تحية إلى فيروز أينما كانت



سلمى جبران
2005 / 1 / 4

منذ أحبت فيروز العلوية الجميلة صاحبة العينين الخضراوين شاباً مسيحياً وقبل أن تنهي دراستها الجامعية تزوجته وهي لا تفارق ذاكرتي لأنها أعطتني شعورا" بالسعادة وبأن الحب يستطيع مواجهة العوائق الطائفية
معظمنا نحن الجامعيات القادمات من قرى أو مدن سورية تربت على كراهية الآخر واعتباره قذراً دونياً أغرمنا بأشخاص تبين لنا فيما بعد أنهم يشبهونا بدرجة المعاناة وأسلوب الحياة ,أشخاصا" طيبين مشبعين بالرواسب والتربية الدينية الشوفينية الخاطئة
كيف سنحل مشكلة الحب بين الطوائف المختلفة ؟ عندما يتحول الحب إلى مشكلة وربما إلى كارثة لها ضحايا ( نسائية غالبا") فهذا مؤشر على انعدام حقوق الإنسان فأول حق للإنسان أن يعيش مع الشخص الذي يحبه ( حتى فصائل كثيرة من الحيوانات تعيش هذا الحق دون هذه الضجة الإعلامية الكبيرة)
الحل الوحيد هو تبني قانون للزواج المدني في سورية وأنا من الآن أرفض رفض هذا القانون بحجة أن تكوينة الشعب السوري النفسية والثقافية غير مهيأة حاليا" لتبني هكذا قانون (ربما يكون هذا السبب هو أقل الأسباب تأثيرا") فالسبب الأهم برأيي هو تضافر مصالح سياسية دينية ( سينخرب بيتها) إن تبنى الشعب السوري هذا القانون
لأن نتيجة هذا القانون ستكون معاكسة لقانون فرق تسد الذي يتبناه السياسيين والطائفيين والذي يهمه أن تبقى أوصال الشعب السوري مقطعة إلى تجمعات مذهبية كل واحدة تخاف من الأخرى وكل واحدة تزداد انغلاقا" على نفسها عند حدوث الأزمات مما يسهل السيطرة عليها وإثارة الفتن بينها
ونحن كأشخاص نعيش أسلوب حياة معروف بقلة ثقافته عن الديانات والطوائف المختلفة وبانتشار كلمات معلبة جاهزة تزيد نفورنا من الآخر
والأسباب تتعدد منها ضحالة الاهتمام بالثقافة بشكل عام لقلة الكتب التي تحمل أفكارا" عميقة تربي جيلا" يفكر بعقل نقدي يحترم الآخر ويحاوره بهدوء
والسبب الأهم في سورية هو انتشار طوائف علنية بالاسم وسرية بطقوسها ومعتقداتها كالطائفة المرشدية والإيزيدية والدرزية ( بحثت على صفحات الانترنيت عن شيء يتعلق بالدروز فلم أجد سوى القليل عن تاريخهم والكثير من التهجم الجارح بحقهم) هذه الطوائف إضافة للمسيحيين والاسماعيليين والعلويين إلخ... يشكلون أقليات تتشابه بأسلوب الحياة وهامش العلمانية والحرية التي تمتلكها رغم اختلاف الطقوس الدينية فيما بينها لذا أتوقع أن يحقق الزواج المدني نجاحا" عند هذه الطوائف وحسب معلوماتي حصلت كثير من حالات الزواج بين المرشديين وعلويين ومسيحيين من الجنسين دون أن يؤدي الأمر إلى كارثة قتل الفتاة كما يحصل إن تزوجت سنيا"
إن تطبيق هذا القانون سيكون حلا" لكثير من الأشخاص الذين عانوا مرارة أن يتركوا من أحبهم لا لشيء سوى أنه ينتمي دون إرادته لطائفة مختلفة
وسيكون حماية لكثير من النساء من فقدان حياتهن بسكين أحد إخوتهن أو أقاربهن غسلا" للعار
تطبيق هذا القانون سيزيد من ألفة وتلاحم الشعب السوري وسيكون معبرا" لتجاوز الأحقاد والضغائن
رغم أن الشعب اللبناني لم يستطع تثبيت دعائم هذا القانون وهو الذي يسبقنا بأشواط من الحرية والتعبير عن الرأي لكن يكفيه فخرا" أنه حرك هذه البركة الراكدة وأنه مستمر في المطالبة بهذا الحق الطبيعي جدا" فهل سنستفيد من تجربته ونحن في بداية عام جديد يحمل في جعبته الكثير من الدلائل التي تدل على أن قيم الحرية واحترام حقوق الإنسان ستنتشر لا محالة
أنا صوت وحيد ينتظر المزيد من أصواتكم