كسوف شمسنا



احمد جبار غرب
2012 / 1 / 23


لا شك إن القرار الذي صدرا مؤخرا عن مجلس الوزراء وأقرته لجنة دعم نهضة المرأة !! والقاضي بمنع ارتداء الملابس وفق رغبتها وما تقتضيه حاجتها للظهور الاجتماعي وحصرا في المؤسسات الحكومية مثل الملابس المزركشة والضيقة والصارخة الألوان وغيرها هي محاولة للهروب باتجاه قيم الظلام والتخلف وهو قرار تعسفي وظالم يدلل على حجم الضغوط التي تتعرض لها المرأة العراقية في ظل حكومة المحاصصة البغيضة التي تتحفنا يوميا بأعجب القرارات والتي لامثيل لها في العالم ومن قبيل عدم سفر المرأة ألامع محرم لها أو قانون الأحوال المدنية سيء الصيت ونتساءل ماعلاقة هكذا قرار بنهضة المرأة ودعمها ؟والحقيقة هو جزء من من شل قدرات المرأة والحد من حريتها الشخصية وتكريس صارخ لذكورة المجتمع ونحن ننادي والشرائع الوضعية والسماوية تنادي بمساواة المرأة مع الرجل فلماذا يستثنى الرجل من هذه القرارات ؟وللأسف لازال الكثير في مجتمعنا ومن مستويات رفيعة ينظر للمرأة كوعاء للإنجاب وللجنس دون النظر إلى قيمتها الإنسانية ومشاعرها الوجدانية وقد تعرضت للعديد من الانتهاكات عبر القوانين الجائرة الذي افرزها الواقع السياسي المشوه من خلال الهيمنة والاستبداد الذي تمارسه بعض القوى السياسية ومصادرة حقوق الآخرين ومحاولة تمثيل المجتمع العراقي والوصاية عليه.. إن هذا الإجراء يعني الانقياد التام وبشكل مفضوح نحو الانغلاق وإعادة إنتاج للسلفية والرجعية التي تحاول إخضاع المجتمع برمته لهذه الأفكار والرؤى التي عفي عليها الزمن وبالتأكيد إن قوى شعبنا وطلائعه السياسية لن تقبل بهذا الإجحاف الذي يلحق بالمرأة الاذىالنفسي والمادي وهي التي تشارك مع الرجل بفاعليه في عملية البناء والأعمار من خلال أدائها في مؤسسات الدولة قاطبة وستقاوم كل القوى الحية بما فيها منظمات المجتمع المدني والتجمعات النسوية الناشطة هذه التحولات ذات النهج المتخلف بكل قوة وصلابة كونها تشكل نكوصا واحتقارا لشخصية المرأة في المجتمع والتي هي شريك فعال في بناء الوطن ويجب إن لاتقيم على أساس مظهرها ولباسها والذي هو جزء من شخصيتها بقدر أنت كرم اوتقيم على ماتنجزه من عمل وأداء في المؤسسات التي تعمل بها في المحيط الاجتماعي الذي تعيش فيه إن محاسبة المرأة يجب إن ينصب في تقصيرها للأداء أو المنجز الذي تقوم به وليس على ماتلبس أو ترتدي من ملابس هي بالتأكيد مكمل لشخصيتها ورغباتها واستذواقها وإحساسها النفسي ويجب إن ننوه في هذا الجانب إن مجتمعنا متعدد الأطياف والتكوينات الدينية والعرقية والمذهبية ويجب إن لا تمس هذه الفئات من خلال هذا القرار المتخذ وان لا يؤدي إلى إلحاق الأذى بأي بامرأة تنتمي لهذه الأطياف والانتماءات التي لها تقاليدها وطقوسها الاحتفالية وإلا فما فائدة الحرية والديمقراطية ونحن ننطلق في توجهنا إلى احتواء المرأة وسلب حقوقها وهضم إرادتها في الوقت الذي تأخذ دورها بفاعلية ونشاط في المجتمعات المتحضرة والتي ليس لها عقد متوارثة ضد المرأة وتكون ندا قويا للرجل في المشاركة السياسية والاجتماعية وفي كل مجالات الحياة هذه المجتمعات التي لاتعاني من العتمة وقصر النظر اتجاه المرأة وحقوقها وكنا نأمل إن تتصاعد وتيرة فعالياتنا الإنسانية اتجاه هذا الكائن الجميل بعد إن تخلصنا من الاستبداد والتسلط الدكتاتوري الذي مارسه النظام البائد وان تكون تضحياتنا من اجل الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية قد أخذت حيزها وأعطت ثمارها لكننا نتفا جيء كل يوم بممارسات وسلوكيات مبرمجة ومشرعة للحد من الحرية وفي كل الاتجاهات وهذا يعني كسوف شمس حريتنا وتظليل حياتنا باالالوان القاتمة بعيدا عن أرادتنا ومبادئنا اتجاه المرأة هذا الكائن الرائع والقارورة المليئة بالشهد والعسل