالنهوض بالأمة , وتنادى على المجتمع بالتنمية , وتقول بصوت عالى , سوف نقضى على البطالة وسوف نجد وظائف للشباب, وسنرفع الطاقة الآنتاجية فى كل قطاعات الدولة , ويدنا بيد الشباب , وسوف نقضى على أرتفاع الآسعار حتى الشعب يستطيع العيش كالبنى أدميين والبشر .

والملفت للنظر أن هؤلاء أصحاب اللحى الطويلة , دائما يفكرون فى المرأة , وينظرون لها بأنها عورة يجب حجبها عن المجتمع , ودائما يفكرون فى أشياء لا تثمن ولا تغنى من جوع , فهم تركوا الآصل وأهتموا بالفروع , هم دائما يفكرون بمنظور ذكورى , أى فى النصف الآسفل من المرأة , وتناسوا أن المرأة لها أنجازات حققتها على الساحة , إن هذا الفكر قد عاف عليه الزمن , ولا بد من فكر جديد ينهض بالمجتمع الآنسانى ككل , ويتركوا المرأة فى مسيرة التنمة , فالمرأة لم تخلق لآمتاع الرجل وتدليله ودعك رجليه بعد أن بعود من عمله , فنحن لا نريد أن تكون المرأة أداة للجنس وإشباع الرجل فقط , , ونجردها من مشاعرها وأحاسيسها ولا نحقرها ونجعلها فى مرتبة الحيوانات ونلغى وجودها الآدمى .