إحتراق البوعزيزي وإحتراق المرأة المصرية..؟



عدلي جندي
2011 / 12 / 17

البوعزيزي بإحراقه جسده أصبح أيقونة وشعار الثورة علي الطغيان الديكتاتوري متمثلا في القضاء علي رموز أنظمته حتي ولو لم تكتمل بعد تلك الصورة في القضاء علي الفكر الواحد والذي يحاول اليوم جاهدا للعودة من جديد في لباس رباني وهو الحكم بإسم الإسلام وشرائعه كما وفي مصر اليوم تحت مطرقة جماعات الإخوان الإسلامية من سلف وخوانجية ومطالبهم الإنفراد بوضع الدستور وتشكيل لجانه والإنفراد بالقرار ومن ثم تم حرق البوعزيزي مرة أخري ومن يتحكم اليوم بالقرار هم فصيل له فكر واحد ومن يتجاوزه هو إما كافر أو لا يؤمن بإختيار الشعب .....!!!!!هذا الشعب الذي لم يعارض أو يعترض في 60 عاما وهو تحت حكم الدولة البوليسية وفي بضعة أشهر أصبح له كل الوعي والمعرفة ويعتد برأيه وإختياراته ....!!؟؟؟وإحتراق جسد البوعزيزي كانت له تداعيات ثورية أشعلت الغضب ما بين الجماهير العربية في كافة الأقطار العربية عامة والغريب هو كم من إمرأة عربية أشعلت النيران في جسدها إحتجاجا علي المعاملة السيئة التي يتعامل بها مع المرأة المجتمع العربي الإسلامي؟؟هل تجاوبت الجماهير مع تلك الحالات وإنتفضت للمطالبة بمعاملة المرأة علي قدم المساواة الإنسانية بمثل ما تجاوبت مع إحتراق لجسد ذكوري من أجل مطالب إنسانية و حقوقية متشابهة لمطالب المرأة أيضا... ؟ عن نفسي شخصيا عاصرت قصص لفتيات تعرضن للقمع أو التهديد وإضطررن لإشعال النار في أجسادهن إحتجاجا علي القمع الذكوري ولكنهن لم ينالا حتي أبسط تعبير للمشاركة في التخفيف أو التغيير من أحوال المرأة العربية عامة والمسلمة علي وجه الخصوص بل كانت الإتهامات تلاحقهن وتتهمهم بالزندقة لإقدامهم علي الإنتحار بحرق الجسد والذي يعتبر ملكا لخالقه وأما في حالة البوعزيزي فقد صعدت الأحزاب الإسلامية والتي تتهم الذي يحرق جسده بالزندقة صعدت سلم السلطة مفتخرة عن أسلوب منغلق متخايل وبالأمر ....وإللي مش عاجبه يترك البلد أي أنهم يحكموا أيضا البلد عن طريق حرق قلوب الثوار وتجاوز المطالب الثورية وليس فقط بطريق حرق أجسادهم .. المرأة لا زالت تعاني الكثير ولا تنتفض جماهيرنا لمساندتهم حقوقيا وهناك حالة أو حالات مصرية تمت إنتهاكات حقوقية وجنسية بحقهم كما وفي كشف العذرية والتي قامت به المخابرات العسكرية المصرية في المظاهرات ولا زالت تلك الأجهزة القمعية تهدد من يفضحها بالإعتقال وتلفيق الإتهامات والسجن ...حال المرأة العربية والمصرية اليوم في منتهي القسوة والرجعية وخاصة في ظل الثقافة البدوية الصحراوية التي سيطرت علي صناديق الإنتخاب أيضا ويتشدق أصحابها بإختيار الشعب لهم عبر التصويت ذلك الشعب المقهور بأسم عقيدتهم تارة ومن مخابرات الدولة العسكرية تارة أخري ويوم تفقد المرأة المصرية حريتها تماما وتنعدم مشاركتها المجتمعة وتصبح آمة سي السيد ومتلقي للإفرازات الذكورية كما وهو مخطط لها في برامج السلف والأخوان تكون مصر قد نالت الضربة القاضية وعندها يكون تم حرق المرأة المصرية وفقط ننتظر إحتفالات نثر رمادها في ربوع المحروسة وتصبح نفرتيتي وحتشبسوت وكليوباترة وغير قديما تاريخ للزندقة والفسق واما حديثا فالثورة لا زالت في الفكر ولأنها ثورة لا يمكن تحديد تداعياتها .... ؟