زمن المرأة قادم



كامي بزيع
2012 / 1 / 24

عبأ كبير يقع على عاتق المرأة اليوم التي تعيد كتابة تاريخها، فبعدما تم تجاهلها، وتهميشها من قبل الكتابة والعلم، الفلسفة والنصوص الدينية والفن، اليوم تسعى المرأة جاهدة لاعادة اكتشاف تاريخها، لاعادة الاعتبار الى كيانها، لذلك عليها النضال على كافة الجبهات، ودون شك فان المرأة ستحصل على سيادتها، سيتغير وجه الحضارة ووجه الانسانية، لكن المراة لن تهضم حق الرجل ولن تعمل وفق قانون ثأري بل على العكس، هي التي تهب الحياة، لن تبخل بها على شريكها في الوجود، لان عدالتها لا تعرف حدود.
المستقبل للمرأة، في السلطة، في البيت، في المجتمع، في العلم، في التقدم والازدهار، والرجل فقط سيكون داخل الكتابات التي كرسها لنفسه على امتداد قرون.
ان النصوص الدينية التي منحت الرجل السلطة والتاريخ ستصبح سجنه، لان الحياة بجميع فصولها ستكون للمرأة، وستكون اللغة هي للعصر والعلم والانوثة، ونصوصه ستتحول الى اطلال للبكاء ليس اكثر. ذلك ان اللغةالذكورية التي تحكمت بالانسانية على امتداد التاريخ وحرمت المراة من ابسط تعابير الوجود، ستضمحل لتتحول الى لغة بائدة، او بالاحرى ميتة كما مئات اللغات القديمة، وسيعاد المجد الى الالهة المؤنثة التي قضت عليها الالهة الذكورية، ستعاد لها الصلاحية التي سلبت منها لتلعب دورها في الحب والخصب والسلام والاستمرار.
ان الدونية التي تشعر بها المرأة انما نتجت من الافكار الفلسفية، وتاليا الدينية التي اعتبرت المرأة، كائنا عاطفيا ليس لها القدرة على ابداء الرأي والمشورة والاستقلال بنفسها وتحكيم العقل والمنطق، وهي تحتاج دائما الى العناية والحماية، لم نسأل انفسنا ولو مرة واحدة، ممن تحتاج المرأة الحماية؟ ان المرأة لا تخاف من امراة مثلها، لانها ولا بشكل من الاشكال تشكل لها تهديدا، لكن التهديد الحقيقي التي تواجهه المرأة انما مصدره الرجل، والرجل يريد ان يكون هو حمايتها وهنا تكمن المفارقة. فالرجل الذي يشكل حماية لامرأة تخصه انما هو بالوقت عينه يشكل تهديدا لاخرى لا تخصه. ولكن ماذا لو كانت المعادلة على الشكل التالي: لا يشكل حماية لاية امراة تخصه ولا يشكل تهديدا لامرأة لا تخصه.
هنا لا يعود من مبرر لان تصبح المراة تحت الوصاية، ولكن كيف يمكن للرجل ان يستمر وقد كرس نفسه سيدا؟ وليا؟ ربا؟ اذا لم يجد من يحكمه.
نعم على امتداد القرون والمرأة محكومة من قبل الرجل، في اصقاع كثيرة من الارض، من اتهامها بالنجاسة، الضعف، العجز، وتكريسها كرمز للشهوة والفتنة والاغواء. من قام بذلك، اليست الاقلام الذكورية والشركات الذكورية والايديولوجيا الذكورية.
على كل حال لم يعد المنال بعيدا، ان زمن المراة قادم لا محال بعدما غشي الكون كل هذا الظلام.